أثمر تبادل الاتهامات ، بين الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب ، و المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان، بتحمل مسئولية إنتشار فيروس " كورونا" القاتل ، لتزداد قناعتي بنظرية المؤامرة، التي تؤكد أن كورونا ليست وبائا طبيعيا، لكنه يندرج في إطار حرب بيولوجية ، قصف خلالها جهاز الاستخبارات الأمريكي " سي أي إيه " ، الصين و بالتحديد مدينة ، ووهان ، بفيروس كورونا إدراكا من أمريكا ، أن الصين ، هي الدولة الوحيدة في العالم، التي تستطيع إقامة أكبر حجر صحي في العالم ، بإجبار شعبها الذي يمثل ربع سكان العالم على البقاء في منازلهم ، و إغلاق مصانعهم ، و متاجرهم ، و شركاتهم ، لقهر الفيروس اللعين ، و هو ما ستضطر انتهاجه بقية شعوب العالم للنجاة بنفسها من الفيروس، القاتل ، الذي يدمر رئة الإنسان .
فكل ما فعلته الصين ، هو إجبار 9 ملايين ووهاني ، بالبقاء في منازلهم ، و عدم الخروج من مدينتهم، و بذلك نجحت الصين في مواجهة كورونا ، بتطبيق أهم تعليمات منظمة الصحة العالمية، و هو أنه لكي تمنع انتشار الفيروس ، عليك بمنع الإزدحام ، و التكدسات البشرية ، من منطلق أن المصاب الواحد بفيروس كورونا ، قادر على نقل العدوى لنحو 3500 شخص، بعد مرور 6 أيام فقط ، ما لم يتم عزل الناس عن بعضها .
ولمن لا يعلم فالصين، دولة تغلب المصلحة الوطنية ، على المصلحة الشخصية ، مهما كانت التضحيات، فهي التي قضت على مؤامرة نشر الفوضى الخلاقة في ربوعها ، بقيام الجيش الصيني، بدهس 10 آلاف متظاهر ، بالدبابات في ميدان، تيانانمن ، بوسط بكين ، ليكون هذا الدهس ، من الأسباب التي ساهمت في تحول الصين، للقوة التجارية الأولى في العالم .
كما بلغت قوة تغليب المصلحة الوطنية ، على المصلحة الفردية، إلى حد إجبار الصينيين، على الخضوع لسياسة إنجاب الطفل الواحد ، من سنة 1978 ، إلى 2015 ، لدرجة أن العقوبة وصلت إلى حد " خصي " الرجل المخالف .
وبداية قناعتي بأن كورونا فيروس مخلق ، و ليس طبيعيا ، يرجع إلى المعلومات الصحفية التي كشفت عن أن كورونا ، فيروس تم تخليقه في أحد أهم المختبرات الأوروبية، و بالتحديد معهد باستور الشهير بفرنسا ، قبل أن يخضع للتطوير، في الولايات المتحدة في 2015 ، في إطار التجهيز للحروب البيولوجية .....و طالما تحدثنا من منطلق نظرية المؤامرة ينبغي علينا طرح عدة تساؤلات مشروعة .
التساؤل الأول، يتعلق بخصوص موعد قصف ووهان بالفيروس ، فظهور الفيروس جاء قبل أشهر قليلة من الانتخابات الأمريكية، التي ستجرى في نوفمبر 2020 و يعني ذلك أن هناك مكاسب سياسية ، واقتصادية، و مالية كبيرة، يتعين تحقيقها من وراء اختيار ظهور الفيروس في هذا التوقيت .
وطالما تحدثنا عن عامل التوقيت و تحقيق المكاسب السياسية ، و الاقتصادية ، و المالية، فلا مناص هنا إلا من توجيه الإتهام لجماعات اللوبي الأمريكي، أو جماعات الضغط في الولايات المتحدة و بريطانيا و بعض دول أوروبا الغربية . وتتكون هذه الجماعات من لوبي البترول، و لوبي المال ، و لوبي السلاح ، ولوبي الدواء ، واللوبي الإعلامي، و اللوبي اليهودي الصهيوني . المستفيد الأول من الدفع بهذا الفيروس ، الذي نجح للمرة الأولى في التاريخ ، في حبس البشرية جمعاء في منازلها .
