قال الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا» الآية 58 من سورة النساء، في تفسيرها قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الله تبارك وتعالى يأمرنا في هذه الآية الكريمة بأداء الأمانات إلى أهلها، وهم المستحقون لها.
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للآية الكريمة، أن هذه الأمانات تعم كل ما كان واجبًا على الإنسان فعله من حقوق الله تعالى، كالصلاة والزكاة والصيام وغيرها من العبادات، فهذه كلها أمانات، وسيسأل عنها الإنسان يوم القيامة هل ضيعها أو أداها كما أمر سبحانه، وكذلك حقوق العباد بعضهم على بعض، كالودائع المؤتمنين عليها.
واستشهد بما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» [رواه أحمد]، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض النصيحة والإرشاد إلى الخير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» [رواه مسلم].
وأضاف أن النصيحة تكون من الحكام لشعوبهم، ومن رجال الدين للناس جميعا، ومن الوالدين لأولادهم، ومن الأخ لأخيه، ومن الصديق لصديقه... وهكذا، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة من صفات المنافقين، فقال: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» [متفق عليه].
وتابع: ومن لم يؤد ما عليه في الدنيا فإنه سيؤديه لا محالة في الآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ، مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» [رواه مسلم].