قالت دار الإفتاء المصرية، إن العمرة والصدقة كلاهما يزكي النفس ويسمو بالروح، ويطهر القلب، ويقرب العبد من ربه - عز وجل-.
وأضافت " الإفتاء " في منشور لها على صفحتها الرسمية بموقع " فيسبوك " أن من يتصدق بأموال العمرة ممن كانوا ينوون أداءها هذا العام وحالت الظروف بسبب فيروس كورونا كأنهم اعتمروا وزيادة.
وكانت دار الإفتاء المصريةوجهت رسالة إلى من حُرموا أداء العمرة هذا العام وتصدقوا بأموالهم قائلًا: "أنتم لم تحرموا وأبواب الخير مفتوحة على مصارعها، وبتصدقكم فإنكم في عبادة حقيقية متعدية النفع وأخذتم أكثر من ثواب العمرة".
ويأتى ذلك في إطار مبادرة دار الإفتاء للتبرع بأموال العمرة استجابة للواقع الذي نعيشه في هذه الأيام وانطلقت من مبدأ الرحمة وترجمتها إلى عبادات عملية يصل نفعها إلى الناس.
اقرأ أيضا//نافلة الحج.. الإفتاء تصحح اعتقادا خاطئا عن المقصود منها
بشرى لمن لم يعتمر
في سياق متصل، نبهت دار الإفتاء المصرية، أن من نوىالعمرةفي هذا الوقت ولم يستطع بسبب فيروس كورونا؛ فليحرص على صلاة الضحى.
وأفادت "الإفتاء" عبر صفحتها الرسمية بموقع " فيسبوك " أن من واظب علىصلاة الضحىكان لهأجر المعتمر.
واستشهدتدار الإفتاءبقوله - صلى الله عليه وسلم-: «من خرج إلى تسبيح الضحى لا يَنْصِبُهُ إلا إِيَّاهُ فأجره كأجر المعتمر ...»، (أخرجه أبو داود في سننه).
أجرها إلى يوم الدين
من جانبه، أشار الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن دفع الصدقة الجارية أجرها وثوابها ممدود إلى يوم الدين، بقيت هذه الصدقة أو لم تبقَ سواء كانت "مسجدا أو كولدير مياه أو غيره".
وأضاف "جمعة"، خلال لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن الله يمددالثوابللمتصدق، داعيًا الناس إلى إنشاء الصدقات الجارية، قال تعالى "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون".
وتابع: الصدقة قد تكون في مسائل تتعلق بالتعليم والبحث العلمي، التكافل الاجتماعي ومجالات كثيرة وحيثما يجد قلبك فيما يخص الناس أو العبادة فتصدق.
اقرأ أيضا//حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان.. المفتي يجيب
الصدقة تدفع البلاء
أوضح مجمع البحوث الإسلامية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك"فضل الصدقة في دفع البلاء.
وقال "البحوث الإسلامية" إن النبي - صلى الله عليه وسلم- حثنا علىتحري الفقراء ومشاركتهمبالمال والطعام وغير ذلك ليتحققالتكافل المجتمعي.
واستدلمجمع البحوث الإسلاميةبما روى عن رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ»، صحيح مسلم.
كما أكدت دار الإفتاء، أن إخراج الصدقة للأقارب جائز شرعًا وعليه أجران، الأول: أجر الصدقة، والثاني: أجر صلة الرحم.
وأضافت «الإفتاء» عبر صفحتها بـ«فيسبوك»: «أهل قرابتك أولى بصدقتك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصدقة على المسكين صدقةٌ، والصدقة على ذي الرحم اثنتان؛ صدقةٌ وصلةٌ» (رواه أحمد في مسنده).
جدير بالذكر أن هناك فرقًا بين الزكاة والصدقة، فالزكاة لها شروط ومصارف محددة، فالزكاة من أركان الإسلام تجب في مال المسلمين متى بلغ النصاب الشرعي، مر عليه عام هجري، وكان خاليًا من الدَّيْن فاضلًا عن حاجة المزكِّي الأصلية وحاجة من تلزمه نفقته، والنصاب الشرعي ما يعادل قيمته: 85 جرامًا من الذهب عيار 21، بالسعر السائد وقت إخراج الزكاة، ومقدارها: ربع العشر. أي: 2.5% على رأس المال وما أضيف إليه من عائد إن حال على العائد الحوْل أيضًا، أما لو كان العائد يتم صرفه أولًا بأول فلا زكاة على ما يصرف.
وحدد الله تعالى مصارف الزكاة الثمانية في قوله سبحانه: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [التوبة: 60].
أما الصدقة: فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد، لا يشترط لها شروط ، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار، ويجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم من الأقرباء.
اقرأ أيضا//فضل شهر رمضان.. شيخ الأزهر يحدد 4 أمور
فضل الإنفاقوالتصدق على الفقراء
في ذات السياق ، نبه الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن مفهوم "الفقراء يعيشون على حساب الأغنياء" خاطئ جدا، ، مضيفًا: "ورب الكعبة مفهوم الفقراء يعيشون على حساب الأغنياء مفهوم خاطئ، يا جماعة أحب أصحح وأوضح المعلومة، وهي أن الأغنياء هم من يعيشون على حساب الفقراء وليس العكس".
وأشار الجندي، خلال برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر فضائية "dmc"، أن النبي -عليه السلام -:ذكر "إنما ترزقون بضعفائكم" موضحا أن أبواب السماء تُفتح بسبب ما يُسمَون بعيال الله.
واستند بالحديث القدسي: "الفقراء عيالي والأغنياء وكلائي فإن بخل وكلائي على عيالي أخذت مالي ولا أبالي"، مستطردا: "مفيش هزار في الموضوع ده، الفقير ده هو اللي بيأكلك وفاتحلك بيتك، وهو السبب في وجودك، وربنا ساترها معاك، وبيحوش عنك السرطان وعن عيالك الحوادث، اللي شغالين عندكم هما سبب ستر ربنا ليكم".
كما بينتالدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير جامعة الازهر، أنالصدقةتطهر وتزكى الغنى، ولا تعود على الفقير، مستشهدا بقول الله تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها".
وتابعت خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc": "يجب أن يعلم الغنى أن ما يخرجه من صدقة هدفه بها مرضاة الله، وليس ليعيش منها الفقير".
واستشهدت بقوله تعالى: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".