قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الساجد والمساجد

×

قيل فى الأثرالقديم الحفاظ على الساجد أهم من المساجد . وتتبعا لهذه المقولة نجد أن الأديان السماوية كلها كانت تضع الإنسان على رأس الاهتمامات ان لم يكن هو الاهم على الاطلاق، فمن أجل الإنسان خلقت الدنيا بكل مافيها من مباهج وحياوات.

ولأجلهسخرت المخلوقات كافة وصار هدفها الأوحدهو هذا المخلوق الذى كرمه الله سبحانه وتعالى وامر الملائكة بالسجود له وعندما لم يطع ابليس الله جل علاه واغوى آدموحواء جاءت مشيئة الله باخراجهم كلهم ادم وحواء وإبليساللعين من الجنة وهبوطهم إلى الأرض فى حرب أبديةوصراع ازلى بين الخير والشر الحلال والحرام.

ولان الإنسانكان أكثرشيءجدلا أصبحتالأزماتبصفة خاصة هى من تظهر جواهر ومعادن وأخلاقيات وتعليم الإنسانومدى فهمه واستيعابه لأى من الأزمات، إلى أن جاءت أزمة فيروس كورونا المعروف بكوفيد ١٩، وبعيدا عن كل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية أطل علينا الشق الدينى بقامته عاليا ولكن ظهر بجانبه المتأسلمين ومدعى التدين ليدلوا بدلوهم العكر.

ففى الوقت الذى أكد فيه الأزهر الشريف على لسان شيخه الجليل الدكتور أحمد الطيب وكافة الجهات الدينية المبجلة أن الإسلام وكافة الأديان السماوية تحرص على حياة الإنسان وإبعاده عن المخاطر والأخطار، وتأكيد فضيلة الإمام الجليل بالبرهان والدليل أن غلق المساجد لحين انتهاء الأزمة هو من باب درء المخاطر، وبأن التاريخ والإسلام وكل المآثر الدينية تحدثت عن معالجة أزمات أصابتالإنسانيةفى مقتل كالطاعون والكوليرا والظواهر الطبيعية الجامحة كالسيول والعواصف عالجتها بمبدأ واحد وحيد وهو مواجهتها بالعقل الذى يقتضى التزام اهل الوباء او المصيبة بالبقاء فى بلدانهم وبيوتهم لحين انقشاع الغمة ، رغم كل هذه البراهين إلاأنالمتاجرين بأرواحالشعوب تحت عباءة الدين انتهجوا نهجا مغايرا لذلك ؛ وصاروا يتحدثون عن التشكيك فى ماهية اغلاق المساجد وبان استمرار إغلاقهاسيزيد من غضب الله على أهل المساجد والدنيا كلها، هؤلاء الحناجر المسمومة تستمد قوتها من التمويل المعادى للإنسانيةومن فكر متشدد باطل البرهان والنهج . ولايخفى على الكل أن هذا الفريق البغيض استغل الجهل والفقر ليبث سمومه القذرة.

أصحاب هذا الطريق غير المستقيم يطلون برؤسهم القبيحة من كافة المناحى وخاصة وسائل التواصل الاجتماعى التى على قدر ما لهامن أهمية على قدر مافيها من ضرر يستدعى وضع ضوابط للتعامل بها ومن خلالها وخاصة ان المتابعين لها كثر ومن شتى الطوائف والعقليات والانتماءات والاتجاهات. فى زماننا هذا لا تختلفالقيم الدينية عن بدايتها والتى تتمثل بان النفس البشرية هى الغاية والمقصد والحفاظ عليها هو الاهم وان من احياها فكأنمااحيا الناس جميعا ومن اماتها كأنما امات الناس جميعا.. ويبقى ان نتساءل ونسأل هل من رشيد يجنبنا تخاريف هؤلاء المرتزقة الافاكين ؟؟