كل مصري يملك تلك العلامة الخاصة بمصل الدرن المضاد لمرض
السل على ذراعه الأيسر، إذ يتم استخدامه في مصر منذ قديم الأزل لتطعيم الأطفال
حديثي الولادة في سن من 3 – 6 أشهر، وهو ما قد يكون في صالح المصريين ضد فيروس
كورونا في الوقت الحالي.
بعد انتشار أنباء عن بدء أستراليا استخدام مصل الدرن BCG في مكافحة فيروس كورونا نشرت مجلة ساينس ماج
دراسة تفيد بأهمية اللقاحات مثل المصل المذكور في تقوية جهاز المناعة لمكافحة أي
عدوى قد تصيب الجسم.
ترفع اللقاحات بشكل عام الاستجابات المناعية الخاصة بمسببات
الأمراض المستهدفة، مثل الأجسام المضادة التي تربط نوعًا واحدًا من الفيروسات وتهاجمه
دون سواه.
ولكن قد يزيد مصل الدرن BCG أيضًا من قدرة الجهاز المناعي
على مكافحة مسببات الأمراض غير بكتيريا السل وفقًا لدراسات إكلينيكية وملاحظة نشرها
منذ عدة عقود الباحثان الدنماركيان بيتر آبي وكريستين ستابيل بن.
حيث خلصوا إلى
أن اللقاح يمنع حوالي 30٪ من العدوى بأي مرض معروف، بما في ذلك الفيروسات في السنة
الأولى بعد إعطائه.
وفي 014 أكدت منظمة الصحة العالمية أن مصل الدرن يبدو أنه
يخفض معدل وفيات الأطفال بشكل عام، ومنذ ذلك الحين بدأت بدأت التجارب السريرية للتحقيق
في كيفية تعزيز BCG بشكل عام لجهاز المناعة.
اكتشف ميهاي نيتيا ، أخصائي الأمراض المعدية في المركز الطبي
بجامعة رادبود أن هذا اللقاح أقوى مما نعرف عنه، فعندما يدخل الفيروس إلى الجسم تهاجمه
أولًا خلايا الدم البيضاء في الجانب "الفطري" للجهاز المناعي.
قد يتعاملون مع ما
يصل إلى 99٪ من العدوى، إذا فشلت هذه الخلايا، فإنها تستدعي جهاز المناعة "التكيفي"،
وتبدأ الخلايا التائية والخلايا البائية المنتجة للأجسام المضادة بالانقسام للانضمام
إلى القتال.
المفتاح لهذا هو أن بعض الخلايا التائية تعمل على تخزين أجسامًا
مضادة، وبمجرد التخلص من الفيروس يتحول جزء صغير من هذه الخلايا إلى مصل يمكنه التصدي
للفيروس عند محاولة دخوله مرة أخرى، وهو بالضبط ما تعتمد عليه اللقاحات في عملها
المشابه.
وقد اكتشف فريق نيتيا أن مصل الدرن يمكنه البقاء حيًا في
جسم الإنسان لفترات طويلة، بشكل لا يثير خلايا B و T فقط ولكنه يحفز أيضًا خلايا
الدم الفطرية لفترة طويلة، يسميها نيتيا وزملاؤها "الحصانة المدربة" مما
يؤكد إماكنيته في التصدي لفيروس كورونا عن طريق دعم وتقوية الجهاز المناعي.