وقبل أن يتهمني البعض بأني ضحية نظرية المؤامرة ، على أساس أن توقف الأنشطة العالمية قد أنزل ضررا بالغا بالإقتصاد الأمريكي، و الأوروبي ، بقدر ما أنزل الضرر بكل دول العالم " المحبوسة" في منازلها ، ينبغي أولا أن يعرف القارئ، أن اللوبيات ، لا يهمها مصلحة أمريكا ، و لا مصلحة أوروبا ، و لكن ، كل ما يهمها، هي مصلحتها الخاصة ، و تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية .
و سأضرب هنا مثالا ، يتعلق بنفوذ لوبي السلاح في الولايات المتحدة ، فعلى الرغم من المطالبات المستمرة من الكثيرين في امريكا، بضرورة تمرير قانون في الكونجرس الأمريكي، لمنع بيع الأسلحة الخاصة ، إلا أن لوبي السلاح ، نجح من خلال رجاله في الكونجرس، في منع تمرير مثل هذا القانون ، رغم أن الإحصائيات الرسمية كشفت عن أن حوادث إطلاق النار في أمريكا في عام ، 2019 نحو ، 35 ألف حالة . و كثيرا ما نسمع عن قيام تلاميذ في المدارس الأمريكية ، بفتح النار على زملائهم ، بأسلحة مرخصة ..
وسأضرب مثالا آخر، بخصوص تغليب جماعت الضغط ، لمصلحتها الشخصية على المصلحة الوطنية، و يتجسد هذا المثال في اللوبي اليهودي . فهذا اللوبي المؤيد لإسرائيل ، نجح في إتلاف العلاقات بين الولايات المتحدة، ومعظم الشعوب العربية ،و الإسلامية ، علما بأن أمريكا، هي الدولة الغربية الوحيدة ، التي ليست لديها تراكمات عدائية تاريخية ، مع العرب ، و المسلمين . و كان من نتاج ذلك أن تكبد الأمريكيون خسائر فادحة في الأرواح ، و الأموال ، خلال الحروب المتعددة التي خاضتها الولايات المتحدة بزعم مكافحة الإرهاب ، الأمر الذي جعلها تقترب من فقد لقب القوى الإقتصادية العظمى في العالم، لحساب الصين ، و من المتوقع أن تفقد أيضا المركز الثاني لمصلحة الهند قبل نهاية منتصف هذا القرن ، لكن كل ما يهم هذا اللوبي هو شن الحروب لإدارة مصانع السلاح و بيعها .
وخلاصة القول ، ماذا تريد جماعات الضغط ، أو جماعات المصالح الأمريكية ، من وراء إستخدام خطر فيروس كورونا القاتل ، الذي يمكن أن ينزل خسائر رهيبة في الأرواح ؟ الإحابة تكمن في أن جماعات الضغط تريد أولا إكتشاف دواء لهذا الفيروس المخلق ، لأن من خلق الداء قادر على خلق الدواء . و صناعة الدواء، تعد اليوم في قلب مكاسب ، لوبي المال، الذي يسيطر على العالم، من خلال أسواق المال في نيويورك . فتجارة الدواء أصبحت اليوم ، أكثر ربحية من تجارة المخدرات، خاصة مع تقدم متوسط العمر لدى كل شعوب العالم
و لا يهم من يكتشف الدواء ، سواء كان المكتشف من فرنسا ، أو ألمانيا أو أمريكا ، المهم الحصول على حق تسويقه .
ويأتي تخفيض أسعار البترول العالمية ، لأقل سعر ممكن ، على رأس أولويات لوبي لمصالح الأمريكية، ولن يتسنى ذلك إلا من خلال تقليل الطلب على البترول إلى أقل معدلات ممكنة ، بتجميد معظم الأنشطة العالمية، من خلال حجز سكان الكرة الأرضية في بيوتهم ، لتتمكن هذه اللوبيات من إستيراد البترول بأسعار متدنية ، و إعادة بيعه في السوق الأمريكي الكبير ، لتنتفخ حافظة نقودها بمزيد من المليارات . و يستهدف تعطيل النشاط العالمي ضرب الشركات الصاعدة لكي لا تكبر و تنمو و تشكل تهديدا لمصالح هذا اللوبي الرهيب.
