قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا يوسف- عليه السلام- كان جميلًا جدًا، وورد في بعض الرويات الشعبية أن عينه كانت كبيرة، وحواجبه بينها شامة، وعلى خده خال، وابيض الوجه؛ وهذا كله من علامات الجمال التي ورثها من السيدة سارة والتي أخذت هذا الجمال الفائق عن أم البشر حواء؛ فكانت أجمل امرأة بعد حواء.
وأضاف " جمعة " خلال برنامجه " مصر أرض الأنبياء " على قناة مصر الأولى، أن أخوة يوسف باعوه بثلاثة دراهم لمالك بن زعر، والدرهم 2.9جرام فضة، أي بعوه بما يساوي 9 جرام فضة، وهو في ثمن الفضة اليوم 7 جنيهات؛ أي يساوي 63 جنيها، فبعوه بأقل من 100جنيه، وهذا ما يفسر قوله- تعالى-: " وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ"، ( سورة يوسف: الآية 20).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن مالك بن زعر لما أتي بسيدنا يوسف - عليه السلام- إلى مصر ذهب به إلى السوق لبيعه، ولجماله ونبهاته أراد الكثيرون أن يشتروه فأقاموا عليه مزادا حتي وصلوا إلى وزنه بالفضة وآخر بالمسك، لافتا إلى ان العزيز هو من اشتراه بالدينار الذهب، وقيل كان 40 دينارا، والدينار 4.25 جرام من الذهب الخالص عيار 21، وهو ما يساوي 170 جرام ذهب، وهو ما يساوي 20 جنيه ذهب، والجنيه الذهب يساوي اليوم 5000 جنيه؛ يعني اشتراه ب 100.000 جنيه.
وأشار المفتي السابق إلى أن عزيز مصر لم يعامل سيدنا يوسف- عليه السلام- معاملة العبد، مستشهدًا بقوله - تعالى-: " وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، ( سورة يوسف : الآية 21).
وذكر الدكتور على جمعة في بداية الحلقة أن قلب سيدنا يوسف- عليه السلام- اطمئن لنعم الله فعصمه من مراودة امرأة العزيز عن نفسه وهي في غاية الجمال والمال والمنصب؛ فغلقت الأبواب عليها وعليه، وتهيأت له وتصنعت ولبست أحسن ثيابها وأفخر لباسها، مبينًا: ويوسف شاب بديع الجمال والبهاء إلا أنه من سلالة الأنبياء، فعصمه ربه عن الفحشاء وحماه عن الشهوة؛ فهو سيد النجباء و من المخلصين.