اسمحوا لى أكتب المقال ده بعامية دارجة ، وهاحاول على أد ما أقدر أقربها للغة المراهقين وشباب الديتينج آبس، لأنى مستهدفهم بشكل أساسي.
بحسبة رقمية ، كتير مننا عرفها ، ممكن تبقي مليونير ، وبعد شوية مالتى مليونير ، باستخدام السوشيال ميديا بكل تطبيقاتها ، اللى كله بردو عرفها .. القصة إنك بس تبقي أراجوز ، والأرجزة تختلف من واحد للتانى ، ومن واحدة للتانية ، وحسب التطبيق اللى بتتأرجز عليه .. وبردو ما ينفعش نتجاهل الناس اللى بتقدم خدمات ما ، ودول بالمقارنة قليلين للأسف .
كله مركز مع اليوتيوب او أخره صفحة ممولة على الفيس بوك وتويتر والإنستا، وبالذات الانستا ، اللى جنن الناس خلال الفترة الأخيرة ، وفتح لنا باب جهنم و ضرب كل معايير الحياة الخاصة .. لكن أنا كمان ما قصدش ده خالص ، رغم أنه طبعا واخد شريحة كبيرة ، أنا أقصد تطبيقات الديتينج .
في أجيال للاسف مرمية في أوضها ، بعيدة عن أسرهم ، أو بعلمهم ، مجانين dating apps ، وسورى يعنى هى كلمة لطيفة لمعانى قذرة ، ففيها تجاوزات بشعة لا يمكن حد يتصورها ، أو ليه ماحدش يتصورها ، يعنى هى ملايين التنزيلات والزيارات والمشاهدات دى منين ؟!
الأشهر في الحاجات دى فيجو وبيجو لايف ولايكى ولوليتا وكمان خلال الفترة الأخيرة تيك توك ، ومش قصدى فقرات التقليد في التيك توك ، لاء حاجات تانية !!!
عموما الديتينج اللى هو نوع من أنواع تجاوز الحدود وكسر لنا توباهات الحياة الخاصة ، لو كنا هانتكلم بشكل لطيف ، أو القذارة المقنعة ، لو عايزين كلام مباشر ، زاد جدا الإقبال عليها ، وكانت البداية بشكل كبير من الإنستا ، اللى في ناس عملت من وراها ملايين وبقوا مشهورين جدا ، لمجرد إنهم بيقدموا كل تفاصيل حياتهم على الملأ ، وإنتو إفهموا الكلام مش عايز أفسر ، لأن الشرح هايبقي مستفز ، وهايخلينى أذكر أسامى ناس تافهة ، وأنا مش عايز .
وبقيت تجارة ، وناس كتير سابت شغلها ، وعملت قرود ، وناس ماعندهاش شغل ، وبقي ده شغلها ، وشوية شوية هايطالبوا تكتب في البطاقة ، وبيعملوا شقلبازات عشان اللايكات والقلوب الحمرا والڤيوز والفولورز والسبسكريبشنز .. وفعلا في كتير نجحوا ، لأنه زى ما بيتقال بقي، مش عارف مين لما إتمدن جاب لأهله العار ، وهو ده اللى إحنا فيه فعلا ، ومش فاهم ليه الناس قامت اوى وزعلانة من البنت اللى إسمها حنين حسام ، دى مجرد واحدة من كتييييييير زيها ، ولاد وبنات ، وعلى كل التطبيقات .
لازم نواجه الحقيقة ، وكل واحد يقولى لما بنت تدخل على أبوها بكام ألف دولار شهرى من الهيصة اللى هى بتعملها ، هايقدر يقولها كملى تعليمك عشان تنفعى نفسك ، ولا عيل ماطلعش من الأرض بردو بيكسب كتير جدا شهريا من شوية مقالب مع صحابه ، ممكن حد يموت فيها عادى جدا ، المهم المشاهدات ويفعلوا الجرس ، هل أمه هاتعرف تقوله أقعد ذاكر .. إذا كان هما اللى بيعملوا لهم الفيزا عشان يقبضوا بيها لو العيال لسه صغيرين ، والولد والبت بيعدوا الأيام عشان يطلع بطاقة ،ويخلص من زن أبوه وأمه .
أنا بكلمكم بلغة قريبة على أد ما أقدر ، عشان ماحدش يسف عليا ياشقيق إنتا وهو ، وبالمناسبة شوية البنات والولاد دول هما اللى بيحركوا التريندات اللى بجد ، مش الدولجية وحبايبهم ولا الإخوان وأعوانهم .. دول التريندات الحقيقية ، وبالملايين ، بس لما بيجي لهم مزاج ، والمهم الحتت بتاعتهم ، مش القصص المعتادة بتاعتنا .
هل بقي المواجهة بمباحث الآداب ، ولا بالفصل ، ولا بالعقل والتوعية والهرى ده .. الموضوع معقد أوى بصراحة ، وجديد على مجتمعنا ، وطبعا إحنا بعض علماء علم النفس والاجتماع عندنا ضايعين ، لو كلمناهم في القصص هايفتحوا بؤهم .. ده في ناس منهم ماتعرفش حاجة عن علم نفس الالكترونى ، واللى تخصصوا فيه أكتر وبقي علم النفس السوشيالى والآبي ، نسبة إلى السوشيال ميديا والتطبيقات اللى جننت الكبار والصغيرين .
