قررت ممرضة بريطانية في الثانية والثلاثين من عمرها ترك منزلها والابتعاد عن شريك حياتها وأطفالها الثلاثة خوفًا من أن تتسبب في إصابة أي منهم بفيروس "كورونا"، كونها تعمل في الخطوط الأمامية، حيث تتولى علاج المرضى المصابين بالفيروس المميت.
وشاركت الممرضة "جاي شورت" في أعقاب ذلك لقطات مؤثرة تسلط الضوء على معاناتها إثر اضطرارها لرؤية عائلتها عبر نافذة منزلها في مدينة "آشينجتون" بمقاطعة "نورثمبرلاند" الواقعة شمال شرق إنجلترا، في محاولة منها للحد من خطر نشر العدوى.
وأفادت تقارير وسائل إعلام بريطانية بأن "شورت" تقيم حاليًا برفقة والدتها "جوديث" التي تعمل بدورها في مجال الرعاية الصحية بإحدى المستشفيات.
اقرأ أيضًا:
وأوضحت التقارير أنها كانت تشعر بقلق بالغ حيال احتمالية تسببها في نقل العدوى إلى أي من أطفالها الثلاثة "تومي"، البالغ عمره 12 عامًا، و"لوجان"، 8 أعوام، وبشكل خاص طفلتها الرضيعة البالغة من العمر عام واحد "لوتي"، والتي نُقلت إلى المستشفى ثلاث مرات في السابق إثر معاناتها من عدوى في الصدر.
وتحدثت الممرضة في منشور شاركته عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن قرار ترك منزلها الذي اضطرت لاتخاذه في ظل هذه الأزمة لحماية عائلتها، مؤكدة أن ذلك بدون شك هو أصعب قرار اتخذته في حياتها، وأنه من المؤلم بالنسبة إليها أن يكون تواصلها مع عائلتها عبر نافذة زجاجية.
وتابعت موضحة أنه لا مانع لديها أن تخاطر بحياتها لمواجهة الفيروس، لكنها ليست مستعدة للمخاطرة بحياة أي شخص آخر، خاصة أنها ترى التأثير المؤلم الناجم عن فيروس "كورونا" أو "كوفيد-19" بعينيها كل يوم.
يذكر أن "شورت" كانت تقوم في الأساس بتقديم الرعاية الصحية في دور المسنين وتتولى رعاية المرضى في منازلهم، لكن في ظل تفشي وباء "كورونا" بدأت تقوم بشكل رئيسي بتقديم الرعاية للمسنين المصابين بـ"كورونا"؛ وقد اضطرت للانعزال عن عائلتها بعد التأكد من إصابة تسعة من أعضاء فريقها بالفيروس، ولم يعد في إمكانها التواصل مع أطفالها سوى عبر النافذة لعدة دقائق كل يوم.
وفي الوقت الحالي ليس لدى هذه السيدة أي فكرة كم سيطول ابتعادها عن أطفالها، وقد حثت المواطنين على البقاء في منازلهم من أجل السيطرة على انتشار العدوى.