قالت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" إن هناك أمرًا مهمًا ينبغي تصحيحه عن المقصود من معني " نافلة الحج".
و أوضحت " الإفتاء " أن نافلة الحج تعني من حج مرة وسقطت عنه الفريضة ويريد أن يحج مرة أخرى.
وأضافت الإفتاء في بيانها المقصود من "نافلة الحج" أنه ليس معناها أن الحج نافلة كما فهم البعض.
اقرأ أيضا//فضل شهر رمضان.. شيخ الأزهر يحدد 4 أمور
في سياق متصل، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول صاحبه: « هل مساعدة الفقراء أَولى من نافلة الحج؟ وما هو الأفضل بالنسبة للأغنياء: هل هو حج التطوع وعمرة التطوع، أو كفاية الفقراء والمساكين والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغير ذلك من وجوه تفريج كرب الناس وتخفيف آلامهم وسد حاجاتهم، وذلك في ظل ما يعيشه المسلمون من ظروف اقتصادية صعبة؟».
وأجاب الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بأن كفاية الفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغيرها من وجوه تفريج كرب الناس وسد حاجاتهم مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة بلا خلاف، وأكثر ثوابًا منها، وأقرب قبولًا عند الله تعالى.
وأفاد « علام» عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أن هذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، واتفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبوعة، وأنه يجب على أغنياء المسلمين القيام بفرض كفاية دفع الفاقات عن أصحاب الحاجات، والاشتغال بذلك مقدَّم قطعًا على الاشتغال بنافلة الحج والعمرة ؛فالقائم بفرض الكفاية أكثر ثوابًا من القائم بفرض العين؛ لأنه ساعٍ في رفع الإثم عن جميع الأمة.
اقرأ أيضا//حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان.. المفتي يجيب
وتابع أن جماعة من الفقهاء نصوا على أنه إذا تعينت المواساةُ في حالة المجاعة وازدياد الحاجة على مريد حج الفريضة فإنه يجب عليه تقديمها على الحج؛ للاتفاق على وجوب المواساة حينئذٍ على الفور، بخلاف الحج الذي اختلف في كونه واجبًا على الفور أو التراخي.
وواصل أنه لا يجوز للواجدين إهمالُ المحتاجين تحت مبرر الإكثار من النوافل والطاعات؛ فإنه لا يجوز ترك الواجبات لتحصيل المستحبات، ولا يسوغ التشاغل بالعبادات القاصرة ذات النفع الخاص، وبذل الأوقات والأموال فيها، على حساب القيام بالعبادات المتعدية ذات المصلحة العامة.
واستكمل أنه على مريد التطوع بالحج والعمرة السعيُ في بذل ماله في كفاية الفقراء، وسد حاجات المساكين، وقضاء ديون الغارمين، قبل بذله في تطوع العبادات، كما أن تقديم سد حاجات المحتاجين على التطوع بالحج أو العمرة ينال فاعلها ثواب الأمرين معًا.
واستشهد فى فتواه بما روى من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- مرفوعًا: «أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا، وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ -وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ- مَلأَ اللهُ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَها لَهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ»، أخرجه الطبراني في معاجمه: "الكبير" و"الأوسط" و"الصغير".
واستدل أيضًا بما روى عن ابن - رضي الله عنهما-: سئل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -عن أفضل الأعمال إلى الله- تعالى- فقال: «مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُورًا إِمَّا أَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ وَإِمَّا قَضَى عَنْهُ دَيْنًا وَإِمَّا يُنَفِّسُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ، وَمَنْ أَنْظَرَ مُوسِرًا أَوْ تَجَاوَزَ عَنْ مُعْسِرٍ ظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ لِتَثبت حَاجَته ثَبَّتَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامُ، وَلَأَنْ يَمْشِيَ أَحَدُكُمْ مَعَ أَخِيهِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِي هَذَا شَهْرَيْنِ -وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ»، أخرجه الحاكم في "المستدرك".
مساعدة الفقراء والأيتام وتقديم الدعم للمستشفيات أفضل من تكرار العمرة
من جانبها، نبهت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، أن أداء العمرة في العمر مرة واحدة يكفي، موضحة أن مساعدة الفقراء والأيتام وتقديم الدعم للمستشفيات أفضل من تكرار العمرة.
وأضافت "نصير"، في لقاء لبرنامج "صالة التحرير"، المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، أن بعض الطبقات الإجتماعية تتباهى بأداء العمرة والحج أكثر من مرة.