و يأتي إنتقاء موعد ظهور كورونا، ثم التحديد المسبق لموعد القضاء عليه ، كما حدده ترامب في متصف إبريل، أي قبل أشهر قليلة من الإنتخابات الأمريكية، ليؤكد أن الأمر يتعلق بتهيئة الأجواء، لإعادة إنتخاب ترامب، لفترة رئاسية ثانية، بوصفه أكثر رؤساء أمريكا، قربا و تعاونا و تنفيذا لأوامر جماعات الضغط الأمريكية .
كما سيؤدي تخفيض أسعار البترول ، من خلال تقليل الطلب عليه إلى أقل حد ممكن ، إلى إنزال الضرر بالأعداء المصدرين، الذين يعتمدون على البترول كمصدر أساسي للحياة، و على رأسهم إيران ، و روسيا ، وفنزويلا ، فضلا عن تمهيد الطريق أمام إستكمال مخطط الشرق الأوسط الجديد ، بمواصلة إستنزاف ثروات السعودية ، و دول الخليج البترولية الأخرى .
ولم يكن إستهداف الصين، بكورونا ، أمرا عفويا ، بل كان متعمدا ، و مدروسا بعناية ، بوصفها أكثر دول العالم إستهلاكا للبترول ، و لم يكن هناك سبيلا لإجبار الصين على تخفيض إستهلاكها من البترول، بوصفها مصنع العالم، سوى ضربها جرثوميا بكورونا ، فهي أكبر مستورد للبترول في العالم ، بنحو 10 ملايين برميل يوميا ، قبل الولايات المتحدة ، التي تحتل المرتبة الثانية ، بنحو 8 مليون برميل يوميا .
وجاء إتهام المتحدث باسم الخارجية الصينية ، تشاو لي جيان ، للولايات المتحدة، بأنها وراء نشر فيروس كورونا، في مدينة ووهان الصينية ، بواسطة جهاز المخابرات الأمريكي" سى أي إيه" ، خلال مشاركة جنود أمريكيين ، في دورة الألعاب العسكرية العالمية ، التي أقيمت في ووهان ، في أول أكتوبر الماضي لتزداد قناعتي بنظرية المؤامرة في المسألة الكورونية .
ويرى محللون صينيون أن هدف" سي أي إيه " ، من وراء نشر فيروس كورونا إنطلاقا من الصين ، يتضمن تحقيق هدفين مهمين ، الهدف الأول : إجبار الصين على تخفيض إستهلاكها من البترول، لينخفض سعر البترول إلى أقل حتى من من 20 دولار للبرميل، بدلا من 60 دولار سابقا. و ثانيا: إيصال رسالة للصين مفادها، لن نسمح لكي بتولي حكم العالم ، من خلال منظومة طريق الحرير، و العمل على تدشين نظام إقتصادي عالمي جديد ، بديلا عن منظومة الإقتصاد الحالي، الذي تم تدشينه منذ الثورة الصناعية في أوروبا ، و إستمر بعد ذلك تحت سيطرت الولايات المتحدة حتى يومنا هذا، و عليكم أيها الصينيون أن تجلسوا معنا لتشاركونا في إدارتها بعد الطفرة الهائلة في الإقتصاد الصيني .
و تعد إيران، من أكثر الضحايا تضررا يفيروس كورونا ، على المستويين، الصحي، و الإقتصادي، فقد وصل عدد المصابين بالفيروس في إيران إلى نحو 22 ألف إصابة ، توفى منهم 1685 إيرانيا .أما على الجانب الإقتصادي، فقد كانت خسائر إيران، و لازالت، خسائر مدوية ، جراء تراجع أسعار البترول ، فإيران تعتمد بنسبة 85 في المائة من دخلها على البترول. و سوف يؤدي الإنخفاض الكبير في أسعار البترول ، مع إستمرار العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها، إلى تدهور كبير في الحياة المعيشية للإيرانيين ، و من ثم مزيد من إضعاف نظام الملالي ، الأمر الذي سيمهد الطريق ، لإجبار إيران على تقديم تنازلات في ملفها النووي .فاللوبي الصهيوني اليهودي ، يرى أن أكبر خطأ إرتكبه نظام الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك حسين أوباما ، كان توقيع الإتفاق النووي مع إيران .
