نسائم رقيقة برائحة الزهور، حملتها ذرات الهواء في ليلة
تتمادى في سكونها منذ السابعة مساء، بينما تتقد الشرفات على مد الأبصار بأحاديث
السمر ولمة العائلات والحنين إلى الماضي والذكريات قسرا، بفعل حظر التجول وحصار
كورونا.
اقرا ايضا
وزيرة الصحة تعلن
موعد السيطرة على فيروس كورونا
وزيرة الصحة: اكتشاف
47 حالة جديدة لفيروس كورونا وارتفاع المصابين لـ 656
وفاة جراح عالمي بسبب كورونا
في هذه الأجواء الحالمة، وفي ليلة تنبئ بمشارف صيف معتدل
على أهل مصر، منحت الطبيعة المصريين متنفسا منعشا، حين خالط الشهيق والزفير رائحة
عطرة أسبه برائحة زهرة الياسمين، الأمر الذي بدا غريبا ومستساغا في نفس اللحظة لدى
الجميع.
البداية الحقيقية كانت من الاسكندرية، حين جزمَ أهل أن المدينة لم يعد ترابها زعفران فحسب، بل إن سماءها الاخرى صارت ياسمينا وفل.
التفسير المنتشر للظاهرة
بالتاكيد فإن المصري لا يخفى عليه خافية، وقد لا يصدق ما يسرد أو ينقل من انباء لكنه يرددها من قبيل أنه لا شيء سوى ما قيل، وهذا بالفعل ما حدث بشأن ما يتناقله المصريون عن التفسير – العلمي أو اللاعلمي – للظاهرة الكائنة.
أحدهم نقل عن أحدهم متحدثا عن مجهول، أن ما يشتمه المصريون هي رائحة الزهور التي بدأت تتفتح في موسمها الربيعي كعادتها السنوية، وان الأمر ليس بجديد لكن ما ساهم في انتشار الرائحة على هذا النطاق الواسع هو خلو البلاد من الزحام والعوادم ونقاء الهواء الذي أصبح لا يحمل بين جنباته سوى رائحة الطبيعة التي تعطرت لأجل المصريين في هذه الليلة.
يتفاءل الجميع بهذا السرد، يصدقه البعض ويتداولع الآلاف بينما لا يمكن التأكد منه حتى يدلي بدلوه خبير في الأمر، لكن ما اتفق عليه الجميع في هذه الليلة هو ان الفأل خير وأن الطبيعة تنبئ من سأم وضاق صدره من الناس بأن الفرج قريب.