EN
الخبر الأسوأ منذ الظهور الأول لأزمة كورونا في مصر، والطامة التي أزعجت القطاع الطبي وثارت حولها الأقاويل، كانت بإصابة 17 من طاقم التمريض بالمعهد الطبي للأورام التابع لجامعة القاهرة، بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
الأزمة بدأت منذ مساء أمس مع إعلان نقابة الأطباء بالقاهرة، تحويل15 من الأطباء والتمريض بمعهد الأورام بالقاهرة، إلى مستشفى العزل، وذلك بعد اكتشاف إصابتهم بـفيروس كوروناالمستجد (كوفيد - 19)، ليخرج عميد المعهد الدكتور حاتم أبو القاسم، ويؤكد إصابة أحد الممرضين بفيروس كورونا بعد ظهور أعراض المرضعليه، قبل أن ينقلها لزملائه بالمعهد، لتتزايد الحالت بعد ذلك إلى 17 حالة حتى الآن.
كيف دخل "كورونا" إلى معهد الأورام
اتهامات عدة متبادلة تناثرت في وسائل الإعلام بين إدارة المعهد وأطقم التمريض حول المتسبب الأول في تسلل فيروس كورونا القاتل إلى أروقة معهد الأورام، لكن الحقيقة الكاملة للأزمة في طور التوضيح عقب الكشف الصحي وإسعاف المصابين.
القصة بدأت من دخول حالة تظهر عليها اعراض الفيروس القاتل "كورونا" حيث تركها سائق تاكسي على الباب وانصرف - وفقا لتصريحاتالدكتورة ريم عماد، مدير مستشفيات المعهد القومي للأورام - والتي أكدت أن الحالة دخلت في غرفة عزل تعامل معها فرد واحد فقط من المعهد.
وقالت مدير المعهد إن الفرد الذي تعامل مع الحالة حصل على أجازة وعزل نفسه لمدة ثلاث أيام، بينما الحالة تم نقلها في سيارة مخصصة طبيا إلى أحد مستشفيات العزل.
التمريض يتهم إدارة المعهد
على الجانب الآخر تكيل إدارة التمريض في المعهد، الاتهامات إلى إدارة المعهد وخاصةالدكتور حاتم أبو القاسم عميد المعهد، بالتورط في دخول إحدى الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد إلى الطوارئ بالمعهد، وذلك للكشف عليها، بدون اي وقاية، ثم ثبت مرضها بفيروس كورونا حسب كلام الممرض.
الممرض الذي وثق الأزمة دعم كلامه بتسجيل فيديو عبر البث المباشر من داخل المعهد، يتحدث فيه عن الأزمة، مستنكرا اتهام العميد للممرضين، بأنهم السبب في إنتشار الفيروس داخل المعهد، وطالب بتحويل المعهد إلى حجر صحي بجميع العاملين فيه.
ودعمت رواية الممرض،الدكتورة ماجي موسى، إحدى طاقم التمريض بمعهد الأورام والتي قالت إن المعهد رفض أن يتم أي إجراء عزله أو حماية له عقب استقباله حالة مصابة بفيروس كورونا.
وفي تدوينه لها، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قالت إنه بسبب عدم إجراء المعهد للإجراءات الاحترافية والوقائية أصيب أعز أصدقائها بالفيروس، و10 من التمريض و4 من الدكاترة، مساء أمس الجمعة، لافتة إلى إمكانية إصابتها هي الأخرى.
ووصفت ماجي ما حدث بـ "التخاذل"، بحق الأطباء وصحتهم، متهمة معهد الأورام بأنه حولهم إلى ناشرين للعدوى، بين أهلهم، والمجتمع، وذلك بسبب -التعجرف - على حد وصفها.
كيف رد مدير معهد الأورام
ألصق الدكتور حاتم أبو القاسم مدير المعهد القومي للأمراض التابع لجامعة القاهرة التهمة لطاقم التمريض متجاهلا الرواية المنتشرة عن دخول حالة مصابة إلى قسم الطوارئ بالمعهد.
وقال أبو القاسم في تصريحات تلفزيونية إن أحد أفراد طاقم التمريض - ويعمل في مستشفى خاص - أصيب بالعدوى ونقلها إلى زملائه بالمعهد وهو ما تسبب في تعدد الإصابات.
غضب بين طاقم التمريض
وواجه طلقم تمريض معهد الأورام الإتهام الذي ساقه مدير المعهد لهم بمزيد من الاستياء والغضب، وصعدوا من الأمر رافضين اتهامات الدكتور حاتم أبو القاسم مدير المعهد.
يقول مصطفى فرج أحد أطقم التمريض بمعهد الأورام التابع لجامعة القاهرة "العالم بيكرمنا والدولة بتقول علينا إحنا الجيش الأبيض، وعميد المعهد بينكر مجهودنا ويتهمنا إننا السبب في دخول الفيروس للمعهد".
وتابع:أنه صور عددا من الفيديوهات اليوم أثناء اعتراضطاقم التمريض على تصريح عميد المعهد وأجبروه على الجلوس معهم ومواجهته بصحة تصريحاته، لافتا إلى أن الحالة التي تسببت في دخول الفيروس المعهد كانت لمريضة قريبة أحد أطباء المعهد وهم تأكدوا من أنها هي من سببت الازمة.
تشغيل العيادات الخارجية فقط
من جانبها قررت جامعة القاهرة،اقتصار العيادات الخارجية بالمعهد القومي للأورام على الحالات العاجلة والطارئة، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية المقررة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
كذلك وجهت جامعة القاهرة باتخاذ إدارة المعهد ما يلزم على الفور لضمان حماية الأطقم الطبية، والتأكد من ارتدائها كل مستلزمات الوقاية من العدوى، وفقا للمعايير المتبعة في هذا الشأن.
