أعمال شهر رمضان 2020.. قال عنها الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن هناك 10 أعمال من حرص عليها اغتنم فضائل الشهر الكريم وكان من الفائزين في رمضان بنيل مغفرته ورحمته و العفو عن جميع سيئاته.
وأوضح " جمعة" أن أول أعمال شهر رمضان 2020: الصيام، وثاني اعمال شهر رمضان 2020: القيام، وثالث أعمال شهر رمضان 2020: قراءة القرآن، ورابع أعمال شهر رمضان2020 :الذكر، وخامس أعمال شهر رمضان 2020: الدعاء.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن سادس أعمال شهر رمضان 2020: الصدقة، وسابع أعمال شهر رمضان2020: صلة الرحم، وثامن اعمال شهر رمضان2020: غض البصر، وتاسع اعمال شهر رمضان2020: حفظ اللسان، وعاشر اعمال شهر رمضان2020: قراءة السيرة.
كيف نستقبل شهر رمضان؟
في سياق متصل، نوه الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن شهر رمضان في ظل وباء كورونا يمكن أن نحوله إلى منحة يرتقي فيها الإنسان إلى مراتب العبودية؛ فيتعلق قلبه بالله- عز وجل- .
وأفاد " جمعة" خلال لقائه ببرنامج " من مصر" المذاع على فضائية " cbc " أن الاستعداد الأمثل لرمضان يكون بقلة الطعام والكلام والآنام والمنام كما أسماها بعض العلماء، وهي تعني على الترتيب: الصيام والصمت والاعتكاف والتهجد أو قيام الليل.
وأبان عضو هيئة كبار العلماء أن هذه العبادات الأربعة أفضل ما يحرص عليه المسلم لاغتنام شهر رمضان و الاستعداد له خلال الأربعة الأيام المقبلة في ظل فيروس كورونا للخلاص من هذه الأزمة.
كما حذر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، من قضاء ساعات الصيام برمضان في هذا الجو من التسلية.
وقال «جمعة»، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن شهر رمضان المبارك هو فرصة عظيمة لإصلاح النفس والحال مع الله، والعودة إلى الفرقان والوضوح، فتكون فارقا بين الحق والباطل، جامعا لخصال الخير، نبيلا في صفات الأخلاق.
وأوضح أنه ينبغي أن نتذكر القواعد والمبادئ في رمضان والناس تجوع لله، وتترك عاداتها لله، وتعيش في هذا الجو الذي نرجو أن يكون جوا رحمانيًا وليس جوا شيطانيًا مليء باللهو كما أراده الأبالسة لله.
وأضاف: "احذر أيها المسلم أن تقضي ساعات صيامك في الجو الإبليسي بحجة تسلية الصيام، سلِ صيامك بذكر الله، والدعاء واعلم أن الله حرم عليك ما أباحه في غير الصيام من الطعام والشراب والشهوة المباحة، فمن باب أولى أن تتجنب ما حرمه عليه ولم يبحه في وقت من الأوقات كالنظر إلى المحرمات والإثارة والضجيج هناك وهناك".
ورد سؤال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عبر صفحته الرسمية يقول: "كيف نقي أنفسنا من الملل في العبادة في رمضان؟".
ورد الدكتور علي جمعة: "هذا الدين متين فتوغل فيه برفق، بمعنى أنه يجب عليك ألا تراكم العبادات على نفسك في العشر الأوئل من رمضان حتى تمل ولكن عليك أن تصوم وتصلي وتذكر وتقرأ القرآن ولكن لا تجعل كل الوقت هكذا، بمعنى لا تظل من الصباح إلى المغرب تقرأ القرآن ولا يصح أن تظل تصلي من وقت العشاء حتى الفجر مثلا، فهذا التصرف يجعلك تمل من العبادة لأنك وضعت نفسك تحت ضغط مستمر، ولكن يجب أن تكون العبادة على قدر طاقتك، ولكن عليك بتقسيم الوقت بعضه للصلاة وبعضه للذكر وبعضه لقراءة القرآن وبعضه للترويح عن النفس بشيء مفيد وليس معصية تضيع ثواب ما فعلت طوال اليوم من طاعة وهكذا".
