الأفضل في صلاة الليل أن تكون مثنى مثنى، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خَشي أحدُكمُ الصُّبح، صلَّى ركعةً واحدةً تُوترُ له ما قد صلَّى وأقل الوتر ركعة واحدة يصليها بعد صلاة العشاء، فإن أوتر بثلاث ركعات فالأفضل أن يسلّم بعد الركعتين ويأتي بواحدة، وإن أوتر بخمسة فيسلم بعد كل ركعتين ومن ثمّ يأتي بركعة واحدة، ويراعي في صلاته الطمأنينة وعدم العجلة والنقر، فيخشع في صلاته ولا يتعجل فيها، فأن يصلي عددًا قليلًا من الركعات بخشوعٍ وطمأنينةٍ؛ خيرٌ له مما هو أكثر بلا خشوع.
ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل
يقوم المسلم بأداء ركعتين ركعتين، والمقصود أن يسلّم بعد كلّ ركعتين يؤدّيهما، ثمّ يؤدّي الوتر، وذلك اقتداءً بفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قيامه، وإن خاف المسلم أن يدرك صلاة الصّبح وهو لم يوتر بعد فيجوز له أن يوتر بركعةٍ واحدةٍ، يتلو فيها بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص، ثمّ يدعو دعاء القنوت.
وصلاة قيام اللّيل تكون في أوّل اللّيل، أو أوسطه، أو آخره، لكن في الآخر أفضل، وهو الثّلث الأخير، وعددها من حيث الأفضل أن تصلّى إحدى عشر ركعة، أو ثلاثة عشر ركعة، ومن السّنة أن يقوم المسلم بترتيل الآيات الكريمة عند القراءة، وقراءة ما تيسرّ له من القرآن الكريم، ومن المستحبّ عند القراءة أن يستعيذ بالله عند قراءة الآيات التي فيها وعيد، وأن يسأل الله الرحمة عند الآيات التي فيها رحمة، وأن يسبّح حينما تمرّ به آية تسبيح، وأن يطمئنّ في صلاته، ويخشع في ركوعه وسجوده.
والوتر إما أن يكون ركعةً واحدةً، أو ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا، أو تسعًا، فعدد ركعات الوتر فرديّة، وقد رُوي عن أبي أيّوب الأنصاريّ أنّه قال: « الوترُ حقٌّ، فمن شاءَ أوترَ بخمسٍ، ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ، ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ»، وفيما يأتي تفصيل لما ورد في صلاة الوتر:
1- أن يصلّى الوتر ركعةً واحدةً، كما كان يؤدّيها رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-.
2- أن يصلّى الوتر ثلاث ركعات، فيقوم المسلم بصلاة الثّلاث ركعات متصلات، بحيث يسلّم في نهاية الصلاة، كما كان يفعل السّلف، ويقرأ فيها: سورة الأعلى، وسورة الكافرون، وسورة الإخلاص، أو يصلّي ركعتي شفع ويسلّم، ثمّ يتبعهمابركعة وترٍ منفصلة عن أوّل ركعتين، فيشاء له ذلك مع ضرورة النيةمن بداية الصّلاة.
3- أن يصلّى الوترخمس أو سبع ركعات، ويكون ذلك بتشهّدٍ واحدٍ كما كان يفعل رسول الله، فقد رُوي عن أمّسلمة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «كان رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلم- يوترُبسبعٍ أو بخمسٍ، لا يفصلُ بينهنَّ بتسليمٍ ولا كلام».
4- أن يصلّى الوتر تسع ركعات، ويجلس المسلم للتّشهد في الرّكعة الثّامنة، ثمّ يتمّ الرّكعة التّاسعة، بعدها ينهي صلاته بالتّشهد والسّلام.
وبصلاة الوتر تُختم صلاة اللّيل، لكن يجوز للمسلم أن يصلّي بعد ذلك ما يشاء من عدد ركعات القيام، على أن تكون الصّلاة ركعتين ركعتين، ولا يعيد الوتر، فقد رُوي عن قيس بن عليّ أنّه قال: «لاَ وترانِ في ليلةٍ».
عدّ العُلماءُ بضعة َفضائل لصلاة قيام اللّيل، منها:
1- عناية النبيّ - عليه الصّلاة والسّلام - بـ صلاةقيام اللّيل حتى تفطّرت قدماه، فقد كان يجتهدُ في القيام اجتهادًا عظيمًا.
2-صلاةقيامُ اللّيل من أعظم أسبابِ دخول الجنّة.
3-صلاةقيامُ اللّيل من أسباب رَفع الدّرجات في الجنّة.
