الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأرواح والأرباح


فى هذه المرحلة من عمر المجتمع الدولى تكشفت حقائق وظهرت الطبيعة الحقيقية لمعادن البشر ، فقد  اوضحت كورونا او مايعرف بفيروس كورونا المستجد كوفيد ١٩ كم هى تافهة مطالب الدنيا التى سعى كثيرون من اجل استحواذها والحصول عليها ، كما اظهرت التجربة ان المجتمع الدولى على استعداد ان يفعل اى شىء مهما كانت حقارته مقابل استمرار وجود دول  بعينها وكيانات بلحمها وشحمها ،وبغض التظر عن كون  الفيروس مصنع ام طبيعى وبغض النظر عما يثار من تورط دولة بعينها بتصنيع هذه الكورونا لاهداف اقتصادية ولهيمنة سياسية وعالمية   فقد ظهرت فى كورونا وضعيتان من رجال الاعمال احدهما تمثل فى الغرب بصورة كبيرة قلت ظهورها فى الشرق لتكاد تكون مختفية .

فقد تبارى رجال الاعمال الغربيون فى اظهار انسانيتهم واظهر معظمهم حبه للوطن وتفانيه من اجله لدرجة ان رجال المافيا لمن لايعرفهم فى منطقتنا هم مجرمون يحتلون قمة الاجرام الدولى ويفعلون كل شىء من اجل المال والحفاظ على تصنيفهم الدولى بأنهم مافيا ايطالية المنشأ والموطن وان تعددت فروعها ، هذه المافيا تبرعت بالمليارات من اجل ايطاليا الام كى تعبر محنة كورونا ، ومافيا ايطاليا تكررت فى صور رجال اعمال من الشرق الاقصى رصدوا ارقاما خرافية لانعاش اقتصاد بلادهم وكل همهم مصلحة الوطن قبل اى مصالح شخصية .

 فى اوروبا كانت الايادى مكبلة الى حد ما وربما كان السبب وراء ذلك اللهجة التشاؤمية التى خرج بها المسئولون على شعوبهم وعلى راسهم رئيس وزراء بريطانيا الذى  حدثهم عن فقد احبابهم واكد لهم ان الغد لايحمل خيرا كثيرا ، فى باقى مناحى القارة العجوز تربعت المانيا على ادارة الازمة بذكاء وعبقرية تمثل فى اداء المستشارة انجيلا ميركل التى تعاملت مع وطنها بشفافية وموضوعية وصدق لدرجة اجراء الكشف عليها واعلان نتائجه للالمان وبث رسالة منها لهم تطالبهم بالالتزام بالتعاليم واتباع الاجراءات لتفتح بذلك السلوك الباب لرجال الاعمال والشرفاء بأن يدلوا بدلوهم فى التعامل مع  هذه الازمة كل بطريقته ..

ومع اوربا وتعاملها مع كورونا تجلت حقيقة وجود انه ربما كانت بعض الدول الصغيرة فى منأى عن التصعيد الكورونى الا ان الكل يسير وفق منظومة البعد عن الشر انجى واسلم . الولايات المتحدة القطب الاوحد المهيمن اظهر رئيسه تخبطا فى التعامل مع كورونا الا ان رجال الاعمال لم يترددوا فى مساندة الشعب الامريكى فى هذه الظاهرة ان صح تسميتها بذلك . منطقتنا كانت وستظل نقطة فارقة فى تاريخ الشعوب والواضح والواقع يجزم بذلك ففى الوقت الذى يواصل الغرب اتحاده من اجل البقاء والاستمرار يواصل الشرق أوسطيون اتباع نفس السياسة غير المتحدة فى مواجهة ازماتهم فبين الحين والاخر يظهر لك من يبثون السم فى العسل ، والمتاجرون بالازمات ، والحاقدون ، والمغرضون ، وفوق كل ذلك يتربع اولئك الذين لايعنيهم سوى الأرباح ولايهتمون بالارواح فنجد بعض من رجال الاعمال يعلنون استغناءهم عن بعض العمالة لمواجهة خسائرهم المادية متناسين ماحصدوه قديما من مكاسب يلزمهم أعمارا فوق اعمارهم لتنفذ وتزول.

 هذه العينة من رجال الاعمال تعمل من خلال جملة الأرباح اهم من الأرواح ، وللأسف هؤلاء ينطبق عليهم تحليل كونهم عبيد المال والجاه وهؤلاء لايشبعون أبدا ولا ينظرون لأى شىء سوى مصالحهم المادية . كورونا استطاعت ان تنزع جلود  مزيفة وتظهر الحقيقى منها ، كوفيد ١٩ ليس وباء بقدر كونه جلاء وانتقاء لكثير  ممن كنا نعدهم نخبة ومغيرين وخيريين.

 كورونا هو ذلك البذر الذى خرج من تاجر ارض النفاق الى نفوس وقلوب البشر فطرح مانراه حاليا على ساحتنا وفى حياتنا ولذا وجب علينا ان نشكر كورونا ونتعلم منها دروس مجانية أكدت لنا من يهمه الأرواح ومن يعيش من أجل الأرباح .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط