عائلة من أصول تركية كانت محل الجدل منذ أكثر من مائة عام، عاش الجد بين مصر وتركيا، وابنته التي تلقت تعليمها في مصر، حيث حرص الجد الأكبر على نشأة ابنيه على تعاليم الإسلام وحفظ القرآن، ولكن بعد وفاته كان لابنه الوحيد رأي آخر وغير اسمه من كامل إلى جونسون وديانته من الإسلام إلى المسيحية، مرت الأعوام وأصبح اسم جونسون هو لقب رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون.
«علي كمال» الجد كان أحد الصحفيين البارزين خلال أيام نهاية الإمبراطورية العثمانية وكان معارض لحرب الاستقلال التركية ، اضطر إلى ترك أبنائه عثمان وسلمى إلى جدتهما بعد وفاة زوجته البريطانية بسبب نقص المال.. عثمان هو جد رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون الذي غير اسمه بعد وفاة والده إلى لقب جدته لأمه جونسون وغير ديانته إلى المسيحية.

اختار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اسم مركبا مكونا من 3 أسماء لطفله السادس الذي ولد قبل عدة أيام، والاسم الأول منه هو (ويلفريد)، تيمنا باسم جده عثمان ويلفريد كمال الذي حول العائلة إلى المسيحية حاملة لقب جونسون.

طفولة علي كمال
ولد علي كمال في حي السليمانية باسطنبول إلى حاجي أحمد أفندي، رئيس النقابة، وبعد تخرجه من المدرسة الابتدائية المحلية، التحق علي كمال بالمدرسة المتوسطة العسكرية في جولهان ولكن تم فصله في وقت لاحق، وفيعام 1882، التحق بكلية العلوم السياسية ، حيث كتب القصائد والمقالات الصحفية، وعلى الرغم من أن اسمه الحقيقي كان علي رضا، إلا أنه أصبح معروفا باسم علي كمال، وفي عام 1887، ذهب إلى فرنسا لتحسين لغته الفرنسية.
أثناء إقامته في فرنسا، اتصل بمعارضي نظام السلطان عبد الحميد الثاني، وبعد ذلك بوقت قصير، عاد إلى تركيا لكنه عاد إلى فرنسا مرة أخرى بسبب معارضته للنظام، ثم انضم إلى حركة الشباب الأتراك في باريس، وانفصل ميزاني وعلي كمال عن هذه الحركة، وبينما كان يواجه مشاكل مالية ، ذهب إلى مصر عام 1900 لإدارة مزرعة زوجة أحمد جلال الدين باشا، وعاد علي كمال إلى اسطنبول في عام 1908 ، بعد وقت قصير من إعلان الملكية الدستورية الثانية، وأصبح رئيس تحرير صحيفة إكدام.
عائلتي كمال وجوسون
يرصد «صدى البلد» تاريخ عائلة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي كان قبل 110 عاما عائلة «علي كامل» المسلمة، ولد علي كمال في عام 1867 في اسطنبول، عاصمة الإمبراطورية العثمانية آنذاك، وكان والد كمال تاجرا ثريا حرص على إنشاء ابنه على تعاليم الإسلام التقليدية، فجعل ابنه علي كمال يتلقى تعاليم الإسلام في مصر، تعلم على أرض مصر اللغة العربية الصحيحة وتعاليم الإسلام وحفظ القران الكريم كاملا، وفقا لما ذكر عنه في (الموسوعة الإسلامية) باللغة التركية للكاتب أورهان كارافيلي، وفاروق جزين.

