EN
مع بدء صباح جديد يقف رجلًا على أحد القطع الخشبية متكئًا على صاج مرتفع، يبدأ في تحضير العجين الممزوجبالسمن والسكر ويتركها جانبًا، ويقوم بجلب الأقماع التي يتسلل منها العجين على الصاج المسطح الساخن عن طريقة النيران من أسفل أو الفحم والحطب، ثم تبدأ العجين تأخذ شكل الصاج الدائري، ويقوم صانع الكنافة بجمع خيوط العجين التي تكونت أمامه بشكل يدوي، ثم يتوافد عليه المارة لشراء الكنافة وتجهيزها في المنزل.
تعد الكنافة من الحلويات الشهيرة في مصر والبلاد العربية، وهي من الحلويات الشرقية التي تباع في المطاعم، كما أنها مرتبطة في شهر رمضان الكريم، لها مذاق رائع وشهي مفضل لدى الكبار والصغار، كما تشتهر مصر بصنع الكنافة بالطريقة التقليدية، حيث يقف رجلًا على قمة مرتفعة ويبدأ في تدوير عجين الكنافة.
قُدمت طبق الكنافة لأول مرة على وجبة السحور في شهر رمضان الكريم، لوالي الشام معاوية بن أبي سفيان، لشهرته في تلك الفترة أنه من الأشخاص الذين يشعرون بالجوع والعطش الشديد في الصيام، وبدأ الأمر يتضاعف حتى وصل لمسامع الأطباء.
خرج محمد بن أثال الطبيب وهو من أمهر أطباء العصر في بلاد الشام، وذهب إلى الوالي معاوية بن أبي سفيان، وقدم له وصفة طبية تساعده على الحد من الشعور بالجوع والعطش طيلة ساعات الصيام، وهي كانت تقدم لأول مرة من الطبيب كوصفة علاج.
نجحت الوصفة في القضاء على شعور معاوية بن أبي سفيان بالجوع والعطش طوال ساعات الصيام بالنهار، وعرفت وقتها بإسم "كنافة معاوية"، وأقبل الشعب على شراؤها على مدار العام، وبشكل خاص في شهر رمضان.
تطورت من بعدها طريقة عمل الكنافة مع تقدم الزمان والأدوات المستخدمة، لكنها اندثرت بعض الشيء في العصر الفاطمي، لكنها عادت مرة اخرى في الأسواق من أحد العاملين لتصبح مهنة شهيرة لا غنى عنها في صناعة الحلويات، وسميت بالكنافة فقط، مع إضافة النكهات المختلفة.
