فضل صيام شهر رمضان.. محل بحث الكثيرين على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعى حيث يوافق أول أيام شهر رمضان فلكيًا يوم الجمعة ٢٤ إبريل الجاري، فضل صيام شهر رمضان جاء الأمر الإلهي للرسول - صلى الله عليه وسلم - بصيامه في السنة الثانية من الهِجرة النبوية، وقد صام الرسول الكريم رمضان لتسع سنوات، وإحداها أثناء غزوة بدر الكبرى.
فضل صيام شهر رمضان الذي هو الشهر التاسع في التقويم الهجري والركن الرابع من أركان الإسلام أجمع العلماء على وجوبه ومن أنكره فقد كفر، قال الله - تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
فضل صيام شهر رمضان الذي يبدأ وقت صيامه من بعد أذان الفجر الثاني، وهو وقت البياض المعترض في الأفق، وينتهي بغروب الشمس، قال الله - تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).
فضل صيام شهر رمضان.. أولًا: يتعلم المسلم من خلال الصيام السيطرة على شهواته؛ فيتحكم بها ومن ثم يكون قادرًا على التحكم برغباته دون الإضرار بحاجاته الجسدية.
فضل صيام شهر رمضان.. ثانيًا: الصوم مدرسة للجود؛ فيجود المسلم بماله للمحتاجين، فهو يشعر بجوعهم وحاجتهم، ويجود بوقته في مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم.
فضل صيام شهر رمضان.. ثالثًا: يُنمي الصيام في النفس حب عمل الخير، ويدربها على الإكثار منه وملازمته كلما أُتيحت الفرصة؛ فالعمل الصالح في هذا الشهر تتضاعف، الأمر الذي يُشجع المسلم على الإكثار من الأعمال الصالحة طمعًا في الأجر.
فضل صيام شهر رمضان.. رابعًا: يساعد الصيام على الالتزام بالقواعد والقوانين واحترام الحدود المرسومة دون زيادة أو نقصان.
فضل صيام شهر رمضان.. خامسًا: يكسر الصيام الكِبَر في القلب؛ فيرى الصائم الأعداد العظيمة من المسلمين المقبلين على العبادات؛ فيقوم بدوره بالسعي إلى المزيد من العبادات ليلحق بمن سبقوه دون النظر إلى مكانتهم الاجتماعية.
فضل صيام شهر رمضان.. سادسًا: يُشجع الصيام على السرية في أعمال الخير؛ فالصيام مبني على العلاقة بين العبد وربه دون تدخلات أو حاجة إلى أن يعرف الجميع بذلك؛ فيتصدق صمتًا في مساعدة الآخرين.
فضل صيام شهر رمضان.. سابعًا: الصيام في رمضان يهدف إلى تجديد النية، وتنقيتها مما عَلِق بها، واحتساب هذه النية عند الله - تعالى-؛ لقول الرسول - عليه السلام-: (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ).
فضل صيام شهر رمضان.. ثامنًا: تتجدد العلاقة بين المسلم وربه في رمضان، من خلال قراءة القرآن الكريم، والابتعاد عن المُحرّمات، وتطبيق السّنة النبويّة، والإقبال على صلاة التراويح وقيام الليل.
فضل صيام شهر رمضان.. تاسعًا: تجتمع أركان الإيمان في الصيام: قول القلب الذي يكون بالتصديق والإيمان بالصيام، وعمل القلب الذي يكون بالاحتساب، وفعل الجوارح الذي يكون بالابتعاد عن المحرّمات.
فضل صيام شهر رمضان.. عاشرًا: يساعد الصيام المسلم على التأقلم بسرعة عند تغير الظروف؛ فيصبح أكثر مرونة وتقبُّلًا لتقلبات الحياة السريعة.
فضل صيام شهر رمضان.. إحدى عشر: يزيد الصيام من روحانية المسلم، ونقاء روحه، وارتقائه عن الشهوات والحاجات الماديّة.
