قال محمود محمد محمود حسنين اخو الشهيد البطل ملازم اول احمد محمد محمود
حسنين، أحد شهداء موقعة
البرث بشمال سيناء مع الشهيدين أحمد منسى وأحمد الشبراوى، أن مسلسل الاختيار الذى
يتم تجسيد فيه شخصية الشهيد البطل المقدم احمد المنسي، وأبطال موقعة البرث فى
سيناء، هدية
لمصر وللعالم العربي، وذلك بسبب قيامه بتعريفنا بالذى يحدث فى سيناء من تضحيات
لحماية أرضنا.
وأضاف شقيق الشهيد فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، ان
شقيقه يقوم بتجسيد شخصية الفنان حسين كرارة شقيق الفنان أمير كرارة، والذى لم يظهر
بعد حتى الأن فى المشاهد وسيظهر فى الحلقات القادمة.
واضاف
شقيق الشهيد الملازم أول أحمد حسنين، أنه ولد بمدينة القاهرة فى 5 ديسمير 1992،
إلا أنه قضى عمره كله ببلدة أبيه بمحافظة المنوفية مع باقى أفراد الأسرة.
وأضاف
شقيق الشهيد ان اخر مكالمة حدثت بينه وبين شقيقه الشهيد ليلة استشهاده الساعة 3.30
فجرا قبل ساعة ونصف من استشهاده، مضيفا بانه قام بتوصيته على والديه كثيرا، مما
دفعه للشك فى تلك المكالمة وجعل قلبه مشغولا به.
واكد أنه
اخبره فى تلك المكالمة بتجهيز أمور خطبته التى كان ينوى عملها فى اجازته التى كان
سينزل لها فى اليوم التالين وطلب منه دعوة كافة الناس بقريته لحضور تلك الخطبة
لإتمام فرحته، والذى اخبره بموافقته على تنفيذ طلبه فى عمل تلك التجهيزات.
وقال
شقيق الشهيد انه تم تعينه بالعريش بشمال سيناء
وحصل على فرقة 999 لمكافحة الارهاب وكان متفوقا فى الرماية حيث جاء ترتيبه
الأول على مستوى وحدات الصاعقة و اتسم بالشجاعة والاقدام وخدم بمنطقة مطار العريش ثم
رفح حيث التحق على الكتيبة 103 صاعقة بمنطقة البرث شمال سيناء.
واضاف انه لم يخبر أسرته بأنه يعمل فى سيناء حتى لايقلقوا عليه، فى ظل الاشباكات الجارية بشمال سيناء وعندما تم معرفة ذلك بعد فترة كان يطمئنهم ويقول لهم أنه بمنطقة هادئة ليس بها اشتباكات.
وأوضح
شقيق الشهيد، أنه كان دائما ما كان يتحدث عن القائد احمد المنسي، الذى أخبره
بانه لم يعاملهم كقائد لهم وإنما كأب لهم قبل ان يكون قائد، وكذلك كثرة مواقفه
الإنسانية التى كان يفعلها معهم.
واكد انه
عندما كان يحدثه عن الذى يحدث في سيناء اخبره بان هناك فى سيناء ضرب نار واشتباكات مع العناصر
الإرهابية بصحبة القائد أحمد المنسي، وكذلك المداهمات التى ضد العناصر التكفيرية
مما من يهددون امن البلاد بأسم الدين.
واكد
شقيق الشهيد أنه عمل فى البداية تحت قيادة العقيد رامى حسنين وحزن جدا عندما علم
باستشهاده وقد صاحب جثمانه ليدفن فى مسقط رأسه، وعندما تولى العقيد أحمد منسى
مكانه قائد للكتيبة شاهد فى أحمد الاجتهاد والتميز اللافت للنظر فعينه مسؤلا عن
امن الكتيبة وكان أحمد على قدر المسؤلية.
وأضاف أنه عندما كان الرائد شبراوى يسأل العقيد منسى عن سبب شدته مع الملازم أول أحمد حسنين أحيانا كان يقول له أنه يري هذا الضابط المجتهد سيكون له شأن فى المستقبلن وكان أحيانا يطبطب عليه بحنان أبوى كأنه ابنه حمزة.
واضاف شقيق الشهيد قائلا: "أحمد أصر على أن يخرج فى المداهمات مع قائده
العقيد منسى الذى يفضل ألا يشارك فيها لأنه لازال مبتدئ ولكن أمام اصراره أشركه
معه فى عدة مداهمات، ولما كان يزداد قلق اسرته عليه كان يطمئنهم انه بخير ولا يوجد
اى شىء عندهم ولو فيه حاجة هم عارفين انه بيبلغهم .. حتى لايقلقوا عليه".
واضاف شقيق الشهيد قائلا: "أول أجازة نزل فيه أحمد بعد تولى العقيد أحمد
المنسي قيادة الكتيبة كان بيشكر لأسرته فى العقيد منسى ويقول لهم ان مافيش زيه فى
الدنيا، وتصادف أن التقى أحمد وأخيه محمود الذى يصغره بثلاث سنوات بالعقيد منسى
بالقاهرة ليسلمه أحمد بعض مستلزمات الكتيبة فسأل العقيد منسى أحمد شقيقي عني قائلا:
مين ده ده يا أحمد ؟ فقال أحمد: محمود أخويا.. فقال العقيد منسى لمحمود : أنا
عاوزك تكون بطل زى أخوك أحمد وتكون راجل زيه بمعنى الكلمة.
وعلى جانب أخر تقول والدة الشهيد: "إبنى أحمد منذ مولده كان جميلا كالبدر فى
تمامه وكان أول فرحتنا كان شقيا جدا وكان متفوقا جدا فى كل مراحل دراسته
الابتدائية والاعدادية والثانوية وكان من المتفوقين ويلقب بـ حسنين الكبير".
وأضافت والدة الشهيد قائلة: "بعد حصوله على الثانوية العامة حاول الألتحاق بالكلية الحربية ولم يوفق فى ذلك العام فالتحق بكلية الهندسة ولكن دفعه حبه للحياة العسكرية ولمصر التى كان يحبها أكثر من أى شئ الى التقدم للألتحاق بالكلية الحربية مرة أخرى فى العام التالي وتم قبوله فى 24 نوفمبر عام 2013".
واكد
والدة الشهيد قائلة: "إلتحاقه بالكلية الحربية كان الشئ الوحيد الذى ضايقنى بسبب
انه سيتركني واخيه محمود اللذان لم يفترقا ابدا من قبل وكان سرهما عند بعضهما .. فهو
كان أخيه الوحيد .. ولكننا سعدا عندما شاهدتاه ببذلته الخاصة لطلبة الحربية وكنا نذهب
لزيارته كل 15 يوما".
وأضافت قائلة: "فى أول أجازة لأحمد بالمنزل
وجد حفلة كبيرة بإنتظاره فقد أصبح الضابط الوحيد بالعائلة، وجاء الجميع لتهنئته
وبعدها بيومين ذهبوا لقراءة الفاتحة وخطبة الفتاة التى كان يرغب الارتباط بها وازدادت
سعادة الأسرة بأول فرحة لهم".
وقالت والدة الشهيد: "أظهرأحمد تفوقا
فى دراسته بالكلية الحربية الأمر الذى أدى الى تكريمه قبل التخرج بشهرين لتفوقه فى اللياقة البدنية من الفريق محمود
حجازى".
