قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أزمة كورونا.. إلى متى يمتد تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي؟

خبراء يتوقعون اقتصاد قوي لأزمة كورونا على الاقتصاد الأمريكي
خبراء يتوقعون اقتصاد قوي لأزمة كورونا على الاقتصاد الأمريكي
×

يبدو أن تأثير أزمة وباء كورونا على الاقتصاد الأمريكي يمتد لفترة أكبر من التي يتخيلها الرئيس دونالد ترامب، الذي يضغط لرفع قرارات الإغلاق المفروضة على الولايات لإنقاذ اقتصاد بلاده، حيث ظهر تأثير الأزمة بالفعل على الاقتصاد الامريكي.

ويتوقع "والتر ايزنبيرج"، رجل الأعمال الأمريكي الذي تأثرت فنادقه ومطاعمه بشكل كبير خلال أزمة كورونا، أن الشركات الأمريكية لن تشهد الطفرة الاقتصادية السريعة، رغم رفع بعض القيود وتوفير بعض التسهيلات، حيث انخفضت عائدات مجموعات فنادقه ومطاعمه في دنفر من 3 ملايين دولار في اليوم، إلى 40 ألف دولار في اليوم، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

ويرى رجل الأعمال المخضرم أن تعافي الاقتصاد الأمريكي سيأخذ وقتا طويلا وسيكون بطيئا للغاية، إلى أن يتم التوصل للقاح أو العلاج المضاد للفيروس. لكن ترامب الذي يسرع عملية رفع قيود الحجر الصحي المفروضة لمواجهة كورونا، يعتقد أنه بمجرد عودة الأمريكيين للعمل؛ سيخرج اقتصاد بلاده من حالة الركود العميق، ويحقق ازدهارا "لم يسبق له مثيل"، حسبما ذكرت الصحيفة.

ووفقا للعديد من الشركات المتضررة من قرارات الإغلاق؛ فإن إعادة فتح الولايات وتشغيل الاقتصاد لن يكون بهذه السهولة، حيث تشير البيانات والأرقام إلى أن الاقتصاد سيتعافى ببطء، حتى بعد أن تبدأ الحكومة في تخفيف القيود على التجمعات العامة، والسماح بإعادة فتح بعض المطاعم والمحلات المغلقة.

إضافة إلى ذلك، لا يتعلق التأثير وفقا لتقرير الصحيفة بالقيود الحكومية المفروضة أو العزل المنزلي المفروض، لكن تغير سلوك العمال والخوف لدى المستهلكين والعامة خلال الشهر الماضي تحديدا، أدى أيضا إلى أزمة ركود أثرت على الاقتصاد الأمريكي.

وتشير البيانات الحكومية إلى ارتفاع معدل البطالة بشكل كبير خلال الفترة الماضية، فيما انخفض الطلب على حجوزات المطاعم بشكل كبير، حتى قبل فرض الإجراءات الحكومية المتعلقة بالإغلاق، واستبعد المحللون عودة المستهلكين للمطاعم والمطارات والأماكن الرياضية بشكل جماعي في أي وقت قريب.

وبحسب توقعات الاقتصاديين ورجال الأعمال، فإن انتعاش الاقتصاد والعودة إلى طبيعته لن يحدث إلا بعد شعور الأمريكيين بالثقة وزوال شعور الخطر من إصابتهم بفيروس كورونا.

ونقلت الصحيفة عن سوزان كلارك، رئيس غرفة التجارة الأمريكية، قولها: "لا يمكنك فقط تشغيل مفتاح الضوء وإعادة الجميع إلى العمل مثلما ترغب الشركات"، وأشارت إلى أن الأمر سيأتي بشكل تدريجي قائلة: "سيؤدي ذلك إلى السير عكس الضوء الأخضر.. يجب أن تتحول من الأحمر إلى الأصفر ثم الأخضر".

وأضافت كلارك أنه سيكون من الجيد الحصول على إشارة من الرئيس ترامب لإعادة فتح الاقتصاد، لكن على أرض الواقع سيكون الأمر مهما، على حد قولها، متسائلة "كيف يشعر الناس بالأمان؟".

أما بالنسبة للخبراء، فيتفقون على أن الركود الاقتصادي بدأ بالفعل، لكن الخلاف الآن هو مدى عمقه وألمه على المدى البعيد، حيث تشير البيانات إلى توقف 16 مليون شخص في الولايات المتحدة عن العمل خلال الـ3 أسابيع الماضية.

في تقرير صادر عن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، يتوقع خبراء بجامعتي شيكاغو وبوسطن أن الاقتصاد سينكمش بنسبة 11٪ في نهاية العام مقارنة بنفس الوقت من العام السابق، وسيكون هذا الانكماش القاسي هو الأدنى منذ 1946.

في المقابل، يرغب ترامب في العودة للعمل بأسرع وقت لإنقاذ اقتصاد بلاده من أسوأ أزمة سيضطر يواجهها قبل دخوله على انتخابات رئاسية مقرر لها في نوفمبر، حيث أعلن بالفعل وجود خطة لإعادة فتح الولايات والعودة للعمل، لكنه أرجع الأمر إلى حكام الولايات، وأكد في مؤتمر صحفي أن اقتصاد بلاده سيزدهر بمجرد العودة للعمل وإعادة تشغيل القطاعات.

لكن يبدو أن الأمر ليس بالسهولة التي يعتقدها الرئيس الأمريكي، وفقا للصحيفة، يحذر العديد من الاقتصاديين من أن الاندفاع نحو العودة لحياة طبيعية بسرعة كبيرة دون ضمانات لمنع حدوث موجة ثانية من تفشي الوباء، يمكن أن يؤدي ببساطة إلى تفاقم الضرر الاقتصادي الذي يحاول ترامب إصلاحه، فمثلا ارتفعت معدلات إعادة العدوى في الصين وسنغافورة وهونج كونج بعد أن خففت الحكومات القيود الصارمة التي أبطأت في البداية انتشار الفيروس.

ويرى الخبراء أن الأمر لا يتعلق بالإجراءات الحكومية فقط، خاصة أن أوامر الحجر الإلزامي والبقاء في المنزل لم تطبق بالتساوي في جميع أنحاء أمريكا، حيث فرضت مبكرا في بعض المناطق وتأخرت في أخرى، بل لم تفرض في بعض الأماكن في الأصل، لكن الوباء أثر على جميع الولايات بغض النظر عن القيود المفرضة.

ويرصد التقرير أيضا البيانات التي تشير إلى تراجع الحجوزات في المطاعم في معظم الولايات، حتى قبل فرض قيود الإغلاق ومنع تناول الطعام في الخارج، فيما يعتقد الخبراء أن "الشعور بالأمان" لدى المواطنين هو المحرك الأساسي في الأمر.

وتكشف دراسة حديثة صادرة عن Civis Analytics عن أن 8 بين كل 10 أمريكيين يؤيدون قرارات الإغلاق والقيود المفروضة على المطاعم والصالات الرياضية وما شابه، كما أظهر استطلاع رأي أجرته جامعة "سيتون هول" الأسبوع الماضي أن 7 من كل 10 أمريكيين لن يشعروا بالراحة أثناء حضور حدث رياضي حتى يتم تطوير لقاح ضد فيروس كورونا.