يتحسر أهل الجنة على ساعة واحدة في الدنيا فاتتهم ولم يستطعوا اغتنامها في حياتهم، قالت دار الإفتاء المصرية، إن إنه فيما ورد عن السلف الصالح، أن هناك ساعة في الدنيا يتحسر عليها أهل الجنة، أشد الحسرة، منوهة بأن أهل الجنة بعدما يرون نعيم الجنة وفضل ذكرهم لله تعالى، لا يتحسرون على شيء فاتهم من أمور الدنيا، إلا على ساعة مرت بهم، لم يذكروا الله جل وعلا فيها.
واستشهدت «الإفتاء» عبر موقع التواصل الاجتماعي، بما روي أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: «ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها» (إحياء علوم الدين"1/295").
أعمال تدخل الجنة.. المفتي السابق ينصح بـ 6 أمور تضمنها لك
الأعمال التي تدخل الجنة، الإسلام دين يسير وأكرم الله تعالى هذه الأمة من خلال بعض الطاعات والقُرَب التي غالبها يسير سهل على المسلم، لكن جزائها وثوابها أن تدخل الجنة التي عرضها السماوات والأرض.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك الكثير من الأحاديث في سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي تدعو إلى الصدق، وتأمر به.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه ورد عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ، وعليكم بالصدق فإن الصدق بر، والبر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا». [رواه البخاري ومسلم].
6 أمور تدخلك الجنة
واستشهد بما ورد في صحيح ابن حبان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة. اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم»، وفي مصنف ابن أبي شيبة، عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يطوي المؤمن على الخلال كلها غير الخيانة والكذب».
وتابع: وعن صفوان بن سليم قال : «قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم- : أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم. قيل: أفيكون بخيلا؟ قال: نعم. قيل: أفيكون كذابا؟ قال: لا». [موطأ مالك]، وعن أبي ذر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق». [المصنف لابن أبي شيبة].
وأضاف أنه قد امتدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذين بلغوا في الصدق مبلغا من أصحابه فعن أبي ذر قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم». [صحيح ابن حبان].
ودلل بما جاء في المستدرك على الصحيحين، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وأن الكذب ريبة»، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كاذب»، [أبو داود والبيهقي]. وعنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن شرار الروايا روايا الكذب، ولا يصلح من الكذب جدًا ولا هزلًا، ولا يعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له». [سنن الدارمي].
وأشار إلى ما روي عن ابن عجلان «أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر حدثه عن عبد الله بن عامر أنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : تمرا ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة». [مصنف ابن أبي شيبة].
واستطرد: إذا تقرر ما سبق نعلم أن الصدق نجاة وقوة لأن الصادق لا يخشى من الإفصاح عما حدث بالفعل؛ لأنه متوكل على الله، والكذاب يخشى الناس، ويخشى نقص صورته أمام الناس، فهو بعيد عن الله، وقد قيل في منثور الحكم : الكذاب لص؛ لأن اللص يسرق مالك، والكذاب يسرق عقلك، وقال بعض الحكماء : الخرس خير من الكذب وصدق اللسان أول السعادة. وقيل : الصادق مصان خليل، والكاذب مهان ذليل، وقد قيل أيضا: لا سيف كالحق، ولا عون كالصدق.