قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا يوسف - عليه السلام- أقام في البئر 3 أيام، وحدثت له خلالها 4 إرهاصات لما قبل النبوة، وهي: أولاً: تحولت مياه البئر من مالحة يا عذبة، ثانياً: أنزل إليه ملك من السماء كسوة؛ لأن إخوته أخذوا قميصه وتركوه، ثالثاً: جعل الله له في البئر ضياء، رابعاً: بعث الله له طعاماً.
وأضاف "جمعة"، خلال برنامجه "مصر أرض الأنبياء"، مع الإعلامي عمرو خليل، على الفضائية الأولى، أن مالك بن زعر هو من أخذ سيدنا يوسف - عليه السلام- وهو في طريقه مع ملك من مصر لأداء واجب العزاء في قافلة، لافتا إلى أنه كان عربيا وفرح بيوسف - عليه السلام- وهذا المقصود من قوله تعالى: "وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ"، (سورة يوسف: الآية 19).
وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أنه ورد في تفسيرقوله تعالى "وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ"، (سورة يوسف: الآية 20)، رواية تقولبأن أخوة يوسف هم من رجعوا إلى البئر وباعوا سيدنا يوسف - عليه السلام- بثمن بخس لمالك بن زعر، ومقداره 3 دراهم، ثم رجعوا إلى أبيهم وكأنه لم يحدث شيء.
وذكر الدكتور على جمعة في بداية الحلقة أن سيدنا يوسف - عليه السلام- اطمأن قلبه لنعم الله فكان له شطر الجمال والحسن، وأنعم الله عليه بالمعرفة في طفولته وبتأويل الرؤي التي رسمت مستقبله، وتميز يوسف بالأدب مع والده واستشاره على الدوام وطاعته في كل أمر يقيناً بأن الله لن يضيعه.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء: "فتربي سيدنا يوسف - عليه السلام-في قصر العزيز تربية الملوك والأمراء، ومنحه الله العلم الوفير والحكمة وتأويل الأحداث وحب الناس وثقتهم في علمه ومعرفته، وانبهارهم بجماله ويقينه وعفوه وخلقه".