قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله – تعالى- شرع لآدم -عليه السلام -أن يزوِّج بناته من بنيه لضرورة الحال، ولكن قالوا: كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى، فكان يزوِّج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر، وكانت أخت هابيل دميمة، وأخت قابيل وضيئة، فأراد أن يستأثر بها على أخيه.
وأضافت « الإفتاء» في منشور لها على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي « فيسبوك» أن آدم – عليه السلام- أبى ذلك إلا أن يُقرِّبا قربانًا، فمن تُقبل منه فهي له، فلما قرَّبا، قرَّب هابيل شاةً سمينة، وقرب قابيل حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة، ففركها فأكلها؛ فنزلت النار فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل، فغضب وقال: يا هابيل، تُقبِّل قربانك ورُدَّ عليَّ قرباني، لأقتلنك.
وتابعت دار الإفتاء: فقال هابيل: قربت أطيب مالي، وقربت أنت أخبث مالك، وإن الله لا يقبل إلا الطيب، فقتله قابيل، وتركه بالعراء، ولا يعلم كيف يدفن، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له ثم حثا عليه التراب، فلما رآه قال: {يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}، مشيرًا: «انظروا عاقبة البغي والظلم والحسد فيما وهبه الله من النعمة لأحدهم».
خالد الجندي: قصة قابيل وهابيل تؤكد احتياج العالم إلى القرآن الكريم
أوضح الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، أن حادثة القتل الأولى «قابيل وهابيل» ابني آدم -عليه السلام-، من المشاهد التاريخية والعالمية التي حدثت في حياة الإنسان.
وأفاد «الجندي» خلال تقديمه برنامج «شهد الكلمات» المذاع على فضائية «صدى البلد»، أن القرآن الكريم تناول قصّة قابيل وهابيل الواردة في سورة المائدة الآية 27، بأسلوب فريد في السرد القصصي مع بث القيم التشريعة والحِكم البالغية في ثنايا القصة.
وأشار الداعية الإسلامي، إلى أن القرآن الكريم اختصر القصة وانتزع منها المكرر وغير المُفيد، وأسقط الوضوء على أهم الأحداث التي وقعت، وكأننا نشاهد الحدث بأعيننا، منبهًا على أن ما نشاهده الآن من إرهاب يؤكد أن العالم كله محتاج إلى القرآن.
كيف قرر هابيل أن أخاه من أصحاب النار إن قتله؟
أجاب الشيخ وسيم يوسف، الداعية الكويتي، في إحدى حلقات برنامجه من رحيق الإيمان على سؤال إحدى المتصلات حول كيف قرر هابيل أن أخاه من أصحاب النار إن قتله؟ فكيف عرف أن مصيره النار؟ مؤكدًا أن في عهد آدم عليه السلام كانت توجد شريعة يحتكم إليها أبناؤه من بين قواعدها أن القتل لا يجوز، فيقول وسيم إنه كان في شرع آدم عليه السلام أن من قتل نفسًا في النار، حيث قال تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
ونبه وسيم أنه كان مفروضًا قبل آدم عليه السلام انه لا يجوز ازهاق النفس ولم تكن شريعة آدم وابناءه القتل، فابناء آدم غير قابيل وهابيل بلغوا خمسين ألفًا، "ولا يعقل أن يكون الخمسين ألف يعيشون بغير شريعة" يقول وسيم، مؤكدًا أن هناك شريعة كانت تحكمهم يعرفون من خلالها ما يجوز وما لا يجوز، وكان من ضمن هذه الشريعة ألا يجوز القتل ولا الاعتداء ولا السرقة وأنه لابد من صدقة تقدم قربانًا لله عز وجل، "فيوجد منهج ساروا عليه وهو المنهج الذي اعتمد عليه هابيل حين قال لأخيه إنه إن قتله سوف يكون في النار".