وسردت
والدة الشهيد موقفا حدث أثناء حفل التكرم بقيام
الشهيد أحمد برفع يده طالبا الكلمة، فقال له الفريق حجازى : اتفضل يا طالب،
فقال له أحمد : أنا لى طلب يافندم، قال له الفريق حجازى: ما طلبك يا طالب ؟، وقال
أحمد يافندم أنا زميلى الشهيد ملازم أول أحمد خالد زهران اللى استشهد فى سيناء كان
بينام فى السرير اللى جنبى وبعد استشهاده نمت على سريره وأقسمت أن أثأر لأستشهاده
فارجو سيادتك أن تسمح لى بعد التخرج أن أخدم بسيناء، فقال له الفريق حجازى: تصدق
لك على ذلكن ومنحه أجازة من الكلية قبل موعده بيومين لتفوقه ولشهامته.
وأضافت
والدة الشهيد أحمد حسنين أنه تخرج من الكلية الحربية فى 22 يوليو 2016 ضمن طلبة الدفعة 110 حربية وحضرت اسرته حفل
التخرج وكانوا فى قمة السعادة وعند العودة الى المنزل اقاموا احتفالا اكبر من
السابق كان فيه طبل وزمر وخيول ترقص والأهل والأقارب والجيران جاؤا لتهنئة الضابط
وام الضابط وابو الضابط.
وأوضحت والدة الشهيد: "أحمد سافر لوحدته فى مرة قبل رمضان بيوم واحد وعاد يوم
17 رمضان فنزلنا اشترينا الشبكة واتفقنا على الخطبة فى العيد لما يرجع أجازة مرة
تانية ثالث أيام العيد .. لكن مرت 4 أيام
بعد موعد نزوله دون ان يصل .. وكانت آخر مكالمة وصلت من الشهيد قبل
استشهاده هو وقائده وعدد من مقاتلى الكتيبة .. بعد عدة محاولات من الوالدة
للأطمئنان عليه لم تكن هناك شبكة، شعرت بألم فى قلبى، غير انه فى الواحدة بعد نصف
الليل أتصل بي لكي اطمئن عليه ووصاني على والده وأخيه محمود، ولما قلت له فيه ايه
؟ قال لها مفيش حاجة حبيت اطمئنكم وظل
يضحك، وعقب ذلك كلم أخوه محمود وأوصاه عليا ووالده وخطيبته وطلب منه يعزم الناس
على فرحه أنه بعد أن ينزل سيكون مشغول، وكلم خطيبته وقال لها تأخذ بالها من والدته
ووالده وأخوه محمود .. لأن مالوش حد غيره .. وأغلق الخط عقب ذلك.
وبعدها علمت الاسرة بنبأ استشهاده صباح الجمعة 7/7/2017 فى اشتباك مع الجماعات
الارهابية الاجرامية التكفيرية، حيث استشهد العقيد احمد منسى والرائد احمد شبراوى
والملازم أول أحمد حسنين وعدد من ضباط الموقع وأصيب عدد آخر من الأبطال، وأصبح
جميع أهل وجيران أحمد المنتظرون حضور فرحه يفاجئون بخبر استشهاده وحضور جثمانه
ليزف الى الحور العين.
تقول والدته : "لما رحت مستشفى الجلاء بكوبرى القبة علشان نستلم جثمان الشهيد وكان قلبى مولع نار على أحمد وبمجرد خروج الصندوق الذى به الجثمان ملفوف بأعظم شئ علم مصر شعرت بسكينة وثلج على قلبى من عند الله ووجدت نفسى ازغرد بدون صوت كان قلبى يزغرد على زفة ابنى الشهيد، وعندما وصلنا بلدتنا بمحافظة المنوفية وجدنا الاف الناس منتظرة زفة الشهيد وكل النساء كن يزغردن، كان رحمه الله محبوبًا من الجميع .. كان مشهد رهيب ومهيب.. رحمة الله على البطل الشهيد وجميع شهداء الوطن البواسل، وعقب استشهاده تم تكريمه بدعوة اسرته لحضور صلاة العيد مع رئيس الجمهورية العام الماضى 2019، كما تم تكريمه من قيادة وحدات الصاعقة بإنشاص، وكرمته محافظة المنوفية بإطلاق إسمه على أحدى مدارسها".