نتيجة للبحث الألماني المكثف والتتبع لمرضى فيروس (كوفيد-19)، استطاعت ألمانيا التوصل إلى أول مصابة بفيروس كورونا في أوروبا وسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بعدة بلاد حتى الآن، والتي أدخلت فيروس كورونا التاجي (كوفيد-19) إلى أوروبا، متسببة في كارثة تسببت في أضرار فادحة لأوروبا بأكملها.
ووفقا لوكالة "رويترز" الإخبارية،استطاع فريق العمل الألماني تكوين أول سلسلة موثقة لعملية انتقال الفيروس المستجد من شخص لآخر خارج آسيا، وترجع أول إصابة في أوروبا إلى سيدة صينية تعمل في شركة سيارات في ستوكدورف، وهي مدينة ألمانية يبلغ عدد سكانها 4000 بالقرب من ميونيخ في بافاريا، ويعملون لدى مورد قطع غيار السيارات ويباستو جروب.
بعد البحث والتدقيق، كانت هذهالشركة هي سبب الكارثة بإصابة أحد موظفيها وهي امرأة صينية كانت حاملة لفيروس كوفيد-19، وبعد حضورها أحد الاجتماعات مع زملائها وتناولوا الطعام معا، وخلال تناول الطعام طلب منها أحدهم أن تناوله الملح ومن هنا كانت بداية العدوى، فهذا الشخص أصاب 16 آخرينمحيطين به دون معرفته بأنه حامل للمرض.
قام العلماء والباحثون في ألمانيا بعملية تتبع حاسمة من خلال البحث والتعقيب ومراجعة التتبع لسجل الحالات المرضىحتى تتمكن حكومة بافاريا الإقليمية من وقف انتشار الفيروس، وساعد هذا البحث ألمانيا في كسب وقت لبناء دفاعات ضد كوفيد-19.
ويقول العلماء إن الوقت الذي كسبته ألمانيا أنقذ الكثير من الأرواح، وبدأ أول انتشار لـ COVID-19 في ألمانيا ولكن تم نشره منها إلى إيطاليا وغيرها من دول أوروبا، ولكن ألمانيا حافظت على أقل عدد وفيات حتى الآن، وكان أول انتقال محلي تم اكتشافه في إيطاليا في 21 فبراير، وفي ذلك الوقت، بدأت ألمانيا حملة إعلامية لوزارة الصحة واستراتيجية حكومية للتصدي للفيروس باختبار واسع النطاق مستمر في ألمانيا حتى الآن.
وفي يوم الاثنين الموافق 27 يناير، أبلغهولر إنجلمان، الرئيس التنفيذي للشركة، السلطات الألمانية بشكوكه في إصابة أحد موظفيه بالفيروس التاجي الجديد، ولكن كانت هذه السيدة وأصولها من شنغهاي تقوم بتقديم عدة ورش عمل وحضرت اجتماعات رئيسية للشركة وهي مريضة وبدون علم بمرضها.
وكان قد تسبب في نقل العدوى لها زيارة والديها اللذان جاءا من مدينة ووهان، وكان ذلك قبلأن تسافر في 19 يناير إلى ستوكدورف، وأثناء وجودها في ألمانيا، شعرت بألم غير طبيعي في الصدر والظهر وكانت متعبة طوال إقامتها، لكنها أبلغت عن الأعراض التي شعرت بها، وخلال رحلة عودتها إلى الصين ارتفعت درجة حرارتها وأصيبت بالحمى، وفور الكشف لها في المطار تأكد إصابتها بالفيروس ، وكان والداها قد أصيبا به أيضا.
أخبرت مديريها بالنتيجة بالبريد الإلكتروني،وفي ألمانيا، قال إنجلمان إنه شكل على الفور فريقًا للأزمات ينبه السلطات الطبية وبدأ يحاول تعقب الموظفين الذين كانوا على اتصال بزميلهم الصيني، وكان الرئيس التنفيذي نفسه من بينهم فقبل 3 ايام من سفرها كان قد صافحها.
وقال لرويترز إن مريضة شنغهاي المعروف الآن باسم "الحالة رقم 0" في ألمانيا موظفة مثبتة من إدارة المشاريع، ولم تكشف الشركة عن هويتها أو هوية الآخرين المعنيين، قائلة إن إخفاء الهوية شجع الموظفين على التعاون في جهود ألمانيا لاحتواء الفيروس.
وأصبحت مهمة الشركة تتلخص في المساعدة في العثور على أي ممن كانوا على اتصال بها خلال عملها، وقال ويندتنر، الطبيب الذي عالج مرضى ميونخ: "لقد كانت ضربة حظ.. حصلنا على جميع المعلومات التي نحتاجها من الموظفين لإعادة بناء سلاسل العدوى".
ليعد ملخص كارثة أوروبا هي سيدة صينية في ألمانيا زارها والداها وتعاملت بشكل طبيعي في العمل وقدمت محاضرات في غرف اجتماع صغيرة وناولت علبة ملح لآخر وصافحت المدير، وكان هذا كفيلا بمعاناة عدة بلاد أوروبية، واتبع العلماءتكون بيانات التقويم باستخدام تسلسل الجينوم الكامل، الذي يحلل الاختلافات في الشفرة الوراثية للفيروس من مرضى مختلفين، لتحديد انتشاره.
باتباع جميع هذه الروابط، اكتشفوا أن الحالة رقم 4 كانت على اتصال عدة مرات مع مريض شنغهاي، وعندما طلب منها زميلها علبة الملح كان المريض رقم 5، وتم إرسال جميع أولئك الذين ثبتت إصابتهم إلى المستشفى حتى يمكن ملاحظتهم ويمكن للأطباء التعلم من المرض.
أغلقت بافاريا الحياة العامة في منتصف مارس، وأغلقت ألمانيا منذ ذلك الحين المدارس والمحلات التجارية والمطاعم والملاعب والمنشآت الرياضية، وأغلقت العديد من الشركات لمساعدة القضية.
ولكن هذالا يعني أن ألمانيا قد هزمت COVID-19، فمعدلوفيات الفيروس التاجي يبلغ 1.9٪ في ألمانيا، ولكن الخبراء يقولون إن المزيد من الوفيات في ألمانيا أمر لا مفر منه، وقال لوتار فيلير، رئيس معهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية: "سيرتفع معدل الوفيات".
وقالتكليمنس ويندتنر، طبيبة في ميونخ، إنهم علموا أنه عليهم تتبع سلاسل العدوى بدقة من أجل قطعها ووقف انتشار العدوى، وتعاونت ويندتنر مع بعض كبار العلماء في ألمانيا لمعالجة الأزمة ونصحوا الحكومة البافارية بتتبع الحالات أيضا والاستمرار في الإغلاق والحظر.
ويقدر العلماء، بمن فيهم رئيس الأطباء في إنجلترا، كريس ويتتي، اختبارات ألمانيا المبكرة والواسعة النطاق مع إبطاء انتشار الفيروس، وقال كريستيان دروستن، كبير علماء الفيروسات في مستشفى شاريت في برلين، إن ألمانيا ساعدت بوجود مجموعة مبكرة واضحة من المرضى وبعلاجهم والعزل لم ينشروا المرض إلى عدد أكبر،وكاندروستن، الذي رفض أن تتم مقابلته، واحدًا من أكثر من 40 عالمًا شاركوا في فحص المجموعة، والتوصل إلى المريضة صفر في أوروبا.