قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا إبراهيم - عليه السلام- كان مستقيمًا ومتفكرًا ومتدبرًا وحكيمًا؛ ومن هنا استطاع أن يتحاور مع النمرود.
وأضاف "جمعة" خلال برنامجه " مصر أرض الأنبياء " مع الإعلامي عمرو خليل،على التليفزيون المصري، أن الله - سبحانه وتعالى- أقام حجة قوية على النمرود من خلال سيدنا إبراهيم - عليه السلام-، قال - تعالى-: " قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"، ( سورة البقرة: الآية 275).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أنه عندما نتأمل الآية الكريمة؛ نجد أنه من الممكن أن يرد النمرود على سيدنا إبراهيم - عليه السلام- ولكن الله - سبحانه وتعالى- أزال عنه الإجابة، وهنا يظهر التوفيق الإلهي لسيدنا إبراهيم من ربه؛ فلم يستطع النمرود على سبيل المثال أن يقول لإبراهيم: "اجعل ربك يأتي بالشمس من مغربها"، عندما طلب منه ذلك، و لم يستطع هذا بسبب غروره أيضًا.
اقرأ أيضًا:ما لا يجوز للصائم فعله .. الإفتاء تحدد المباحات والمفطرات في 26 نقطة
وتابع المفتي السابق أنه ممن ذكر في شأن النمرود أنه كان محتكرًا للطعام وهو الذي يقوم على توزيعه فقط؛ فذهب سيدنا إبراهيم- عليه السلام- ليأتي بالطعام ووجده يتحدث مع الناس من منطلق " أنا ربكم الأعلى" وعندما وجده إبراهيم - عليه السلام- هكذا دار بينهم هذا الحوار.
وواصل الدكتور على جمعة أنه ورد أيضًا أن سيدنا إبراهيم - عليه السلام- بعد حواره هذا مع النمرود رجع البيت بدون طعام وفي أثناء رجوعه قام بتعبئة تراب في وعاء " شوال" وذلك ليطمئن قلب أهله وزوجته سارة - عليهما السلام- وعندما وصل البيت نام وجدت سارة في الوعاء طعام، منوهًا: سيدنا ابراهيم- عليه السلام- وقاه الله من النار والسقوط من العلو ومعجزة الطعام وغيرها من المعجزات التي جعلت البشر تري الله، قال - تعالى-: ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)؛ فالله- سبحانه وتعالى- هو الذي أطعمه جزاء هذا التفكر والتدبر والتعلم والجرأة والحكمة تكلمه مع من بيده مقاليد الأمر عندئذ في ظاهر الأمر.
وأشار المفتي السابق الى أن سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء له نصيب من اسمه فهو أب رحيم وخليل الأنبياء ومن أولى العزم من الرسل؛ أتاه الله - سبحانه وتعالى- رشده في صغره وابتعثه رسولًا وأخذه خليلًا في كبره.
ونبه أن أول دعوة لإبراهيم كانت لأبيه، فدعاه إلى الحق بألطف عبارة وأحسن إشارة، وكان حليمًا في محاجته لقومه ومؤمنًا لهداية الله لهم رغم توعدهم له وإلقائه في النار؛ فكانت بردا وسلاما كما قال - تعالى-: " قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ"، ( سورة الأنبياء: 69).