الزواج المستحيل
وبعدها سافر كمال إلى سويسرا لقضاء العطلة الصيفية، ومنها إلى فرنسا وأصبح صحفيا ناجحا عام 1903، والتقى حينها بامرأة أنجلو سويسرية وهي ابنة مارجريت جونسون في سويسرا، على الرغم من أن علي أراد الزواج منها إلا أنه كان مترددًا لأنه كان يدرك صعوبات الزواج بين رجل تركي وامرأة بريطانية، وقبل أن يعود إلى بلاده قال علي كمال لبرون: "سأعود إلى القاهرة الآن، لن أرسل لك بطاقة أو رسالة لك لمدة عام ، لكنني سأعود هنا في العام المقبل. إذا أتيت أيضًا ، فعندئذ سنتحدث ونقرر "، وبالفعل التقيا بعد عام مرة أخرى في سويسرا وحينها قرروا الزواج.
بحث علي كمال وحبيبته عن كاهن لكنهم جاهدوا للعثور على كاهن يوافق على زواجهما، وفي النهاية تمكنا من العثور على كاهن وافق على زواج التركي المسلم من البريطانية المسيحية، وأنجب الزوجان أول ابن لهما بعد لزواج ولكنه أصيب بالسعال الديكي وكان عمره حينها بضعة أشهر فقط، ولم يستطيع الأأطباء إنقاذه في سويسرا وتركيا.
بعد ذلك أنجبا ابنة تدعي سلمىوأخذ زوجته وابنته وعاشوا في القاهرة لبعض الوقت، وبعدها عاد علي كمال مع عائلته إلى تركيا في عام 1908، واستقروا في قرية بيبيك خارج اسطنبول، ومارس حياته المهنية في الصحافة، ورغم مرور أكثر من مائة عام، إلا أن النسخ الأصلية الذي كتبها بخط يده ما زالت موجودة حتى الآن في مكتبة بتركيا ومتاحة ايضا للإطلاع عليها.

وفاة الزوجة الأولى
أنجبت زوجته ابنهما الثالث عثمان علي في لندن، وتوفت بعد ولادته مباشرة، وكتب علي كمال رواية من مجلدين عبر فيها عن حياته وآرائه السياسية، ومر علي كمال بضائقة مالية بعد إفلاسه وتولت جدتهما للأم مهمة تربيتهما، وكتل لوزير المالية خطابا في 5 أغسطس عام 1910 يستعطفه، وكتب فيه: "فرضت المصاعب علينا وواجهناها لسنوات، وتعرضت لكارثة وفاة زوجتي في بريطانيا، إلى جانب أن جدة الأولاد ليس لديها مصدر دخل".
أزمة مالية
وأوضح في الخطاب أنه بحاجة إلى 3000 فرنك كقرض للخروج من هذه الكارثة، للسفر إلى لندن والاسقرار مع أطفاله، وذلك مقابل كتاباته الصحفية، واشترط أنه سيسدد هذا المبلغ بعدما يبيع ممتلكاته في اسطنبول، وأنهى خطابه: "أرجوك أن تمنحني هذه النعمة إن أمكن، إذا لم يكن، فماذا يمكنني أن أفعل !، ولكن أشعر بالأسف على مصيبتي وأطلب مسامحتك على إزعاجك بشكل بائس؟ أنا أقدم احترامي وامتناني سيدي".

لم يجن الخطاب نتائجه المرجوة، وبعدالفشل في الحصول على المساعدة المطلوبة، عاد علي كمال إلى تركيا، وترك أطفاله في بريطانيا، وفي عام 1914، تزوج من صبيحة هانم، ابنة زكي باشا ، المشرف على الترسانة الإمبراطورية وأنجب ابنهم، زكي كونيرالب الذي عمل لاحقا كسفير، فيماعاش طفليه سلمي وعثمان حياة صعبة في بريطانيا مع جدتهم.

وتم تغيير اسم عثمان علي فيما بعد إلى ويلفريد جونسون، وعمل ويلفريد جونسون كطيار في سلاح الجو الملكي خلال الحرب العالمية الثانية، وأنجب ابنه ستانلي جونسون ، وهو كاتب وسياسي، إلى تركيا وتتبع جذور عائلته، وأصبح ابنه بوريس جونسون نجل ستانلي جونسون، رئيس وزراء بريطانيا الحالي.
علي كمال والسياسة
شغل منصب وزير التربية والتعليم في حكومة دامات فيريت باشا الأولى ووزير الداخلية في حكومة دامات فيريت الثانية، وخلال فترة توليه منصب وزير الداخلية ، أصدر علي كمال أوامر ضد القوات الوطنية ومصطفى كمال باشا، وانضم إلى الجمعية التي دافعت عن وضع الحماية البريطانية لتركيا، وبعدها استقال من منصبه الوزاري بعد خلاف داخل الحكومة ومارس مهنة الصحافة.
اغتياله
تم اختطاف علي كمال في اسطنبول لتقديمه إلى أنقرة لمحاكمة الخيانة بناء على أوامر من الحكوم، ومع ذلك ، بينما كان في طريقه إلى أنقرة بالقطار، تم إعدام علي كمال من قبل حشد نظمه ساكالي نور الدين باشا ، في إزميت في 6 نوفمبر 1922.