4- المحافظونَ علىصلاةقيام اللّيل مُحسنونَ مُستحقّون لرحمة الله وجنّته، فقد مدح الله أهل قيام اللّيل، وعدَّهم في جملة عباده الأبرار.
5-مدح الله أهل قيام اللّيل في جملة عباده الأبرار، فقال - عزَّ وَجَل -: « وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا».
6-صلاةقيام اللّيل أفضَلُ الصّلاة بعد الفريضة.
7-صلاةقيامُاللّيل مُكفِّرٌ للسّيئاتِ ومنهاةٌ للآثام.
8-شرفُ المُؤمن صلاة قيام اللّيل.
9- صلاة قيامُ اللّيل يُغْبَطُ عليه صاحبه لعظيم ثوابه، فهو خير من الدّنيا وما فيها.
اقرأ أيضًا:
هل يجوز صلاة قيام الليل قبل منتصف الليل .. الإفتاء تجيب
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهي بأذان الفجر.
وأضاف وسام، خلال إجابته عن سؤال ورد اليه مضمونه ( إذا نمت بعد العشاء واستيقظت فصليت فهل يكون هذا تهجدًا أم قيام ليل؟ وما الفارق بينه وبين التهجد؟)، أن قيام الليل عمومًا يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهى بإذن الفجر، ولو صليت العشاء ونمت ثم استيقظت فهذا يسمونه تهجدًا، والتهجد من ضمن القيام ولكن أخص فيكون بعد نوم، وهو من قيام الليل أيضًا فى هذه الفترة من بعد العشاء الى أذان الفجر وأفضل وقت فى هذة المدة هو الثلث الأخير من الليل.
وأشار إلى أن الثلث الأخير يكون بإنقسام الوقت من المغرب الى الفجر على ثلاثة أوقات حتى يتبين لى فى هذه الحالة الثلث الأول من الثانى من الثالث.
حكم صلاة قيام الليل قبل الفجر بربع ساعة
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من صلى قيام الليل قبل الفجر بوقت قصير فهذا يعتبر من قيام الليل طالما أن وقت الفجر لم يدخل.
وأضاف "ممدوح" خلال البث المباشر عبر صفحة دار الافتاء فى إجابته عن سؤال متصل يقول فيه " هل يجوز قيام الليل قبل الفجر بربع صلاة ساعة؟ "، أن صلاة قيام الليل تكون فى الثلث الأخير من الليل، ومن صلى قيام الليل قبل الفجر فلا حرج لأن الليل يكون مستمرا بذلك حتى وقت دخول الفجر، والعبرة ليست بالأذان ولكن بدخول وقت الفجر، فالأذان هو منبه أن وقت الفجر قد دخل.
اعتقاد خاطئ عن صلاة قيام الليل
وأوضح أن هناك اعتقادا شائعا بين البعض أنه لا يؤجر على صلاة قيام الليل إلا بعد نوم، وهذا خطأ شائع يجب على الجميع تغييره تماما، لافتا إلى أن صلاة قيام الليل تجوز في أي وقت حتى ولو كانت بعد صلاة العشاء مباشرة.
وأضاف وسام،"وقت صلاة الليل يبدأ من الفراغ من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، ولا شك أن الأفضل مطلقًا أن تكون صلاة الليل في الثلث الأخير منه؛ لأن الرب تبارك وتعالى ينزل فيه إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من مستغفر يُغفر له؟ حتى يطلع الفجر. وفي أي وقت صلى العبد فقد أصاب السنة ونال الأجر إن شاء الله".
وأوضح أن عدد ركعات صلاة الليل، مطلق، يصلي المرء ما أقدره الله عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى".
حكم صلاة الوتر في قيام الليل وهل يأثم تاركها
قال الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة الوتر أكثر العلماء قال إنها من السنة ولا يوجد إثم في تركها.
وأضاف عمران، في لقائه على فضائية "أزهري"، أن صلاة الوتر ليست واجبة، منوها أن بعض العلماء قال بجوار قضاء صلاة الوتر لمن تركها في قيام الليل.
وأشار إلى أن بعض العلماء رأوا أنه يجوز لمن أدى صلاة الوتر وأراد أن يصلي بعدها، عليه أن ينقض هذا الوتر، بصلاة ركعة واحدة قبل أداء «الركعات التي يرغب في أدائها» ليشفع بها الوتر السابق، ثم يصلى ركعات قيام الليل ثم يؤدى ركعة وتر فيكون ذلك وترًا واحدًا في الليلة.
وتابع: وقت صلاة الليل يبدأ من الفراغ من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر.
اقرأ المزيد :