قال مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف، إن النبي - صلى الله عليه وسلم- حذرنا من الاعتداء على الآخرين؛ فصاحبه يأتي يوم القيامة ويُأخذ من جميع حسناته حتي يفلس، فإن تبقى عليه حقوقًا للغير طرح عليه من خطاياهم، ثم القى في النار.
واستشهد " البحوث الإسلامية " بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، صحيح مسلم.
أمر ينقص أجر صيامك:
أوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن اللغو ينقص من أجر الصيام؛ فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك لنا أصول في هذا السياق، منها: أن اللغو منهي عنه، وأن الله - سبحانه وتعالى-جعل الابتعاد عنه من صفات المؤمنين، موضحًا: اللغو يعني كثرة الكلام بعلم وبدون علم.
واستدل " جمعة " خلال لقائه ببرنامج " من مصر " المذاع على فضائية " cbc " بما روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتًا، فاعلموا أنه يُلَقَّى الحكمة»، وقال - عليه الصلاة والسلام أيضًا- «اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك، أضمن لك الجنة».
واستند عضو هيئة كبار العلماء بالحديث الذي رواه مسلم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " كفي بالمرء اثمًا أن يحدث بكل ما سمع"، وفي رواية أخرى: " كفي بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع".
وأضاف المفتى السابق أن الحفاظ على الكلمة و التفكر فيها أمر مهم جدًا؛ فالكلمة قبل أن تنطق بها هي ملك لك وإذا نطقها ملكتك كما قال الإمام الشافعي، وقد تكون سببًا في إشاعة الفاحشة بين المسلمين تحت مسمي الشائعة.
ما يجوز وما لا يجوز في رمضان؟
نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " 15 فتوى
عن ما يجوز وما لا يجوز في شهر رمضان .
وإلى نص الفتاوى:
1》 قراءة القرآن للمرأة الكاشفة الرأس: جائزة.
2》 قراءة الأذكار للحائض والنفساء: مستحبة.
3》 إفطار المرأة في نهار رمضان لإكمال عملية الحقن المجهري بناء على وصية الطبيب بذلك: جائز.
4》 قضاء التراويح الفائتة بعد طلوع الفجر: جائز.
5》 الإفطار للعجوز الذي لا يقوى على الصوم: جائز مع الفدية.
6》 الإفطار لمريض السكر الذي يتضرر فصومه ولا يرجي شفاؤه: جائز مع الفدية.
7》الإفطار للمسافر مسافرة القصر: جائز مع وجوب قضاء هذه الأيام.
8》 أخذ الأدوية لمنع دم الحيض لصيام رمضان كله: جائز بشرط عدم الضرر.
9》انقطاع دم الحيض أو النفاس للمرأة قبل الفجر بوقت لا يسع الغسل: يجب عليها صوم اليوم، وصيامها صحيح.
10》 من كان جنبًا قبل الفجر بوقت لا يسع الغسل: يجب عليه صوم اليوم، وصيامه صحيح.
11》 الافطار يكون بتحقق غروب الشمس أو عند سماع آذان المغرب حسب توقيت البلد الموثق في النتيجة.
12》 الإمساك عن الطعام والشراب عندما ينطق المؤذن " الله" في " الله أكبر" في بداية آذان الفجر.
13》 مس المصحف للحائض: لا يجوز.
14》 الجماع في نهار رمضان: لا يجوز.
15》 التدخين في نهار رمضان: لا يجوز.
اغتنام شهر رمضان
من جانبه، كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن 10 وصَايا عَشرٌ لاغتِنامِ رمضَان مِن المَنزِلِ حين غَلقِ المَسَاجِد منعًا مِن انتِشَارِ الوَبَاءِ.
وتابع " الأزهر " نسألُ اللهَ العَلِيَّ القَدِيرَ أنْ يَحفَظَنَا وبِلادَنا مِن كلِّ مَكرُوهٍ وسُوء، وألَّا يَحرِمَنَا طمأنَينَةَ الصِّلَةِ بِه، وسَكِينةَ اللُّجُوءِ إلَيه؛ إِنَّه سُبحَانَه حَنَّانٌ مَنُّانٌ، ذو فَضْلٍ وكَرَمٍ وإحسَانٍ.