ولا يعني ذلك ، أن أمريكا تعمل على إسقاط نظام الملالي في إيران، فكل ما تريده أمريكا ، هو منع إيران من إمتلاك السلاح النووي، على أن تظل تمارس مهمتها الرئيسية في تهديد أمن السعودية ، و دول الخليج البترولية الأخرى ، فالنظام الديني في إيران، يعد بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا لأمريكا، فلولا إيران ما تمكنت أمريكا من إبتزاز دول الخليج ، من خلال فرض إتاوات عليها ، نظير توفير الحماية لها ، من مطامع إلتهام العملاق الإيراني الشيعي .
ةيتشابه وضع روسيا ، مع وضع إيران ، حيث ترى هذه اللوبيات ، أن أسعار البترول المرتفعة ، مكنت الديكتاتور الروسي، فلاديمير بوتين ، من العودة من جديد إلى منطقة الشرق الأوسط ، لا سيما من خلال السيطرة على الأوضاع في سوريا ، مما يمهد الطريق لروسيا لإستعادة دورها كدولة عظمة ، كما كان الوضع عندما كانت زعيمة للإتحاد السوفيتي السابق ، على أسس دينية و عرقية . و المعروف أن روسيا ، هي ثاني مصدر للبترول في العالم بعد السعودية ، حيث وصل إنتاجها اليومي إلى نحو 10 ملايين برميل .
ونأتي لأهم عنصر في قائمة إهتمامات اللوبيات الأمريكية ، و هي المملكة العربية السعودية ، حيث ترى هذه اللوبيات، أنه لم يعد كافيا إستنزاف ثروات السعودية البترولية ، بواسطة الحرب مع عصابات الحوثي في اليمن ، التي تمولها و تدربها إيران الشيعية، بمباركة أمريكا ، و إسرائيل، و لا حتى من خلال الإتاوات التي أصبح يفرضها علنا ، دونالد ترامب ، على السعودية و دول الخليج البترولية الأخرى ، نظير توفير الحماية لهما ، من خطر العدو الإيراني الشيعي، و لا حتى من خلال صفقات السلاح الأمريكية الأوروبية ، بمئات المليارات، رغم فشلها المتواصل في تدمير صواريخ الحوثي البدائية ، لكن ينبغى أيضا تدمير السعودية إقتصاديا ، من خلال تخفيض أسعار النفط ، إلى أدنى مستوى ممكن. فالسعودية تعتمد على البترول بنسبة 95 في المائة في إعاشة شعبها، و توفير الرفاهية له . و هنا لن تجد السعودية ، مفرا آخر ، لمواجهة الزيادة السكانية الرهيبة التي تعاني منها ، فضلا عن مواصلة تقديم الدعم، الذي إعتاد عليه المواطن السعودي، في جميع مجالات الحياة سواء دعم البنزين ، أو الغاز ، أو الطعام ، و كل خدمات المصالح الحكومية الأخرى ، سوى السحب من الإحتياطي النقدي .و تقوم سياسة اللوبي الأمريكي ، على تأليب الشعب السعودي على أسرة الملك عبد العزيز ،التي تمكنت من إقامة دولة السعودية على أراضي شاسعة من الجزيرة العربية ، لم تكن تابعة أصلا لدولة الحجاز وريثة السعودية الحالية . و مع إستهداف الأسرة الحاكمة في السعودية ، من خلال قطر ، و قناة الجزيرة القطرية، التي تركز حاليا حربها الإعلامية ، على تراجع الإحتياطي النقدي السعودي من العملات الصعبة ، لتأليب الشعب السعودي على قيادته.
