الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"العدوى".. وأزمة كورونا!



فيلم ""Contagion أو "العدوى"، هو فيلم أمريكي إنتاج سنة2011 ، تحدث عن وباء انتشر في العالم يصيب البشر بسبب فيروس تنقله الخفافيش، وجهود العلماء في إيجاد العلاج، وأحداث تشبه ما نعيشه الآن في وجود كورونا.

لكن استيعاب حجم الكارثة بسبب الوباء والاستعداد لمواجهته تحدث بعد وقت يخسر فيه العالم الآلاف من الناس، مما ينبه العلماء والحكومات لاكتشاف سبب الفيروس واتخاذ إجراءات لحماية الناس. 

ويوضح الفيلم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية وقد أغلقت المدن وتم منع التنقل بينها، وكيف قام الناس بتفريغ الأسواق من البضائع، وتطور الأمر في بعض الأماكن لسرقة المحلات وكأنهم في سباق للنجاة من الموت.
ونرى ازدياد حالات الوفاة في الفرق الطبية، ودور منظمة الصحة العالمية في تتبع مكان الوباء ومنشأه، والذي يتضح أنه قادم من الصين.

وفي الفيلم يقوم إعلامي بالإعلان في برنامجه عن وجود دواء لعلاج الإصابة بالوباء دون الاستناد على أبحاث طبية، فما كان للناس إلا أن تقاتلوا على الصيدليات لشرائه.

ويظهر في الفيلم سعي الدول لصنع اللقاح، وهذا ما يحاول العلماء عمله من إيجاد علاج قبل أن يقتل الفيروس المزيد من البشر. 

وأزمة كورونا الآن جعلت البعض يتحسر على الأحوال قبل معرفتنا بالوباء، مما يذكرنا بقوله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) النحل 112، ليست قرية محددة، انما قرية بها أمن وخير، وتجارة وبيوت وغذاء ومواد متوافرة، أذاقها لباس الجوع والخوف، يعني أن الجوع والخوف لباس ثابت لا ينزع عنهم، حيث ما تحركوا وأينما اتجهوا يخافوا.
والفرق بين القرية والمدينة في القرآن يرجع لطبيعة التجمعات السكانية، فإذا كان المجتمع متفقًا على فكرة واحدة أو طبع واحد أسماه القرآن قرية، قال تعالى: (..حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا..) الكهف 77، ثم قال تعالى عنها (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ..) الكهف 82، فعندما اتفق المجتمع على البخل أسماها القرآن قرية، عندما أضاف الوالدين الصالحين إلى المجتمع البخيل الفاسد، أصبح المجتمع مدينة ولم يعد قرية، لذلك عدل القرآن الكريم التسمية وبنفس الحدث من قرية إلى مدينة.
وعندما يطلق القرآن مسمى مدينة يكون المجتمع فيه الخير والشر، ولذلك أطلق القرآن على يثرب اسم  مدينة، لوجود منافقين وصحابة مؤمنين بنفس المجتمع، قال تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ) التوبة 101، لذلك لم يأتي في القرآن أن الله قد أهلك مدينة، بل يهلك القرى الكافرة أي يأتي الهلاك عندما يعم الكفر في المجتمع .
ونختم بقوله تعالى: (..قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً..) النحل 112، فالأمن والاطمئنان نعمتان عظيمتان، حينما تكون آمنًا لا تتوقع مصيبة، ولا تشعر بالخوف أو القلق، هذه نعمة لا تساويها نعمة، لذلك أكبر نعمة تتنعم بها أنك تشعر أن الله لا يتخلى عنك، فإحساس المؤمن أن الله يحفظه، أن الله يدافع عنه، أن الله يأخذ بيده، هذا هو شعور الأمن الذي لا يقدر بثمن.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط