قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا يعقوب- عليه السلام- أحب جميع أبنائه ولم يفرق بينهم، وإن كان أعطى سيدنا يوسف- عليه السلام- مكانة خاصة لذكائه وحكمته.
وأضاف "جمعة"، خلال برنامجه "مصر أرض الأنبياء" مع الإعلامي عمرو خليل، على الفضائية المصرية، أن سيدنا يعقوب - عليه السلام- رأى رؤية مضمونها أنه زرع شجرة فأنبت 9 أغصان، وأعطاها جميعًا لأبنائه الكبار كعصا قوية لهم، فسأله يوسف عن سبب عدم إعطائه عصا وهو في السابعة في عمره، فلم يجبه في هذا اليوم ولكنه رأي في هذه الليلة أن الله أعطى غصنا ليوسف أكبر من أغصان بقية إخوته، فيما يعرف برؤية القضيب.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن سيدنا جبريل- عليه السلام- نزل بفرع من الجنة لسيدنا يوسف وكان هذا من الأسباب الأولى لغيرة إخوة سيدنا يوسف منهم وحقدهم عليهم.
اقرأ أيضاً // على جمعة: سيدنا يوسف من مصر.. ووصفه النبي بـ 4 كلمات
وأوضح أن سيدنا يوسف - عليه السلام- عندما كان في الثانية عشر من عمره رأي الرؤية الثانية والواردة في سورة يوسف، الآية 4، قال تعالى: "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ"، لافتًا: أن سيدنا يعقوب - عليه السلام- أوصاه بعدم إخبار أحد من إخوته عنها قائلًا: " قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" (سورة يوسف: الآية 5).
وواصل المفتي السابق أن زوجة سيدنا يوسف رحيل هي من أخبرتهم برؤية يوسف من فرحتها، ولكن إخوته اعتقدوا بتحيز سيدنا يعقوب ليوسف - عليه السلام- عنهم، وبدأوا بتدبير جريمتهم النكراء التي بدأت بالإتفاق على القتل، ولكن كبيرهم يهوذا نصحهم بعدم القتل وإلقائه - عليه السلام- في البئر.
وأشار الدكتور على جمعة في بداية الحلقة إلى أن سيدنا يوسف - عليه السلام- اطمئن قلبه لنعم الله فكان له شطر الجمال والحسن، وأنعم الله عليه بالمعرفة في طفولته وبتأويل الرؤي التي رسمت مستقبله، وتميز يوسف بالأدب مع والده واستشاره على الدوام وطاعته في كل أمر يقينًا بأن الله لن يضيعه.
وأكمل عضو هيئة كبار العلماء: "فتربي سيدنا يوسف - عليه السلام- في قصر العزيز تربية الملوك والأمراء، ومنحه الله العلم الوفير والحكمة وتأويل الأحداث وحب الناس وثقتهم في علمه ومعرفته، وانبهارهم بجماله ويقينه وعفوه وخلقه".