قراءة سريعة لما يجرى فى العالم من تداعيات كورونا يتأكد لك ان الغرب لم يعد كما كان ولم يعد مبهرا كما صور لنا أعلامهورجالاته؛ وبأنه هو الغاية والوسيلة.
فبمجرد الحديث عن فيروس كورونا المستجد كوفيد ١٩ تستطيع أن تدرك مدى عدم ترابط هذه الدول، بل وبأنها على أعقاب مرحلة فارقة بعد احتواء هذا الفيروس العالمى ، فإيطاليا أيقنتأن الاتحاد الأوروبى التى تعد واحدة من أعضائهالسبعة والعشرون، أيقنت أنه لم يقف بجوارها فى أزمتهاوبأنه تركها وحيدة فريسة للمرض حتى ان البعض قد تحدث عن انزالها علم الاتحاد الأوروبيواكتفاءها بعلم بلادها فقط، والأدهى والأمر أن إيطاليا تعاقدت مع تركيا على شحنة ادوية وكمامات والاخيرة لم تلتزم بالاتفاق وكما يقال بالبلدى اكلت عليها فلوسها، الصين فقط هى من وقفت بجوار ايطاليا رغم انها ليست عضوا فى الاتحاد الأوروبىلتصبح ثانى دولة دعمت ايطاليا فى محنتها البليغة بعد بلدنا مصر. ويتأكد مع تفشى الفيروس ان ايطاليا تعانى الامرين وتتخبط خطاها للحصول على ادوات ومنتجات طبية لمواجهة الكورونا وتطرق الابواب مابين من يرفض بدعوى انه ربنا يحتاج هذه المستلزمات لمواجهة كورونا فى بلده واخرون يساومون روما لمدها بما تريده مقابل تنازلات واستحقاقات ، لدرجة ان التشيك تستولى على شحنة ادوية وكمامات كانت فى طريقها الى روما قادمة من الصين وللاسف عندما توقف الطائرة للتزود بالوقود استولت عليها التشيك وبلا ادنى مسئوليات ولا علاقات دولية واوربية .
المجتمع الأوروبيأثبت أن أصوله ليست حضارية فبمجرد أنتلقى خطابا من رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون يحمل معانى اليأس والاحباط وبأن من يمرض فليبقى فى بيتهما كانمن الشعب الانجليزى الذى لم يمل حديثا عن الأعرافوالبروتوكول والحضارة الحديثة هذا الشعب هو من تكالب على المحلات والبنوك وسطا عليها وسلب مافيها تحت اعين الدولة وعلى مرأى ومسمع منها ليجبر بذلك السلوك الهمجى قادته على التراجع عن سياستهم فى مواجهة كورونا ويستعطف الشعب ببث خبر عن إصابةالأميرتشارلز ولى عهد بريطانيا بالفيروس . ولم تكن صربيا هى الاخرى بمعزل عن فوضى التعامل الأوروبيومن تجاهل الاتحاد الاوربى لطلب صربيا بالمساعدة وجاءت الصين ايضا لتقول لصربيا انا بجانبك مما يدفع الرئيس الصربى بالتوجه الى الصين وتقبيل العلم الصبنى فى مطار بكين أمامالشاشات ووسائل الاعلام كافة .
أوروبا اهتزت صورتها وثقتها ببعضها البعض واصبح مايسمى بالاتحاد الاوروبى كيان هش مهزوز غير قادر على احتواء أزمة عالمية تفشت باستهتار ايطالى تبعه خوف وهلع اوربى خلا من الترابط والمحبة بين دول الاتحاد وبعضها البعض . الولايات المحدة القطب الاوحد اثبتت فشلها الذريع فى مواجهة كورونا سياسيا وشعبويا وتحدث الاعلام عن استهتار الرئيس الامريكى دونالد ترامب بكورونا وعدم اتخاذه التدابير الكافية والخطط الصحيحة لمواجهة الفيروس الذى ينتشر انتشار النار فى الهشيم . على الجانب الآخرتقف كوريا الشمالية وروسيا على اهبة الاستعداد لمواجهة الفيروس بكافة الطرق والوسائل مما جعلهما أقل الدول إصابة وبلاء.
كورونا بكل تداعياتها هل تجعل المجتمع الدولى يفكر فى تكوين حكومة كونية مؤلفة من رموز من كل دول العالم مؤهلين لوضع استراتيجية أزمةلمواجهة ايمشاكل تتخطى حدود دولة وتتفشى فى العالم اجمع ؟ اعتقد أن الغد القريب سيفرض على العالم إعادةنظرياته فى التعامل والعلاقات والسياسات وربما التوجهات والاستراتيجيات.
اعتقد ان القادم فى صالح منطقتنا بكل النتائجوالدلائل وخاصة مصر .