وأوضح «بليلة» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه ينبغي اتباع السيئات بالحسنات الماحيات والاعتصام بحبل الدعاء عند نزول البلاء، وكونوا في بيوتكم حين تدهمكم الضراء وتفجأكم البأساء.

وقال: أيها المسلمون، لا تزال الخطوب والوقائع في دنيا الناس تخبرهم أنهم فقراء إلى الله فقرًا لا مدفع له، وتُبصرّهم بأنهم مهما بلغوا من آمال مجنحة وآفاق عريضة، وسعوا في أقطار الأرض سعي المالك للزمام، والآمر في الرغام، فإن من ورائهم قوةً هي أعلى من قوتهم، وسطوةً هي أبلغ من سطوتهم، وقدرةً هي أنفذ من قدرتهم، وإرادةً هي أتم من إرادتهم تلك هي سنة الله في خلقه: أن يردهم إليه بالخطوب، ويعالج منهم الكبر الإنساني بالبلاء الذي يشهدهم على ضعفهم.

وأضاف: الإنسان في غفلة، حتى يوقظ بعِلّة؛ فإذا ابتلي انتبه، وإذا انتبه، تذكر ربه الذي أعرض عنه، وغرته به الأماني الكاذبة، وغره الشيطان الغرور بمكره واحتياله وشره.

وتابع: إذا انتبه الإنسان من سنة الغفلة، وأفاق من رقاد الهوى، دب فيه الشعور القوي بفقره إلى مولاه، ورأى أنه لا غنى له عنه طرفة عين، ونظر فوجد أنه محاط بكلاليب البلاء، مأسور بقيود البأساء والضراء، لا يرجو من نفسه خلاصًا، ولا يؤمل في قوته إنجادًا ولا إنقاذًا، فهرع إلى من بيده القوة جميعًا، وإليه الأمر جميعًا، وعنده العزة جميعًا، فلم يجد أحب إليه من الدعاء، ولا أكرم عليه منه، فدخل عليه من بابه الأعظم، ووافاه من سبيله الأكرم، وتعلق من فضله بجانبه الأتم.