الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

امتحان "كورونا"!


قد يكون الوقت مبكرًا لمعرفة حقيقة ظهور فيروس كورونا -19COVID، سواء ما يتعلق بأسباب انتشاره أو النتائج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المترتبة على ظهوره.


لكن في نفس الوقت يتحدث البعض عن روايتين أثارتا جدلًا حول أدب التوقعات باعتبارهما قد تنبأتا بظهور فيروس كورونا، الأولى مصرية لأحمد خالد توفيق، صدرت منذ أكثر من10  سنوات، في العدد الأربعين من سلسلة "سافاري" بعنوان "عن الطيور نحكي"، وتتحدث عن مرض غامض يصيب صديق البطل، وتشير الأدلة لارتباط المرض بالدجاج، وأن فيروسات الطيور تصيب الخنازير، ليصنعا فيروسا جديدا ينتقل إلى الإنسان.


وتحكي القصة عن صعوبة تكوين لقاح لفيروسات الإنفلونزا، لكن علماء البيولوجيا الجزيئية يبحثون عن الجزء الثابت في تركيب الفيروس ليصنعوا له لقاحا.


ويكتب المؤلف في نهاية القصة أن: "الوباء الحقيقي سيبدأ من مكان ما في الصين، ساعتها لن يكون لنا أمل إلا في رحمة الله، ثم البيولوجيا الجزيئية وسرعة تركيب اللقاح"، وهو الموقف الذي يواجهه العالم اليوم.


والرواية الثانية للكاتـب الأمريكي "دين راي كونتز"، بعنوان "عيون الظلام"، صدرت في 1981، والرواية تحكي عن رحلة كريستينا إيفانس الأمريكية للبحث عن ابنها داني الذي مات في حادث باص بعدما تمزق جسده وأصبح من الصعب التعرف عليه.


والذي جعل هذه الرواية تتحول لظاهرة أدبية هو فصلها الأخير، حينما نكتشف أن داني لم يمت ولكن تم حجزه من طرف علماء أمريكيين يجرون تجارب جرثومية عليه، فيحقنونه بفيروس يوهان 400، وهو فيروس قاتل وغير قابل للشفاء، ويعتبر سلاحا فتاكا لا يترك أثرًا.


لكن ما حدث أن الرواية تعرضت للتعديل في طبعتها الجديدة، في الطبعات الأولى كان اسم الفيروس جوركي 400، فتحول في الطبعات الجديدة إلى يوهان 400، ما يدل على أن التعديل تم ترتيبه من دار النشر لزيادة المبيعات بإدهاش القراء بدقة التنبؤ، ولذلك ارتفع سعر الرواية إلى 400 يورو.


ويبقى أن ما نراه من انتشار لفيروس كورونا، هو نتيجة طبيعية لما تقترفه أيادي البشر من إفساد في الأرض،
فسواء كان فيروس كورونا نتيجة تركيب بشري متعمد لإيذاء الناس، أم كان نتيجة فساد لعمل الإنسان في البيئة، ففي الحالتين هو نتيجة لفساد الناس، وفي الحالتين فإن الناس أيضًا هم من يدفعون الثمن، قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)  الروم 41.


ما نراه الآن في العالم من رعب نتيجة انتشار فيروس كورونا، هو ابتلاء من الابتلاءات، ومهما كان سبب هذا الفيروس، ومهما كانت حقيقته فهو في النهاية ابتلاء يحصد حياة الكثيرين، ناشرًا الرعب في قلوب الناس لعلهم يتفكرون: (وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ) يس 46.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط