منذ نشأة الساحرة المستديرة، مرت كرة القدم بالعديد من المتغيرات، فرق وكيانات ودول تصعد على القمة في وقت من الأوقات، تسيطر على العالم أو على الأقل تفرض سيطرتها في دولها وقاراتها ، تفرض أسلوبها ليحاول الجميع إيقافهم
لكل حدث نهاية ولكل قصة جميلة نهايتها ولكل فريق أسطوري غير مجرى وتاريخ كرة القدم وقت تنتهي فيه تلك الحقبة ، قد يعود بعد ذلك للقمة مرة أخرى لكن بمجموعة أخرى من اللاعبين وبمدربين آخرين، ولن يتركوا لنا سوى إنجازاتهم والأشياء العظيمة التي فعلوها وسجلوها في صفحات كتاب التاريخ لكرة القدم.
"فرق غيرت تاريخ كرة القدم "، هي سلسلة نستعرض فيها نسخ أسطورية لأندية غيرت مجرى تاريخ كرة القدم يوميًا في شهر رمضان، كيف بدأت..من أين تم بناء هذا الفريق .. مراحل الصعود والهبوط .. ونستكمل في اليوم الثاني من شهر رمضان قصة ميلان من الدرجة الثاني إلى تعيين ساكي ليعلم العالم كيف تُلعب كرة القدم في الثمانينات وأوائل التسعينيات.
سقط فريق ميلان في أوائل الثمانينات بعد فضيحة "توتونيرو" الشهيرة، ليلعب في الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه، مما أدى الى مغادرة العديد من نجومه وبدء أزمة اقتصادية حادة في النادي، أثرت على تأهل الفريق الى الدرجة الأولى ثم السقوط من جديد الى الثانية، ليتولى برلسكوني صاحب النفوذ -في ذلك التوقيت- إدارة النادي، ويسند بعدها الفريق لـ ساكي المغمور نوعا ما مع هذا الوقت.
لم يحتج ساكي مع نادي إيه سي ميلان، الذي تولى تدريبه في 1987 إلا عام واحد ليحقق معه الدوري الإيطالي في عام 1988، ثم فاز بدوري أبطال أوروبا مرتين عامي 1989 و1990.
كانت كرة القدم في هذا التوقيت أقرب إلى سيطرة النجوم و ملوك الرقم 10، مثل دييجو آرماندو مارادونا في نابولي و الأرجنتين، ميشيل بلاتيني في يوفنتوس و فرنسا، مع انتشار طريقة لعب 3-5-2 وسط كل منتخبات أوروبا حيث القوة البدنية والصراع العددي في منطقة الوسط مع وجود ليبرو صريح في الخلف و خدمة الفريق ككل للنجم الذي يلعب ما بين صانع اللعب والمهاجم الثاني.
حاول ساكي كسر هذه القاعدة وفتح طريقة جديدة ألفن الفوز يأتي بالمنظومة وليس بالأفراد، فأهتم بالتحركات و التمركز الصحيح مع القرار الصحيح و السيطرة على المساحات داخل الملعب سواء بالكرة أو بدونها، و من هذه المعتقدات و النظريات سطر ساكي أول خط في تاريخ التكتيك الحديث.
أعاد ساكي الـ 4-4-2 إلى خارطة الطريق من جديد ، لكن مع مفاهيم مختلفة قبل تدريب اللاعبين عليها بدأ بفرض شخصيته التكتيكية على الجميع و إجبار اللاعبين على اللعب وفقًا لمبادئ الطريقة الفنية حتى يغرس في نفوس المجموعة أهمية الجماعية.