و تهدف هذه الحرب الإعلامية إلى زعزعة إستقرار المملكة لتسهيل تقسيم السعودية ، كما هو مخطط، لدويلات ، بحيث يكتفي ملك السعودية، بحكم مكة ،و المدينة المنورة ، بوصفه خادم الحرمين الشريفين ، على أن تقسم باقي أراضي المملكة ، إلى إمارات ، على غرار إمارة قطر، التي أظهرت نبوغا كبيرا في الخيانة، و العمالة . وبما أن مكة ، و المدينة ، مدينتان فقيرتان، فلن تستطيع أسرة عبد العزيز تقديم الخدمات المتميزة للحجيج، كما تفعل في الوقت الراهن، على أساس أن معظم الثروات النفطية السعودية ، تتواجد على ساحل الخليج العربي ، الذي من المخطط أن يتحول إلى إمارات عميلة ، على غرار قطر . و في حال تم تنفيذ هذا المخطط بنجاح، فإنه لا يمكن تبرئة العامل الديني للوبي الصيهو يهودي من محاولة تنفيذ هذا المخطط الجهنمي ، الذي يستهدف تفتيت السعودية ، حيث ترى هذه اللوبيات أنه كلما تراجعت قدرة السعودية المالية ، كلما مهد ذلك لإعادة بناء هيكل سليمان في القدس العربية .
و رغم كل الإصلاحات التي يقوم بها حاليا ولي عهد السعودية الشاب ، الأمير محمد بن سلمان،لتحديث الخطاب الديني في السعودية، و الإبتعاد عن ثقافة الوهابية المتخلفة ، إلا أنه يبدو أن سياسة الأمير، محمد بن سلمان ، لم تنجح في إرضاء جماعات الضغط الأمريكية ، و أنها مستمرة في تنفيذ مخططها الجهنمي .
ونهاية ، فهل يقتصر هدف جماعات الضغط الأمريكية من إستخدام فيروس كورونا المرعب، على توجيه هذه الرسائل المفزعة للصين، و إيران، و روسيا ، و السعودية و دول الخليج البترولية ؟ بالقطع لا ، فالهدف الأساسي أيضا ، هو تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية بالمليارات ، في الشهور القليلة التي تسبق إجراء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2020 .
فانخفاض أسعار النفط، ستمكن لوبي البترول ، من إستيراد البترول بأسعار منخفضة، ليعاد بيعه في الولايات المتحدة ، بأسعار معقولة، لكسب رضاء و تأييد الناخب الأمريكي ، سواء لتمهيد الطريق لإعادة إنتخاب الرئيس ، دونالد ترامب ، لفترة رئاسية ثانية، أو لتمويل حملات النواب في 52 ولاية إمريكية ، للوصول بمرشحين موالين لجماعات الضغط في الكونجرس، بغرفتيه، مجلس النواب ، و مجلس الشيوخ ، بغض النظر عن إنتماء المرشحين، سواء للحزب الجمهوري ، أو الحزب الديمقراطي، المنافس لحزب ترامب .
يقول فرانسيس بيران ، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية و الإستراتيجية "iris " ، أن لوبي البترول الأمريكي ، و الشركات التابعة له ، هي المستفيد الأول من انخفاض أسعار البترول العالمية، الأمر الذي سيمكنها من تخفيض ديونها نظرا لإرتفاع أسعار إستخراج البترول الأمريكي ، الذي لا يصبح مربحا لها ، إلا إذا زاد سعر البرميل عن 45 دولارا .
وأضاف فرانسيس بيران ،أنه على الرغم من الديون التي تثقل كاهل شركات البترول الأمريكية، إلا أن إستيراد البترول ب20 دولارا للبرميل، بسبب تداعيات فيروس كورونا ، سيملأ خزائن لوبي البترول ، و سيساهم بقوة في تقليل ديون شركات البترول الأمريكية التابعة له .وأوضح ، أنه في عام الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ، فإن الرئيس ، دونالد ترامب ، سيكون أكبر مستفيد من تراجع أسعار الوقود في محطات البنزين الأمريكية، لأن ذلك سيرضى الناخب الأمريكي الذي يقضي في سياراته ، نفس الزمن الذي يقضيه في منزله . كما يستهدف تخفيض أسعار البترول، إنعاش الإقتصاد الأمريكي، و ضرب الخبير الفرنسي مثالا بعامي 2015، و 2016 ، عندما إنخفضت أسعار البترول، ساهم ذلك في تحقيق نمو في الإقتصاد الأمريكي ، بلغ 3ر0 في المائة ، و هي نسبة تعد مرتفعة بالنظر لضخامة الإقتصاد الأمريكي .
