EN
من الصعب رؤية شخص ما يصارع الموت حتى يغلبه الأخير فينتهي به الأمر وحيدًا داخل "النعش" ليسكن التراب وحيدًا من دون أهل ولا أحباب، وهو ما جعل أبو مؤمن يبكي كثيرًا ويرغب في ترك عمله لكن كان أمام الكثير من الناس الذين هم في حاجة إلى المساعدة.
يعمل الشاب المسلم «أبو مؤمن» في مؤسسة Eden Care الخيرية ببريطانيا، والتي تهدف إلى تقديم إعانات مالية لعائلات المسلمين وأحيانًا غير المسلمين على حدٍ سواء لمسادتهم في تغطية تكاليف الجنازات.
اقرأ المزيد:
يشغل أبو مؤمن وظيفة أخصائي اجتماعي، ويتولى مساعدة الأشخاص "الغير قادرين" في المجتمع مثل (كبار السن، ذوي الاحتياجات الخاصة، الأيتام أو المقطوعين من شجرة كما يطلق عليهم، وكذلك المرضى في أواخر حياتهم.
تمتلك منظمة إيدن كير صندوق تبرعات إسلامي يعمل على مساعدة العائلات من خلال تحمل تكاليف الدفن الباهظة، ولدى المنظمة أيضًا مخطط صداق يدعم الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة في نهاية حياتهم حتى لا يموتوا بمفردهم.
كان أبو مؤمن ومنظمته الخيرية يساعدون الناس في مرحلة ما قبل انتشار فيروس كورونا بفعالية كبيرة، حتى عندما وقع حادث حريق برج جرينفل الضخم، تولوا تنسيق جنازات 42 من ضحايا البرج.
كما كفلت المنظمة الالتزام بالممارسات الدينية للضحية وتقديم خدمات كريمة، مما ترك في معظم الأحيان أثرًا عاطفيًا على أبو مؤمن الذي كان في معظم الأوقات هو الشخص الوحيد في الجنازة نظرًا لأن الضحية لا يمتلك عائلة من الأساس.
وكذلك الحال عندما انتشر فيروس كورونا المستجد، فلا تجد أي شخص من العائلة إلى جانب الميت لأن أقاربه يعزلون أنفسهم خوفًا من تفشي الفيروس، لقد جعلت تلك التجربة الواقعية أبو مؤمن يرغب في ترك العمل عدة مرات لكنه استمر رغم ذلك.
ومع تهديد جائحة كورونا لـ حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، أصبح من الصعب على المؤسسة الخيرية استيعاب الأعداد الضخمة من الموتى، فقبل تفشي الفيروس كانوا يتلقون 3 أو 4 إحالات في المتوسط ، أما الآن فيتعاملون مع 8 حالات في اليوم.