وإلى نص الوصايا ال 10:
1) اشْغل كلَّ دقيقِةٍ مِن رَمَضَان بعبادة، ولا تُضيِّع لحظةً منه في لهوٍ أو تسلِية؛ فمَن اغتَنَمَ الوَقْتَ فازَ بالأَجر.
2) صاحِبْ القرآنَ والزَمْهُ، ولا تمل قِراءَتَه، واجمَع علىٰ تِلاوتِه ومُدَارَستِه أهلَ بيتِكَ؛ فرمَضانُ شهرُ القُرآن.
3) صَلِّ الصَّلوات الخَمْس المَكتُوبةً في أوقَتها، وأُمَّ فيها أهل بيتِك، وليَكُن أبناؤك مِن الذُّكور خَلفك في صَفٍّ، وزوجتُك وبناتُك خلْفَ الذُّكورِ في صَفٍّ؛ كي تنالوا ثوابَ صلاةِ الجَمَاعة.
4) اجْلِسْ فِي مُصَلَّاكَ بَعد صَلاةِ الفَجْرِ جَمَاعةً فِي بَيتِك، واذْكُر اللهَ حتَّىٰ تَطلعَ الشَّمسُ ثمَّ صلِّ ركعَتين؛ يُكتَب لَك إنْ شاءَ اللهُ «أَجْر حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» كمَا أخْبَرَ ﷺ. [سنن الترمذي].
5)اجْمَعْ أَهلَك علىٰ صَلاةِ التَّرَاوِيح في البَيت جَمَاعةً، وأَوتِر بثلاثِ ركَعَاتٍ، وادْعُ الله سُبحانه بعدَ الرَّفعِ مِن رُكوعِ آخرِ ركعةٍ، ولِيُأمِّن عَلىٰ دُعائكَ المُصلُّون خلفَك.
6) اجْتمِع أنتَ وأهل بيتِك عَلىٰ الإفطَار والسُّحُور؛ فالاجتماعُ عَلىٰ الطَّعام سُنَّةُ سيِّدنَا رَسُولِ الله ﷺ؛ إذْ يقُول: «اجتَمِعُوا علىٰ طَعَامِكُم، واذكُرُوا اسمَ اللهِ عَليه، يُبارَكْ لكمْ فِيه» [سُنن أبي داود].
7) فَطِّرْ فِي كُلِّ يومٍ صَائمًا؛ ولا تنسَ الفُقرَاءَ في شَهرِ الجُودِ الكَرم؛ قالَ ﷺ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» [سُنن ابن ماجه].
8) أَكْثِرْ مِن ذِكرِ الله ودُعَائه وأنتَ صَائمٌ؛ فمِن بينِ الثَّلاثَةِ الَّذين لا تُردّ دعوَتُهم كما أخْبَرَ ﷺ: «الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ» [مُسنَد أحمد].
9) لَا تَحْزنْ أخِي المُسلم؛ فطاعَاتُكَ وعِبادَتُك الرَّمضَانيَّة في بُيُوتِ الله سُبحانه لمْ تنقطع بغلقِ المَسَاجِد؛ بل لَك أجرُهَا كَامِلًا إنْ شاءَ الله؛ وسيِّدُنا رسُولُ الله ﷺ هو الذي يُبشِّرك بقولِه: «إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» [صحيح البُخاريّ].
10) لَا تُخالفْ إرشَادَاتِ الوقَاية مِن فيرُوس كُورونا؛ واعلمْ أنَّ احترامَ قرَارِ غلقِ المَساجِد وتعليقِ جماعَاتها وقت الوباء دينٌ يُثاب المرءُ عليه؛ كما أنَّ إعمارَها في الظُّروف الطَّبيعيَّة دينٌ يُثاب المرءُ عليه.