"حورس طائر السماء".. عينه اليمنىهي الشمس والأخرى هي القمر يجوب الفضاء في قوة وثبات كحال مصر للطيران، وهي تطوي في صفحات السحاب منذ قرابة قرن من الزمان، اتخذت خلال نصف عمرها هذا الإله الفرعوني كشعار يعبر عنها، ليس فقط وحسب، ولكن سميت أيضا مجلتها الطائرة الخاصة بالشركة باسمه ليكون تعبيرا خالصا عن الحضارة المصرية العريقة.

قبل نحو نصف قرن من الزمان، وبعد مرور 40 عامًا على تأسيس الشركة الوطنية، ظل علم مصر هو ما يميز الطائرات التابع لها، فعندما تأسست شركة ايرورك في أوائل فترة الثلاثينات بمرسوم ملكي كأول شركة طيران مصرية تحت اسم "الخطوط الهوائية المصرية" أو" مصر ايرورك" نسبة للشركة البريطانية صاحبة الـ 40% من الأسهم و60% نسبة المساهمة المصرية، كان هناك الشعار عبارة عن علم به خطين بلون أسود ووسطهما خط أبيض، حتى أصبحت الشركة مصرية فحملت علم مصر الملكي وهو الهلال بخلفية خضراء وبه ثلاثة نجوم.

ومع مطلع الستينات، بعد الثورة بفترة وتحديدًا مع تأسيس الشركة العربية المتحدة بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إثر الوحدة التي تمت بين مصر وسوريا عام 1958 تم تغيير علامة مصر للطيران للعلم الجديد للوحدة العربية، ولكن سرعان ما تفككت هذه الوحدة عام 1961 وتبع ذلك انفصال الشركتين المصرية والسورية، لتعود الشركة السورية إلى اسمها السابق، وتبقي مصر للطيران تحتفظ باسم "شركة الطيران العربية المتحدة".

حتى جاءت بداية فترة السبعينات، وقرر المهندس أحمد البكري رئيس الشركة آنذاك، - الذي رأسها خلال الفترة ما بين 1969 وحتى عام 1971، وشهدت ولايته تخريج أولى الدفعات من كلية الهندسة للتدريب للعمل كطيارين بجانب تدريب أبناء الدول العربية والأفريقية بالعملات الأجنبية - ، تصميم علامة تجارية خاصة بمصر للطيران أسوة بشركات الطيران العالمية، وبالفعل قام بعمل مسابقة تقدم فيها عدد كبير من أهم الفنانيين التشكيليين في مصر.

وكان التصميم الفائز هو من نصيب الفنان صلاح طاهر والذي اختار حورس ليكون رمزا لمصر للطيران، والذي استمر منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، مع بعض التغيرات التي طرأت عليه طوال هذه الفترة بما يتناسب مع كل مرحلة وخطوة تتقدمها الشركة الوطنية، فهو من 1971 وحتى 1982م، كان مرسوم بلون أزرق وفي دائرة ذهبي، ثم من عام 1982 حتى عام 1996 تم تفتيح درجة الدائرة المرسوم بها وجه حورس، ومن عم 1996 حتى 2008 تم وضع الشعار دون إطار يحيطه وتم تغيير لونه للون الذهبي.

ظل شكل حورس ينحصر في هذا الإطار، حتى جاء عام 2008م، وبدأت مصر للطيران عهد جديد، بانضمامها إلى تحالف ستار العالمي كأول شركة طيران عربية تنضم له، وأراد الفريق أحمد شفيق - وزير الطيران آنذاك-، مع انضمام مصر للطيران لهذا التحالف العالمي، أن يكون الشعار مناسبًا للمرحلة الجديدة، فتم تعديل حورس للشكل الحالي والذي يبدو فيه متسما بالقوة والشباب.

ووفقا لموقع skyft المتخصص في السفر والطيران فإن شعار حورس الخاص بالشركة الوطنية مصر للطيران يعد واحد من أفضل 30 لوجو لشركة طيران حول العالم ويحتل تحديد المرتبة الخامسة عشر بين أفضل شعارات شركات الطيران العالمية.

وحول أسطورة حورس في التاريخ الفرعوني، فهو ربما يكون إله السماء فهو يعني في اللغة الهيروغليفة "سيد السماء" lord of the sky، لذا رسمته الأساطير على شكل صقر عينه اليمنى كانت الشمس واليسرى هي القمر وجناحيه هم السماء التي تخلق الرياح.