شهدت كنيسة القيامة بالقدس خروج النور المقدس من قبر السيد المسيح، وذلك بدون حضور شعبي للمرة الأولىمنذ عقود كثيرة بسبب الاجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من فيروس كورونا.
ودخل البطريرك
ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس وحده إلى
قبر المسيح بعد أن جرى فحصه جيدا من قبل السلطات الإسرائيلية للتأكد من أنه لا يحمل
أي مادة أو وسيلة لإشعال النار، كما جرى فحص القبر أيضًا قبل هذا الحدث.
واشترك في تلك
الصلوات هذا العام 10 أشخاص فقط من بينهم الأنبا أنطونيوس مطران القدس للأقباط الأرثوذكس
وراهب واحد فقط.
وكان يحدث في
كل عام قبل ظهور فيروس كورونا أن يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس ومعه رئيس أساقفة الأرمن
بمسيرة كبيرة ومعهم كثير من رجال الدين من كل أنحاء العالم يرددون الترانيم والأناشيد، ويطوفون ثلاث مرات حول كنيسة القيامة بالقدس ثم يأتي بطريرك أورشاليم أو رئيس أساقفة
الروم الأرثوذكس ويقوم بقراءة الصلاة معينة ويبدأ بخلع ملابسه ويدخل قبر السيد
المسيح وحده.
ويتم فحص البطريرك جيدًا قبل الدخول من قبل السلطات الإسرائيلية للتأكد من أنه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار كما يتم فحص القبر أيضًا، وهذا الفحص كان يتم سابقًا على يد العثمانيين حيث كان الجنود العثمانيين يتولون مهمة فحص البطريرك قبل دخوله إلى القبر.
ويبقى رئيس أساقفة الأرمن منتظرًا في موضع ظهور الملاك لمريم المجدلية ليبشرها بقيامة
المسيح، في حين يردد الجمهور المنتظر خارج القبر (كيريا ليسون) وهي كلمة يونانية
تعنى يا رب ارحم، ثم بعد ذلك تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء مرتبطة ببعضها بواسطة
البطريرك داخل القبر ثم يكشف البطريرك عن نفسه ويقوم بإشعال 33 أو 12 شمعة أخرى ليتم
توزيعها على المصلين في الكنيسة لتكون شعلة مضيئة بقوة القيامة وبأن المسيح قد قام
وهزم الموت.
ويذكر البعض ممن
رأوا النار المقدسة بأنها لا تحرقهم أو تؤذيهم عند ملامستها ولا تحرق الجلد الخارجي
للجسم ولا تحرق الشعر أو الوجه.
كان الآلاف من
الأقباط خلال السنوات الماضية يحرصون على حضور هذا الطقس، في كسر لقرارات الكنيسة القبطية
الأرثوذكسية بمنع زيارة القدس، إلا أن إلغاء حج الأقباط للقدس هذا العام بسبب جائحة
كورونا حرمهم من هذا المشهد.