قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن علماء أهل الكتاب اهتموا كثيرًا بحفريات الكتاب المقدس، بل ربما يكونون سبقوا المسلمين في تحرير الأماكن والأشخاص وبحث تاريخهم العميق، مؤكدًا أن التوراةكتاب مقدس ثري جدًا.
وأضاف «جمعة» خلال برنامجه «مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على التليفزيون المصري، أن السيدة هاجر - عليها السلام- من مكان اسمها "حفن" من إقليم "امصنا"، وعندما نذهب إلى الروايات الشعبية نجد أن أهل النوبة ينسبون السيدة هاجر - عليها السلام- إليهم وأصروا على ذلك، وأنها أميرة من الصعيد.
وتابع: يوجد لهذا الرأي ما يريده في كتب التاريخ من أحداث تمت بين الشمال والجنوب أثُرت على أثرها السيدة وهاجر، وأعطاها الملك للسيدة سارة بعدما انبهر بهذا العائلة من الناحية الإجتماعية والدينية إلي غير ذلك.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن بعض العلماء المسلمين قالوا عندما بحثوا في هذا الشأن منذ ألف سنة بأن "حفن" هذه بين بورسعيد والعريش في "الفارما"، وهي التي تكلم عنها الإمام القرطبي بأن سحرة فرعون منها؛ فكان الفارما مركز علم للسحر، كما قيل بأن السيدة هاجر - عليها السلام- منها؛ فهي إذا بورسعيدية طبقًا لهذه الرواية.
وأوضح المفتي السابق، أن سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا دخلتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا؛ فأن لنا معهم نسبًا وصهرًا"؛ فالنسب من السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل، أبو العرب وجد النبي - صلى الله عليه وسلم-، والصهر مع مارية القبطية عندما أسلمت وتزوجت النبي - عليه الصلاة والسلام- وأصبحت أم ولد، ولحقت بأمهات المسلمين.
ونوه الدكتور على جمعة، بأن السيدة هاجر - رضى الله عنها- أم العرب، بنت الملوك، أخذت أسيرة من بيت أبيها بمصر، وكان هبة عظيمة من الملك لسيدنا إبراهيم - عليه السلام- حسن تربيتها ومعاملتها وأخلاقها لابنها إسماعيل - عليه الصلاة والسلام- أحسنت التوكل على الله عندما تركها سيدنا إبراهيم- عليه السلام- مع ابنها في الصحراء بلا زاد ولا ماء؛ فسعت وبحثت وفجر الله لها ينبوعًا من ماء هو خالد إلى يوم القيامة، وأصبح سعيها ركن من أركان الحج في الإسلام؛ فهذه هاجر أم العرب مثلًا وقدوة وفخرًا.