وطبعا الصحافة والإعلام بيتحملوا جزء كبير من القرف اللى إحنا فيه ، لأنهم بيشرعنوا البتوع دول ، تحت توصيفات غريبة من نوعية نشطاء السوشيال ميديا وغيرها ، ده كمان اليوتيوبرز بقى ليهم تصنيفات ، شوية شوية هايطالبوا بنقابة ، وفي مواقع كتير بتخلى محررى السوشيال ميديا بتوعهم يتابعوهم عشان ياخدوا شوية من شهرتهم ، وبالتالى بيبقوا نجوم مجتمع مش سوشيال بس .. وبعدين نجوم إعلانات !!!
وبعدين مجتمع نجومهم سما المصري وياسمين مش عارف إيه ، اللى زعلانة إنها ما وقعتش على واحد زى ابو هشيمة ، اللى سابها وراح اتجوز ياسمين التانية .. مستنين إيه منه .
وبالمناسبة الديتينج مش ظاهرة جديدة خالص ، ده مولع الدنيا من أول ما انتشر النت ، بس كان مواقع ، ودلوقتى مواقع وتطبيقات طبعا .. وبسبب ده مفهوم الحياة الشخصية اتغير ، ممكن الفانز يكونوا عارفين حاجات عن البنت .. أبوها وأمها مايعرفوهاش .. هاتقول لى دول بيحضنوا بعض قدام المدارس وماحدش اتكلم ، ولما اتحركوا ، عملوها بغشم .. هاقول لك هما بقي نقلوا أحضان المدارس والجامعات على الآبس ، خشوا واتفرجوا ، وافرحوا باللى بقينا فيه .
مش كدا وبس ، ده نقلوا التلقيح والردح والقصص دى معاهم ، من الشوارع والحارات والفنادق والبارات للسوشيال والتطبيقات ، عشان سرقة الزباين ولعت على الآبس دى ، وعلى فكرة ده مش عندنا بس ، الآبس دى مولعة الخليج والشام والمغاربة قبلنا .. والبنت وهما بيحققوا معاها بتقول لهم وإنتو مالكو بابا وماما عارفين بعمل إيه !!!
فاكرين بطلات الأفلام في الكباريهات ، لما كانوا بيقولوا البنت الكويسة تعرف تحافظ على نفسها وماحدش يقدر يمس شعرها منها ،ومغنية البار المحترمة ما بنتزلش تفتح للزباين ، بتعمل فقرتها وتمشي تروح بيتها !!!
طبعا المقارنات بعيدة ، ومش بحب أعيش دور الواصي ، لأن بصراحة الولاد والبنات دول بعتبرهم ضحايا والمجتمع كله ، مش أبهاتهم وأمهاتهم بس المسئولين عن اللى بيعملوه ، خاصة أن الجهل والفقر كسر العادات المحترمة والترابط الاجتماعى الحقيقي ، اللى كان كتير مننا متربي عليه ، وكان يخلينا نقدر نواجه الملايين اللى بيجيبوها شوية العيال دول من ورا شوية الأرجزة اللى بيعملوها ، واللى في منها ممكن يعدى ، لكن في حاجات كتير ماتعديش .
وواضح جدا أن النوعيات دى الجهل شغال فيها جدا ، حتى طلبة الجامعة ، ومنها جامعات بمجموعات كبيرة ، يعنى القصة مش فارقة ، ومحتاجة تدخل محترف ، مش حركات مباحث الآداب دى والتهديد بالفصل .. ماشي طبعا إعملوها عبرة بس افتكروا أن الناس بتنسى ، يعنى مستنين إيه من واحدة بتقولك "she my mine" .. تقصد صاحبتها بتاعتها ، وطبعا بعيدا عن الإيحاءات المقرفة ، شوفوا الجهل واصل لإيه ، وماتعرفش دى وصلت كلية من كليات القمة إزاى والانجليشا بتاعتها عاملة كدا ؟!!!
وبالمناسبة إسلوب مباحث الآداب هايخلى الناس تقول ، ده في ممثلات بيتمسكوا في قضايا مخلة بالشرف وبيبقوا نجوم مجتمع ونماذج يحتذى بيها سياسيا ودينيا كمان من أطراف متطرفة بعد كدا ، فعادى بقي ، إشمعنا دول ، فبلاش الشغل ده ، ونوروا عيون ولادكو ، وخليهم يكسبوا فلوس من محتوى محترم ، لو في علم ودماغ مفتحة صدقونى هايبقوا مالتى مليونيرات بردو بس من شغل مفيد مش حاجات مستفزة بالطريقة دى .. وطبعا إحنا ميت مليون وبشر يعنى طبيعى يبقي فينا نماذج من دى ، بس ياريت يكونوا في أضيق الحدود ، مش ظاهرة .
خدوا بالكو من عيالكو وولادكو ، وطوروا نفسكم ،عشان تواجهوا اللى إحنا عايشينه وجاى أكتر منه .