قال الشيخ الدكتور أسامة خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن صومٌ لا تلامسه التَّقوى، ولا تخالط فيه قلب الصائم: صومٌ خَواءٌ، إنَّما هو لإسقاط الفريضة، بحيث لا يؤمر بإعادتها.
وأوضح «خياط » خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن هذا الصوم الذي لا تلامسه التقوى خرج عن نطاق التقوى، وضلَّ عن سبيلها، ولم يُدرك حقيقة الصوم، وإنما أتى بمظهره، وجانبه السَّلبي فبدأ سبحانه الآية بنداء المؤمنين، وختمها بقوله : (لعلكم تتقون).
وأضاف أن بين الإيمان والتقوى أوثق الصلات، وأقوى الوشائج، إذ الإيمان أساس الخير، ومنبع الفضائل، ومجمع المحامد، والتقوى: روح الإيمان، وعماده، وسر الفلاح وفي الجمع بين الإيمان والتقوى في مبدأ الآية وختامها: ما يُشعر بأنَّ المقصود بالصوم ما جمع بين منازع الإيمان من الفضائل والتكمُّلات الذاتية والروحية، وبين دوافع التقوى: من كمال المراقبة لله تعالى، وتمام الخوف منه، والتعلق به وحده، والزهد فيما سواه.
وأشار إلى أنه بذلك: يجمع الصائم بين مظهر الصوم السَّلبي: من الكف عن شهوتي البطن والفرج، وبين حقيقته الإيجابيَّة، من السَّير على الفضائل، وانتهاج أقوم المناهج، وأهدى السُّبل؛ فلا يصخبُ، ولا يكذب، ولا يماري، ولا يسابُّ أحدًا، ولا يشاتمه.
ونبه إلى أن ذلك ما وجَّه إليه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه بقوله: الصِّيَامُ جُنَّةٌ؛ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُم؛ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ؛ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ . وبقولِه : «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّوْرِ وَالعَمَلَ بِهِ؛ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، وبقوله : « رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ وَالعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ».