ثمنت الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني، مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، التي دعا فيها الرؤساء الروحيّين والمرجعيات الدينية حول العالم، في زمن الفصح المجيد ومع حلول شهر رمضان الكريم، لتوحيد الجهود من أجل السلام والتضامن في المعركة المشتركة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجّد (كوفيد 19).
وقالت بشعلاني
– في بيان لها اليوم - إن هذه المبادرة كان لها الوقع الطيّب على مجلس كنائس الشرق
الأوسط وعلى كُلِّ الشركاء في المسؤوليَّة من كُلِّ المنظَّمات الدّينيَّة، وكُلِّ
المرجعيَّات الدّينيَّة من كُلِّ الأديان.
و جاء في رسالة
بشعلاني "إنَّ أكثر ما نحتاجُه في هذه المرحلة العصيبة بناءَ جُسور التَّعاضُد
وبَلوَرة آليَّاتِ تنسيقٍ لحماية الإنسان وكرامتِه، وهذا ما نحنُ والأُمم المتَّحدة
بكافَّة هيئاتِها ووكالاتِها وبرامجها ومشاريعها نقُوم به كُلٌّ من موقِعه، وبالاستناد
إلى الإمكانات المُتاحة".
وتابعت "حضرة الأمين العامّ، حتَّم علينا وباءُ
كورونا عَودَةً عميقةً إلى ذواتِنا نتأمَّلُ في علاقتنا بالله، والكون، والآخر، فرديًّا
وجماعيًّا. هذه العودة، ولو متأخِّرة وعلى وَقْعِ تعقيداتٍ صحيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة
شديدة التأثير على حاضر الإنسانيَّة ومستقبلها، تفرِضُ منَّا جميعًا صحوة ضميرٍ غير تقليديَّة
تستقيم فيها السِّياساتُ العامَّة باتّجاه بوصلةٍ أخلاقيَّة أساسُها ترسيخُ مقوّمات
السَّلام، وتشييد عمارة العدالة الاجتماعيَّة، وترجمة عملانيَّة للتَّنميَّة المستدامة..".
وختمت بشعلاني
" من هُنا نتوجَّه إليكُم، ومن موقعكم الأُمميّ، وكلُّنا إلى جانبكم، راجين تفعيل
ديناميَّات الوقاية من الحروب ومساراتِ الحوار لوقفها، بما يعني معالجة مسبِّبات هذه
الحروب في موازاة التدخُّل الإنساني للتَّخفيف من أوجاع ضحاياها، وآملين سلوك خيارات
الحوكمة السَّليمة للموارد الماليَّة والطَّبيعيَّة وحتَّى البشريَّة بما يردُم الفجوة
بين الأغنياء والفقراء، وفي هذه الحوكمة السَّليمة مُساهمة في تعميم العدالة والمساواة."