ولد المفكر أحمد لطفى السيد، في محافظة الدقهلية عام 1872، وعلى الرغم من تخرجه من مدرسة الحقوق، إلا أن كان اهتمامه باللغة العربية والأدب ما طاغين عليه، وتأثره بالمفكر الشيخ محمد عبده، وجمال الأفغاني، جعل منه رائد التنوير، وأبو الليبرالية المصرية، كما يطلق عليه.
اقرأ أيضًا:
وزير التعليم العالي يشارك في الاجتماع الوزاري الثالث لوزراء التعليم العالي الأفارقة عبر الفيديو
مدينة زويل تنتج أول كابينة بصناعة مصرية لحماية الأطقم الطبية.. فيديو
عمل لطفي وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء في وزارة إسماعيل صدقي ونائبا في مجلس الشيوخ المصري، ورئيسا لمجمع اللغة العربية، كما أسس عددا من المجامع اللغوية والجمعيات العلمية.
كان أحمد لطفي السيد أول الداعين لحملة التبرعات الخاصة بإنشاء أول جامعة أهلية في مصر العام 1908 "الجامعة المصرية"، والتي تحولت في 1928 إلى جامعة حكومية تحت اسم جامعة فؤاد الأول - جامعة القاهرة فيما بعد.
تبنى لطفي السيد المفهوم الليبرالي للحرية، والذي ظهر في أوروبا، بعد تخلصهم من حكم الكنيسة، ونادى لتمتع الفرد بقدر كبير من الحرية وغياب رقابة الدولة على المجتمع، مشددا على ضرورة أن يكون الحكم قائما على أساس التعاقد الحر بين الناس والحكام.
عين لطفي عام 1925 مديرا للجامعة المصرية (جامعة القاهرة) بعد أن أصبحت حكومية، وفي عهدة أتسعت الجامعة وضمت عدة كليات، كما ضمت أول مجموعة من الفتيات للالتحاق بها بدون صحة أو دعاية لهذا الأمر في الصحف، وتخرجت من كلية الآداب والحقوق في دفعة 1933، وكان لهم أثر كبير في المحافظة على حق الفتيات في الالتحاق بالجامعة والنهضة بعمل المرأة.
كان المفكر المصري هو أول الداعين باستقلال الجامعة، وظهر موقفه القوي جليا حين قدم استقالته بعد إقصاء عميد الأدب العربي طه حسين عن الجامعة سنة 1932. كما قدم استقالته مرة أخرى حين اقتحمت الشرطة حرم الجامعة عام 1937.
ولكن ظل أحمد لطفي السيد، مديرًا للجامعة حتى استقال منها سنة 1941م بعد أن اطمأن إلى أوضاعها ورسوخ أقدامها .
أصبح يوم 9 مارس، عيدا لاستقلال الجامعات المصرية، وهو إشادة بموقف أحمد لطفي، الذي قدم فيه استقالته من الجامعة، احتجاجا على قرار وزير المعارف "التعليم" بنقل الدكتور طه حسين من الجامعة دون موافقته أو أخذ رأى الجامعة.
تعلق صورة كبيرة في قاعة كبيرة بجامعة القاهرة، حتى الآن، يناقش فيها الندوات والمؤتمرات التي تنادي بحرية الفكر والتعبير، التي طالما ندا بها، تحت اسم مؤسسها أحمد لطفي السيد.