قال الله تعالى: « فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ » الآية 159 من سورة آل عمران، في تفسيرها قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن في هذه الآية الكريمة ثناء من الله عز وجل على الخُلق الحميد لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومعاملته الحسنة مع الآخرين برفق ولين، فكسَب قلوبهم وعقولهم، وجمعهم حوله، يستمعون إليه، وينصتون لتوجيهاته وإرشاداته ومواعظه.
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للآية الكريمة، أنه لو تعامل صلى الله عليه وسلم معهم بجفاء وقسوة وغلظة لتفرق الناس من حوله، وابتعدوا عن دين الله عز وجل، فقال عز وجل:«خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ » الآية 199 من سورة الأعراف، وقوله: «اخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ » الآية 88 من سورة الحجر، وخفض الجناح كناية عن اللين والرفق.
اقرأ أيضًا..
وأضاف أن في هذا توجيه للمؤمنين عامة أن يتأسوا بهذا الخلق الحسن للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو القدوة والأسوة لأمته، «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا » الآية 21 من سورة الأحزاب.
وأشار إلى أن من تخلق بهذا الخلق في معاملته مع الناس، أحبه الله، وقذف حبه في قلوب الناس، وزاد في رزقه وبارك له فيه، وأطال في عمره، وقضى على مشاكله، بالرفق والوجه البشوش، والابتسامة الصادقة، فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِى شَىْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ ».مسلم. وقوله أيضا: «وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ» البخاري في الأدب.
وتابع: فكم من أسر دُمِّرت، وعلاقات قُطِّعت، وصداقات انقلبت إلى عداوت، بسبب قسوة القلوب، وجفاء الطباع، وبذاءة الألفاظ، وسوء السلوك، قال عز وجل: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)» من سورة محمد.