بالطبع كان خبرا مثيرا الجمع بين نادية الجندي ونبيلة عبيد في مسلسل واحد لدرجة ان الكثيرين قاموا بالتشكيك في استكمال المشروع! ولكن المسلسل ظهر للنور، سأتحدث عن التجربة الفريدة وهي الاعتماد بالكامل على بطلات من جيل الكبار بعيدا عن النجوم الشباب إلى جانب نبيلة عبيد ونادية الجندي استعان المنتج صادق الصباح بالفنانة القديرة سميحة أيوب والفنانة هالة فاخر وبالطبع يحسب له الإقدام على مشروع هكذا.
الحدث بالطبع كان الجمع بين النجمتين صاحبتا أشهر تنافس في تاريخ السينما المصرية والعربية تنافس ظل لسنوات على شباك التذاكر والوحيدتين اللتان نجحتا في منافسة نجوم الشباك من الابطال في تلك الفترة، وكانتا تتفاخران بأنهما أستطاعا أحيانا منافسة نجم شباك التذاكر الأول عادل امام.
المنافسة خرجت من دور العرض إلى وسائل الإعلام حيث تم الترويج لهما بلقبي مختلفين نجمة مصر الأولى ونجمة الجماهير وكان شرط لأيا منهما وضعه على افيش أفلامهما وفي إعلانات التليفزيون و الاثنتان نجحتا في تحقيق إيرادات في شباك التذاكر لسنوات جعلتهما يفرضان شروطهما على شركات الإنتاج وبالفعل حققتا تاريخ صعب تكراره على مستوى النجمات الحاليات.
هناك من يرى أن إنجازات نادية أقتصرت على الإيرادات والنجاح الجماهيري فقط، أما نبيلة نجحت في صناعة أعمال ذات مستوى فني متميز خاصة بعد اقترابها من أدب إحسان عبد القدوس وحصدها لجوائز التمثيل.
بالتأكيد التجربة أخذت وقتا من التفكير حتى اقتنعتا وربما أول ما فكرا فيها المحافظة على نجوميتهما في الدعاية والتترات، الاثنتان لا تقبلان الاقتراب من نجوميتهما، المشروع كان صعبا للعبور به لبر الامان بهدوء، كانت فكرة مجنونة على حد وصف المنتج ولكنه حدث، رغم انه شهد إعتذار نجمة كبيرة ثالثة عن المشاركة في العمل بعد أن وجدت انه لن يتحمل سوى نجمتين فقط.
دخولهم للتليفزيون جاء متأخرا فالسينما كانت كل حياتهما وأذكر في حوار لي مع نبيلة عبيد عام 2005 عقب مسلسلها "العمة نور" قالت لي أن تأثير الأعمال التليفزيونية في نجوم السينما إيجابي بسبب نسبة المشاهدة العالية والتي تشمل كل أفراد الأسرة ".
ولكن أعلم تمام عشق نبيلة عبيد للسينما وجمعتني بها لقاءات كثيرة هي من الشخصيات القريبة لي وأعرف أنها حاولت كثيرا خلال السنوات الماضية العودة للسينما وقالت لي ذات مرة سأحقق التواصل مع الجيل الجديد كانت تتمنى أن يتم ذلك ولكن النجوم الجدد وقتها كان لهم رأي أخر، ولم يرحبوا كثيرا بالتعاون مع جيل الكبار.
نبيلة ونادية كل منهما نفت أن يكون هناك خلافا في الماضي، ولكن المنافسة كانت موجودة وبقوة وزاد من إشتعالها المنتجين وحسابات سوق السينما وهو أمر واقع بين كل النجوم.
ساعات وتبدأ إذاعة التجربة الفنية التي ينتظرها جمهور كبير لمشاهدة النجمتين، سكرزيادة اخراج وائل إحسان وتأليف امين جمال،ولفت نظري بعض التنمر ! واقول هنا تاريخ النجمتين يكفي ، هي تجربة لن تنقص منه شيئا، وصعب تكرار نجاحتهما السينمائية، بل يجب توجيه التحية لهما على العمل ومحاولة إسعاد جمهورهما.