عجبًا لتلك الدولة التي تواجه الأخطار بطبول الإنتاج ومنجنيق التنمية في عالم استكان جميع سكانه كلٍ في مخدعه.
فما يميّز افتتاحات اليوم هو ذلك التوقيت العصيب، يد تحارب الوباء ويد تحارب الإرهاب ويد تبنى، ولكن أنها مصر بجلدها السميك التي استطاعت التغلب على كل التحديات السابقة.
فكلمات السيد الرئيس التي تخللت الافتتاحات كانت تحمل رسائل عدة وكل منها ذات قيمة عالية.
ربما كانت الرسالة الأولى أو المحورية هي سيناء؛ الأرض المقدسة والعزيزة الحبُلى باستثمارات ومشاريع تنموية ضخمة وقيّمة لما لها من بُعد أمنى وبعد اقتصادي.
الرسالة الثانية وهى التي أكد عليها الرئيس صراحة وأكدت عليها الدولة المصرية سابقًا وهى قيمة المواطن المصري التي باتت غالية جدًا، مؤكدًا أن ما من فرد مصري سيبقى عالقًا في أي دولة مهما كانت صعوبة الظروف الراهنة، فحان الوقت لأن يعرف المواطن المصري قيمة جواز سفره الذي يحمله.
الرسالة الثالثة وجهها سيادته للإعلام وصاحبة الجلالة، وإرساء منهج هام جدًا وهو حق الرد المهني، معلقًا كعادته بصفة عامة دون شخصنة للأمور، وأن الهجوم من أحدهم لا يرٌد عليه بهجوم مماثل ولكن بالرد المهذب المهني المقنع، وبهذه الطريقة يستطيع الآخر أن يكسب عقل المواطن بالدلائل والبراهين والمعلومات والأرقام والحقائق، فحق الرد على أي هجوم لا من أجل المهاجم بل من أجل المواطن وهو الطرف الأهم في المعادلة.
الرسالة الرابعة؛ وهى تلك اللفتة الإنسانية التي وجهها الرئيس للفتيات أو الشابات أثناء افتتاح النفق وهى رسالة ضمنية خاصة في هذا التوقيت، أن تٌراعى المرأة وصحة المرأة ممن حولها.
أما عن الرسالة الخامسة وهى ليست بجديدة وهى تقدير الرموز والشهداء في كل زمان ومكان، والتأكيد على إطلاق اسم الشهيد المستشار هشام بركات على الكوبري الجديد، فمصر لا تنسى رموزها.
جاءت الرسالة السادسة ضمنية أيضًا، وهى متعلقة بصحة المواطن المصري وحرص السيد الرئيس على إنتاج أجود أنواع الأسماك من البحيرات سواء التمساح أو غليون، وأنه لم يعد هناك مجال للعبث بصحة المواطن المصري والتي تأتى في صدارة الأولويات.
وفى الرسالة السابعة، أكد الرئيس وجود فرص عمل كثيرة في كل المدن الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة تستطيع استيعاب كل العمالة غير المنتظمة التي تضررت إثر جائحة كورونا، مما يضمن أن مؤشر البطالة في مصر لن يرتفع على عكس العالم أجمع فسيواصل انخفاضه لأقل من 10%.
إن مشاهد أمس ليست استعراضًا أو عدم اكتراث بالوباء، ولكن هي منهج مصر في التغلب على كل التحديات، عرفت ذلك الحل السحري قبل كل الدول لأنها خاضت معارك وجود كثيرة مسبقة، فأصبح راسخًا في وعيها أنه لا طريق يمهد لنا الحياة سوى العمل والجلد والصبر وقبول التحدي.