فضل صيام شهر رمضان.. اثني عشر: يُعلم الصيام المسلم فقه الأولويات؛ فيعرف أهمية الأعمال الصالحة ومستوياتها، فيرتبها حسب ذلك السُلم، كما يُربيه على فقه الاختلاف.
فضل شهر رمضان
شهر رمضان من أفضل شهور السنة عند الله؛ فهو شهر الصيام والقيام، وهو شهر عظيم للتزوُّد فيه من الخير، وهو الشهر الذي أنزل الله فيه القُرآن؛ لقوله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).
ويُعد الصيام من أركان الإسلام الخمس؛ فلا يكتمل إسلام العبد إلّا به؛ لقول النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ).
شهر رمضان أنزل الله فيه القُرآن الكريم؛ إذ إنّ نزول القرآن فيه من أعظم الأحداث التي تُبيّن فضل هذا الشهر؛ فهو كلام الله الذي بيّن فيه أخبار الأُمم السابقة، والأحكام التي تضمن السعادة للإنسان في الدُّنيا والآخرة، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).
شهر رمضان يتضمن ليلة القدر التي بين النبي أنّها خير من ألف شهر، ومن قامها لله مُحتسبًا الأجر والثواب، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها تكون في العشر الأواخر من رمضان، في الليالي الوتر منها؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (هي في شَهرِ رَمضانَ، فالتمِسوها في العَشْرِ الأَواخِرِ؛ فإنَّها وِترٌ: لَيلةُ إحدى وعِشرينَ، أو ثَلاثٍ وعِشرينَ، أو خَمسٍ وعِشرينَ، أو سَبعٍ وعِشرينَ، أو تِسعٍ وعِشرينَ).
شهر رمضان يغفر الله به الذنوب، ويُكفر به الخطايا، وهو سبب لدخول الجنّة؛ لحديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ).
شهر رمضان تُفتح فيه أبواب الجنّة، وتُغلق أبواب النيران، وتُصفد الشياطين، وذلك كله من رحمة الله بالمؤمنين في هذا الشهر؛ لكثرة طاعتهم، وإقبالهم على الله بالأعمال الصالحة؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ).
شهر رمضان يعتق الله فيه الناس من النيران؛ فالله -سبحانه وتعالى- يتفضل على عباده الصائمين بأن يجعل منهم عُتقاء من النار في كُل يوم؛ والعِتق يكون بابعاد المُعتق عن النار، وإدخاله إلى الجنة.
شهر رمضان يستجيب الله فيه من عباده الدعاء؛ فرمضان موطن إجابة للدعاء، وللصائم دعوة مُستجابة لا تُرَدّ.
آداب الصيام
الصيام له آداب واجبة وأخرى مستحبة، شرعها الله تعالى ليكتمل صوم المسلم على أحسن وجه ويتحصل بذلك على الثواب، أبرزها:
آداب الصيام الواجبة
من آداب الصيام الواجبة ما يأتي:
قيام المسلم بالواجب من العبادات الفعلية والقولية، وأولاها الصلاة المفروضة، فيجب على الصائم الحفاظ عليها، وعلى أركانها وشروطها.
تجنب الصائم للمحرم من الأقوال والأفعال جميعًا، ومن ذلك الكذب والسب والشتم، والغيبة والنميمة، وتجنب إطلاق البصر والسمع بالحرام، وحفظ البطن من أكل كل ما أتى من مكسب حرام.
حفظ اللسان عن الغلو والفحش، والبعد عن الجهل على الناس.
آداب الصيام المستحبة
من آداب الصيام المستحبة ما يأتي:
المواظبة على تناول وجبه السحور لأنّها مباركة، والأفضل تأخيرها، وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قوله: (تسحَّروا، فإنّ في السَّحورِ بركةً).
قيام الصائم بالذكر وأداء النوافل، وتلاوة القرآن، والصدقة، والإحسان إلى المسلمين.
التسوك.