قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن عزيز مصر كان عازمًا منذ أول يوم على تربية سيدنا يوسف -عليه السلام- تربية الولد لتهيئته لأن يكون ابن العزيز، وهو ما يوازي منصبه رئيس الوزراء في هذا الوقت، مستشهدًا بقوله- تعالى: "وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، ( سورة يوسف : الآية 21).
وأضاف "جمعة" خلال برنامجه "مصر أرض الأنبياء"، مع الإعلامى عمرو خليل، على قناة مصر الأولي، أن سيدنا يوسف- عليه السلام- عرف مصر بأنها أرض الأمان والسلام وليس الخوف، مستندًا إلى قوله - تعالى- على لسان سيدنا يوسف- عليه السلام- لأبيه وأخوته: " فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، ( سورة يوسف: الآية 99).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء في بداية الحلقة أن قلب سيدنا يوسف- عليه السلام- اطمئن لنعم الله فعصمه من مراودة امرأة العزيز عن نفسه وهي في غاية الجمال والمال والمنصب، فغلقت الأبواب عليها وعليه وتهيأت له وتصنعت ولبست أحسن ثيابها وأفخر لباسها، مبينًا: ويوسف شاب بديع الجمال والبهاء إلا أنه من سلالة الأنبياء، فعصمه ربه عن الفحشاء وحماه عن الشهوة؛ فهو سيد النجباء ومن المخلصين.
وأشار في الحلقة السابقة إلى أن سيدنا يوسف - عليه السلام- عندما كان في الثانية عشرة من عمره رأي الرؤية الثانية والواردة في سورته الآية 4: "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ"، لافتًا: أن سيدنا يعقوب - عليه السلام- أوصاه بعدم إخبار أحد من إخوته عنها قائلًا: " قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" ( سورة يوسف: الآية 5).
ونوه الدكتور على جمعة أن سيدنا يعقوب- عليه السلام- كان يعلم بمخططهم سابقًا ويظهر هذا من سياق قوله - تعالى-: " قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ"، لافتًا: أنهم احتالوا على سيدنا يوسف - عليه السلام- بأن يقنع هو سيدنا يعقوب - عليه السلام- بالذهاب معهم؛ فوافق.