يقول بلوتارخ المؤرخ الإغريقي : " يظهر معدن الإنسان في الطريقة التي يصمد بها تحت وطأة المحن".
استطاع فيروس لا يتعدى قطره 120 نانومتر أن يزيح الستار عن معادن البشر، فالمحنة هي المحك الحقيقي للنفس البشرية.
ولكنه أفصح عن معدن مصر الأصيل ورقيها، فمنذ بداية الأزمة وقد تجلى ذلك في كثير من المواقف المصرية العظيمة؛ فعلى الرُغم من استضافة مصر لأكثر من خمسة ملايين ضيف على أرضها، ولكنها لم تضع شروطًا أو أولويات لتلقى الرعاية الصحية أو في الحصول على السلع الغذائية كما وجدنا في بعض البلدان التي فضلت المواطن الأصلي عن الوافد. فالكل في مصر سواء.
يكثُر أعداد المتضررين من أزمة كورونا يوما بعد يومٍ، مما وضع على كاهل الحكومات حتمية تقديم الدعم، ففي مصر أعلنت وزارة القوة العاملة عن دعم العمالة غير المنتظمة بآلية معينة منظمة، حاول الأشرار في بداية الأمر استخدام نصف الحقيقة وهى حقيقة ذلك الدعم مع تضليل المواطنين لدحر آمالهم وخلق أزمة ثقة بين المواطن والدولة فضلا عن التجمهر غير الآمن ولا غرابة فهم قتلة بالسليقة !
ولكن دحض الرئيس أحلامهم الآثمة بتوكيده على حتمية وجود آلية منظمة لإيصال الأموال لأصحابها تحترم آدميتهم وتحافظ على صحتهم قائلا:- " مساعدة مصر لأبنائها".
أما في البلاد الأخرى فنجدها تحت مسميات أخري مثل إعانة (س) من الناس أو مساعدة .
أمّا عن المخاوف المحفوفة برواتب العمال في القطاع الخاص، كان مثل المنطقة الشائكة، فالقطاع الخاص يتبع قوانين ودستور الدولة ولكن لا سلطة للدولة على قراراته الداخلية مثل تخفيض المرتبات، وهنا تدخل الرئيس أيضًا بلياقة ورقى فضرب المثل برواتب الدولة في القطاع الحكومي مؤكدًا إن الدولة لا يمكن أن تخفض من رواتب العاملين لديها، على العكس فهي من الوارد أن تضع زيادات مثل زيادة كادر المهن الطبية وضم علاوات أصحاب المعاش، أو غيرها من الزيادات لمجابهة الكارثة، مما كان له أصداء واسعة بين رجال الأعمال الذين عدلوا عن قرار تخفيض الرواتب.
أما عن القطاع السياحي، فكانت الدولة مساندة له منذ بادئ الأمر، فأطلقت مبادرة العملاء المتعثرين والإعفاء الضريبي عن المنشآت السياحية وإلغاء الحجوزات الإدارية مما قوبل بكرم وتقدير أكبر من ذلك القطاع ،وبدأ أصحاب الفنادق تقديم بعض المنشآت الفندقية للدولة لاستغلاها كحجر صحي.
وفى ذات السياق، شنت بعض الصحف الغربية المغرضة والمواقع الهجوم على مصر مشككة في عدد الإصابات المعلنة بل وادعت أن مصر هي بؤرة لتفشى الفيروس ! أملا منهم في التشويه، واستغلال الكارثة العالمية في حرب معنوية ممنهجة ضد مصر، كان بالأولى أن تستغل مصر ذلك السلاح المعنوي ضد خصوم بعينهم بالفعل يعانون الآن من الفوضى والتدهور الاقتصادي والصحي، ولكن كان الرد المصري بليغا في التجاهل وإلغاء اعتماد مراسلي تلك الصحف والالتزام بمعايير منظمة الصحة العالمية التي أشادت بالمنظومة المصرية ككل.
إن شخصية مصرية التي تشكلت طوال الست سنوات الماضية هي السر في معدن مصر الذهبي.