وسوف يؤدي إمتلاء حافظة نقود لوبي البترول، الذي يرتبط بعلاقات و مصالح وثيقة ، مع بقية جماعات الضغط الأمريكية ، إلى توفير التمويل اللازم للحملات الإنتخابية ، للوصول بنواب موالين لجماعات الضغط في الكونجرس بغرفتيه . فلوبي السلاح على سبيل المثال، لن يقبل بأي حال من الأحوال، أن يجلس في الكونجرس مرشح مؤيد لمنع إنتشار الأسلحة الخاصة، مهما كانت ضحايا هذه الأسلحة ، و و مهما كان قدر الضغوط الشعبية المبذولة لمنع إمتلاك الأسلحة الخاصة .
و من جانبه لن يسمح اللوبي اليهودي الصهيوني، بعدم إعادة إنتخاب الرئيس ، دونالد ترامب ، لفترة ثانية ، تبدأ في سنة 2020 ، و تنتهي في 2024، مكافأة له على الخدمات الجليلة التي قدمها لإسرائيل، بالإعتراف بالقدس ، عاصمة لإسرائيل ، من خلال نقل السفارة الأمريكية إليها ، و هي خطوة، لم يجرؤ على إتخاذها، أكثر رؤساء أمريكا تأييدا لإسرائيل ، فضلا عن إعتراف ترامب بضم مرتفعات الجولان السورية لإسرائيل. كما يرى اللوبي الصهيوني الإسرائيلي، أن ترامب لم ينه كل مهامه بعد، فلايزال أمامه مهام أخرى ليؤديها ، على رأسها منع إيران نهائيا من إمكانية إمتلاك السلاح النووي ، من خلال إعادة التفاوض بخصوص ملفها النووي ، إضافة إلى المضي قدما في تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد ، خاصة تفتيت ما تبقى من الدول العربية الكبرى . فالإبقاء على ترامب لفترة ثانية، و الوصول بمرشحين موالين لجماعات الضغط في الكونجرس يتطلب أموالا طائلة، لدعم مرشحين موالين في 52 ولاية أمريكية، و لا أفضل من أموال الدول المنتجة للبترول، لتمويل هذه الحملات.
ونهاية طالما أن الأمر يتعلق بنظرية المؤامرة ، لماذا تتخذ كل حكومات العالم كل هذه الإحتياطات و الإجراءات الإحترازية ؟ الإجابة أن هذا الفيروس سريع الإنتشار، و أنه طالما أن الأمر يتعلق بحرب، بيولوجية، جرثومية ، فعلى الجميع إتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة، لحماية شعوبهم ، فهذا اللوبي الرهيب لا يعرف إلا تدمير من يقف في وجهه، فقد أطاح بنابوليون بونابارت ، إمبراطور فرنسا، المسيحي الديانة ، عندما أراد التمرد على هذه المنظومة الشيطانية ، فمولت البنوك التابعة له عملية تدميره ، لينتهي به المطاف منفيا في جزيرة سانت هيلانة.
ونجح نفس اللوبي الرهيب في تحجيم، محمد على باشا ، حاكم مصر، عندما كون جيشا مصريا قويا للمرة الأولى منذ عهد الفراعنة ، قبل أن يتمكن من إخضاع الشرق الأوسط و إفريقيا لسلطته. كما لقي عدوهم الأكبر أدولف هتلر المسيحي مصيرا و لا أسوأ، إنتهى بإنتحاره في الحرب العالمية الثانية . و لم يتمكن الإتحاد السوفيتي السابق ، من الوقوف في وجهه رغم أسلحته النووية الجبارة ، ليقسم لإثنتين و عشرين دولة ، على أسس دينية، و عرقية . ونفس المصير لقيته يوغوسلافيا السابقة ، التي قسمت هي الأخرى إلى خمس دول. وعندما جاء وقت تنفيذ الفوضى الخلاقة ، و الشرق الأوسط الجديد ، أطيح بصدام حسين ، و قسم العراق ، يليه فلسطين ، ثم سوريا ، و ليبيا ، و اليمن . و المدهش أن البعض لا يزال يشكك في كون" كورونا " هي المؤامرة نفسها .