الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وإذا مرضت فهو يشفين


للمرض مثل كورونا تأثيرات كبيرة على المستويات الاجتماعية والنفسية، ونحن نتحدث عادة عن عدد الإصابات بالفيروس ولا نستطيع إحصاء عدد الإصابات النفسية الناتجة عن الإصابة بالمرض أو الخوف من الإصابة، وإن ما يشهده العالم اليوم من تحديات في مواجهة كورونا يعيد للذاكرة وقائع وأحداث كان لا بد وأن نأخذ منها العبر والدروس.

فقد لفت الانتشار السريع لفيروس كورونا بكل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، انتباه العديد من الباحثين والمؤرخين، لوجود سوابق تاريخية بهذه الدول من حيث الابتلاء بالأوبئة القاتلة مثل الطاعون الأسود الذي حل بها في أواسط القرن الرابع عشر، وخلف وراءه عشرات الملايين من الضحايا بما يقارب ثلث سكان أوروبا.

ورصدت تقارير علمية ما يقارب 350 مرضا معديا ظهر ما بين سنتي 1940 و2004، بينما تتسبب الأمراض المعدية في وفاة حوالي 14 مليونا كل سنة في العالم، منها أمراض قديمة تعاود الظهور.

في جميع الأزمات المرتبطة بانتشار الوباء تنشط تجارة الخوف، فيظهر تجار الأزمات من المضاربين بالأسعار والمحتكرين للسلع، ويكثر الدجالون والمشعوذون من كل صنف، وتطفو إلى السطح من جديد الممارسات التقليدية للتداوي الشعبي والطقوس الغريبة.

يفرض كورونا الآن على ملايين من البشر نظامًا من العيش لم يخطر على بال الكثيرين، فهو قلب عاداتهم اليومية وعلاقاتهم ببعضهم بعضا، صحيح أن التغييرات ستكون مؤقتة، لكن لن يستطيع أحد تصور النتائج على المدى البعيد، يمكن لكورونا أن يتسبب في انهيار أنظمة ومؤسسات ومفاهيم إذا طال مدته، أو على الأقل سيؤدي إلى إعادة نظر في أنماط النظم الاجتماعية والصحية وأساليب الإنتاج والاستهلاك، ويفسح المجال لتطوير العلوم البيولوجية والطبية.

والشفاء عمومًا من الله تعالى الذي أحيانًا يشفي مريضًا كان مرضه مستعصيًا، حتى لا نعتقد أن الدواء وحده هو الشافي، فالله يسمح للدواء أن يداوي، حتى نجد المريض بعد مرضٍ مستعص يعود سليمًا كما كان قبل المرض.

ويوجد ما يسمى عند الأطباء بالشفاء الذاتي، ويعني أن الأطباء حكموا على المرض بأنه لا شفاء له، وأن هذا المريض لن يعيش إلا لأسابيع، وإذا هذا الذي قال لن يعيش قد مات، وبقى المريض يعيش بعد ذلك لسنين.

لذلك يعتبر اليأس كفر: (..إِنَّهُ لاَ يَيْأَسٌ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف 87، هذه الآية تحيي الأمل في النفس، مهما كان المرض مستعصيًا، فإن الله تعالى على كل شيء قدير، إذا قال الطبيب: هذا مرض مزمن وليس له دواء، فهذا علمه ولا يعرف ما علم الله، والطبيب المؤمن يقول: الذي أعرفه هذا المرض لا شفاء منه، ولكن الله قادر على الشفاء، فتوجه إلى الله بالدعاء.

ولأنه تعالى يعلم أن الناس قد يتوهمون أن الهدى من غير الله فجاء هو لتؤكد، وقد يتوهمون الرزق من غير الله فجاءت هو لتؤكد، وقد يتوهمون الشفاء من غير الله فجاءت هو لتؤكد، (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ. وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ. وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء 80-78.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط