دعاء الرسول عند الافطار.. محل بحث الكثيرين على مواقع الإنترنت، حيث يعتبر رمضان فرصة عظيمة يكثر فيها المسلم من الدعاء،ويحرص كثير من المسلمين فيه وفي كل يوم من رمضان على دعاء الرسول عند الإفطار، خاصة أن الدعاء في رمضان يجمع فضيلتين عظيمتين، وهما: فضل الزمان، وحال الصيام؛ فشهر رمضان من الأوقات المباركة التي يستجاب فيها الدعاء، كما أن دعوة الصائم لا ترد حتي يفطر.
دعاء الرسول عند الإفطار.. عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ النَّبيُّ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ - إذا أفطرَ قال: ذهبَ الظَّمأُ وابتلَت العروقُ و ثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ).
((ذهب الظمأ)) أي: انتهى الشعور بالعطش
((وابتلت العروق)) أي: رطبت بزوال اليبوسة الحاصلة من العطش.
((وثبت الأجر)) أي: زال التعب وحصل الثواب؛ وهذا حث على العبادات؛ فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه.
((إن شاء الله)) قول متعلق بالأجر؛ لئلا يجزم كل أحد؛ فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة الإلهية .
دعاء الصائم عند الإفطار.. كان النبي - صلى الله عليه وسلم-
يقول أيضًا: " اللهم إنّي أسألُكَ برحمتِكَ التي وسِعَتْ كلَّ شيءٍ أن تغفِرَ لي"، رواه ابن ماجه من دعاء عبد الله بن عمرو بن العاص، وحسّنه ابن حجر في تخريج الأذكار.
دعاء الصائم عند الإفطار.. وكان عليه الصلاة والسلام يقول:
" اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ"، رواه أبو داود مرسلًا.
دعاء الصائم عند الإفطار
قال النّووي في شرح المهذّب: "يستحبّ للصائم أن يدعو في حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ، لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:" ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ"، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ .
وقد أخرج البيهقي أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ"، صحّحه الألباني .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - كان إذا أفطر عند أهل بيت دعا لهم قبل الإفطار قائلا: "أفطرَ عندَكمُ الصَّائمونَ، وتنزَّلت عليْكمُ الملائِكةُ، وأَكلَ طعامَكمُ الأبرارُ، وغشيتْكمُ الرَّحمةُ"، رواه أحمد.
ومن الأدعية الثابتة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- والتي كان يُرددها:
(اللَّهمَّ بعلمِكَ الغيبَ وقدرتِكَ على الخلقِ أحيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علمتَ الوفاةَ خيرًا لي، وأسألُكَ خَشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ، وأسألُكَ كلمةَ الحقِّ في الرِّضا والغضَبِ، وأسألُكَ القصدَ في الفقرِ والغنى، وأسألُكَ نعيمًا لاَ ينفدُ، وأسألُكَ قرَّةَ عينٍ لاَ تنقطعُ، وأسألُكَ الرِّضاءَ بعدَ القضاءِ، وأسألُكَ بَردَ العيشِ بعدَ الموتِ، وأسألُكَ لذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهكَ، والشَّوقَ إلى لقائِكَ، في غيرِ ضرَّاءَ مضرَّةٍ، ولاَ فتنةٍ مضلَّةٍ، اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هداةً مُهتدينَ).
(دعَواتُ المكرُوبِ: اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا).
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَدْعُو بهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ).
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْهَرَمِ، وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ.
وفي رواية: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بمِثْلِهِ غيرَ أنَّ يَزِيدَ ليسَ في حَديثِهِ قَوْلُهُ: وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ. وفي رواية: أنَّهُ تَعَوَّذَ مِن أَشْيَاءَ ذَكَرَهَا وَالْبُخْلِ).
دعاء الصائم عند الافطار
اَللّهُمَّ ارْزُقْني فيهِ طاعةَ الخاشعينَ، وَاشْرَحْ فيهِ صَدري بِانابَةِ المُخْبِتينَ، بِأمانِكَ ياأمانَ الخائفينَ.
اَللّهُمَّ وَفِّقْني فيهِ لِمُوافَقَةِ الْأبرارِ، وَجَنِّبْني فيهِ مُرافَقَةِ الأشرارِ، وَآوني فيهِ برَحمَتِكَ إلى دارِ القَرارِ بإلهيَّتِكَ يا إله العالمينَ.
اَللّهُمَّ اهدِني فيهِ لِصالِحِ الأعْمالِ، وَاقضِ لي فيهِ الحوائِجَ وَالآمالِ يا مَنْ لا يَحتاجُ إلى التَّفسيرِ وَالسُّؤالِ، يا عالِمًا بِما في صُدُورِ العالمينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآله الطّاهرينَ.
اَللّهُمَّ نَبِّهني فيهِ لِبَرَكاتِ أسحارِهِ، وَنوِّرْ قَلْبي بِضِياءِ أنوارِهِ، وَخُذْ بِكُلِّ أعْضائِي إلى اتِّباعِ آثارِهِ بِنُورِكَ يا مُنَوِّرَ قُلُوبِ العارفينَ.