فى ظل الانتشار الرهيب لـ فيروس كورونا المستجد، والذى أصاب أكثر من مليونى إنسان، فضلا عن 165 ألف حالة وفاة، يلهث العالم أمام تقديم أو إيجاد علاجات وأمصال فعالة تنهي هذه الأزمة سريعا وبأقل الخسائر الممكنة.
وكشفت د. إيمان مرزوق أستاذ مساعد علم الفيروسات بجامعة القصيم والحاصلة علىدكتوراة من جامعة برلين الحرة بألمانيا عن الأدوية المقترح تداولها لـ علاج فيروس كورونا ومدى فاعليتها والأخطار التى قد تحدث جراء استخدامها.
وقالت مرزوق لـ صدى البلد إن هناك خمس علاجات ذاع صيتهم في مواجهة فيروس كورونا المستجد COVID-19 في أول القائمة دواء Remdesivir:
1- Remedesivir وهو أحد الأدوية التي أثبتت فاعلية ضد عدد كبير من الفيروسات، والتي قد تكون من أهم الأدوية المطروحة، وتم تجربتها على بعض أنواع من القرود وأثبتت فاعلية ضد تطور الفيروس والعدوى داخلهم كما يجرى الآن عددا من التجارب السريرية الخاصة بالإنسان على هذا العقار عن طريق حقن 200 مل في الوريد باليوم الأول و100 ملليجرام لمدة 10 أيام لوحظ معها تحسن واضح وانحسار في الأعراض وتم تجربة هذا الدواء بالفعل مع فيروسات أخرى عديدة مثل Epola, Marburg, SARS, MERS-COV، كما أظهر نتائج مبشرة مع COVID-19 حيث يعيق من تكاثر الفيروس داخل الخلايا و يقلل من حدة الأعراض سريعا.
2-الهيدروكسي كلوروكين أحد الخيارات العلاجية المتاحة، وهو عقار تم استخدامه من قبل لعلاج الملاريا، وتم التوصل إلى أنه له تأثيرات فعالة في القضاء على بعض الفيروسات التي تنتمي لها عائلة الكورونا، مثل سارس وميرس، وهناك العديد من الدراسات حول ذلك العقار.
منها دراسة قامت على 62 مريضًا متوسط أعمارهم 45 عامًا، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين مجموعة تم إعطائها 400 ملليجرام من العقار لمدة 5 أيام متتالية، والأخرى لم تتناول العقار، المجموعة الأولى تحسنت بعض الأعراض لديهم بشكل تدريجي مقارنة بالمجموعة الأولى.
ووجدت الدراسة أن الحالات الحرجة تحتاج إلى جرعات أكثر تركيزًا ولمدة أطول من ذلك، ولكن مع أن هذا العقار يعتبر آمنا في الجرعات المقررة إلا أن الجرعات الزائدة يمكن أن تؤدي للتسمم الدوائي فيجب مراعاة ذلك جيدا.
(3-4 ) Lopinavir+ Ritonavir
وهما من العقارات اللاتي تم استخدامها معا ضد فيروس كورونا المستجد وهما مضادات للفيروسات وتستخدم في علاج أمراض نقص المناعة والتي أعطت بالفعل أيضا نتائج جيدة مع فيروس كورونا المستجد COVID-19، حيث تحسن من حالة المريض و تقلل من احتياجه للتواجد فترات طويلة في المستشفى.
كما يتم أيضا إعطاء المرضى جرعات مناسبة من المضادات الحيوية من أزيثرومايسين والفانكومايسين لتجنب عدوات الالتهاب الرئوي الثانوية، وذلك إلى جانب مضادات الفيروسات.
أما عن الدواء الخامس فهو العقار الياباني المروج له حاليا Favipiravir (Avigan) والمعروف علميا أيضا بـ T-705
فنجده في الأساس له فعالية ضد بعض الفيروسات ذات الحمض الريبوزي مثل فصائل مختلفة من الـ Flaviviridae, Picornaviridae Bunyaviridae قد تسبب أمراضا عديدة منها ما يصيب الكبد – القلب - الجلد والتهابات في المخ والسحايا وأيضا الحمى النزفية حيث إن هذا العقار يعيق عمل الإنزيم المحفز لتكاثر المادة الوراثية لهذه الفيروسات كما يوجد فرضية علمية أخرى أنه يساعد على خلق بعض الخلل في هذه العملية من خلال خلق بعض الطفرات في تتابعات هذه المادة الجينية.
وبينما اجتاح فيروس الإنفلونزا دولة اليابان في 2014 تم اللجوء إليه كحل أخير متاح لمحاولة القضاء على فيروس الإنفلونزا في هذا الوقت إلا أنه لم يعطِ الفعالية المرغوبة تجاه هذه العائلة الفيروسية وأثبتت بعض الدراسات الموثقة أنه لا يوجد فعالية من هذا الدواء على الخلايا الموجودة في الممرات والشعب الهوائية، كما تم الحد من استخدامه بعدها نظرا لوجود تجارب معملية تشير إلى إحداث الضرر الشديد لحيوانات التجارب المعملية التي تم الاختبار عليها وأدى إلى قتل الأجنة بها أيضا.
بينما تشيد الشركة اليابانية المنتجة بفاعليته ضد فيروس الإنفلونزا بجميع فصائله.. لذا يجب علينا عدم الاندفاع وراء أي دعايات ترويجية لأي عقار ضد فيروس الكورونا المستجد COVID-19، إلا بعد دراسات كافيه معمليا وتجارب سريرية لائقة تدرس مدى فاعلية العقار وآثاره الجانبية علما بأن هذا النوع من الفيروسات Coronaviridae، يتبع عائلة مختلفة تماما عن عائلة فيروس الإنفلونزا Orthomyxoviridae، والتي بدورها أثارت الشكوك العلمية ضد فاعلية هذا الدواء المقترح.