وأضاف جمعة، في معرض إجابته، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "وليعبد أحدكم ربه طاقته، فإن الله لا يمل حتى تملوا"، فالله عز وجل منزه عن صفة الملل ولكن العبد يمل من المجهود الزائد الذي كلف به جسده فجأة.
وتابع: "لذلك نصحنا مرارا وتكرارا فور دخول شهر شعبان يجب أن ندرب أنفسنا على الصيام وقراءة القرآن والأذكار ولو بالشيء البسيط حتى إذا جاء رمضان لا نمل ولا نكل من الطاعة".
واستدل أيضا بما جاء في حديث النبي مع زينب بنت جحش، وكانت عابدة تقضي معظم وقتها في العبادة، وذات يوم دخل النبي عليها فوجدها علقت حبلا تستند عليه إذا تعبت أثناء العبادة أو عندما تشعر بأن قدمها لا تتحملها، فقال لها: "فليعبد أحدكم ربه قدر طاقته فإن الله لا يمل حتى تملوا".
دستور عمل للمسلمين قبل حلول شهر رمضان
طالب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، جموع المسلمين بأن تلهج ألسنتهم بذكر الله والصلاة على رسول الله وتقوية الهمة على عبادة الله والاستعداد لشهر رمضان الكريم.
وقال جمعة عبر فيسبوك: "همتنا لله نعبده - سبحانه وتعالى - وحده لا شريك له ونعمر الأرض وندعو إلى الخير ونزكى أنفسنا له - سبحانه وتعالى - حتى يرضى عنا، نريد أن ننتقل من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}.
وأوضح أن الآيات السابقة دستور العمل نتدرب عليه قبل رمضان، مضيفا: "رمضان الذى نصوم نهاره ونقوم ليله ونكثر من تلاوة القرآن، ومن ذكر الله، ونكثر فيه من الصدقات، تدرب عليه بذلك الدستور المحسن، بذلك الدستور التقى، حتى تحشر مع المتقين ومع المحسنين وحتى يؤيدك الله بنصره فى الدنيا والآخرة، وحتى يرحمنا ويلقى الحب فى قلوبنا والرحمة فى عقولنا وفى تصرفاتنا".
وأكمل: "دستور سورة الذاريات ينبغى علينا أن تتحقق به فتبدأ من الآن فى قيام الليل، ولو أن تصلى الوتر بعد العشاء، درب جسدك على أن تصل فى رمضان إلى هذه الحالة فالصلاة تأتى مع التعود، وبذل الهمة لله رب العالمين - درب جسدك على أنه إذا حل عليك رمضان كنت من أولئك الذين قال الله فيهم {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ومن أولئك الذين قال الله فيهم {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } ومن أولئك الذين قال الله فيهم {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } فى سورة المعارج قال {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } فسرها العلماء بالزكاة ولكن فى المال حق سوى الزكاة".
ونبه المفتي السابق: "كان النبى أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، جبلت النفس البشرية على الشح درب نفسك على الجود درب نفسك على الرحمة، درب نفسك على أن تحمل هم أخيك درب نفسك حتى إذا ما انتهى رمضان أخذنا جائزته، ونرجو من الله - سبحانه وتعالى - أن تكون هذه الجائزة فى هذا العام لأمة المسلمين".
وأضاف " الأزهر " نسألُ اللهَ العَلِيَّ القَدِيرَ أنْ يَحفَظَنَا وبِلادَنا مِن كلِّ مَكرُوهٍ وسُوء، وألَّا يَحرِمَنَا طمأنَينَةَ الصِّلَةِ بِه، وسَكِينةَ اللُّجُوءِ إلَيه؛ إِنَّه سُبحَانَه حَنَّانٌ مَنُّانٌ، ذو فَضْلٍ وكَرَمٍ وإحسَانٍ.
وإلى نص الوصايا ال 10
1) اشْغل كلَّ دقيقِةٍ مِن رَمَضَان بعبادة، ولا تُضيِّع لحظةً منه في لهوٍ أو تسلِية؛ فمَن اغتَنَمَ الوَقْتَ فازَ بالأَجر.
2) صاحِبْ القرآنَ والزَمْهُ، ولا تمل قِراءَتَه، واجمَع علىٰ تِلاوتِه ومُدَارَستِه أهلَ بيتِكَ؛ فرمَضانُ شهرُ القُرآن.
3) صَلِّ الصَّلوات الخَمْس المَكتُوبةً في أوقَتها، وأُمَّ فيها أهل بيتِك، وليَكُن أبناؤك مِن الذُّكور خَلفك في صَفٍّ، وزوجتُك وبناتُك خلْفَ الذُّكورِ في صَفٍّ؛ كي تنالوا ثوابَ صلاةِ الجَمَاعة.
4) اجْلِسْ فِي مُصَلَّاكَ بَعد صَلاةِ الفَجْرِ جَمَاعةً فِي بَيتِك، واذْكُر اللهَ حتَّىٰ تَطلعَ الشَّمسُ ثمَّ صلِّ ركعَتين؛ يُكتَب لَك إنْ شاءَ اللهُ «أَجْر حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» كمَا أخْبَرَ ﷺ. [سنن الترمذي]
5)اجْمَعْ أَهلَك علىٰ صَلاةِ التَّرَاوِيح في البَيت جَمَاعةً، وأَوتِر بثلاثِ ركَعَاتٍ، وادْعُ الله سُبحانه بعدَ الرَّفعِ مِن رُكوعِ آخرِ ركعةٍ، ولِيُأمِّن عَلىٰ دُعائكَ المُصلُّون خلفَك.
6) اجْتمِع أنتَ وأهل بيتِك عَلىٰ الإفطَار والسُّحُور؛ فالاجتماعُ عَلىٰ الطَّعام سُنَّةُ سيِّدنَا رَسُولِ الله ﷺ؛ إذْ يقُول: «اجتَمِعُوا علىٰ طَعَامِكُم، واذكُرُوا اسمَ اللهِ عَليه، يُبارَكْ لكمْ فِيه» [سُنن أبي داود].
7) فَطِّرْ فِي كُلِّ يومٍ صَائمًا؛ ولا تنسَ الفُقرَاءَ في شَهرِ الجُودِ الكَرم؛ قالَ ﷺ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» [سُنن ابن ماجه].
8) أَكْثِرْ مِن ذِكرِ الله ودُعَائه وأنتَ صَائمٌ؛ فمِن بينِ الثَّلاثَةِ الَّذين لا تُردّ دعوَتُهم كما أخْبَرَ ﷺ: «الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ» [مُسنَد أحمد].
9) لَا تَحْزنْ أخِي المُسلم؛ فطاعَاتُكَ وعِبادَتُك الرَّمضَانيَّة في بُيُوتِ الله سُبحانه لمْ تنقطع بغلقِ المَسَاجِد؛ بل لَك أجرُهَا كَامِلًا إنْ شاءَ الله؛ وسيِّدُنا رسُولُ الله ﷺ هو الذي يُبشِّرك بقولِه: «إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» [صحيح البُخاريّ].
10) لَا تُخالفْ إرشَادَاتِ الوقَاية مِن فيرُوس كُورونا؛ واعلمْ أنَّ احترامَ قرَارِ غلقِ المَساجِد وتعليقِ جماعَاتها وقت الوباء دينٌ يُثاب المرءُ عليه؛ كما أنَّ إعمارَها في الظُّروف الطَّبيعيَّة دينٌ يُثاب المرءُ عليه.