قال الشيخ محمد متولى الشعراوى، إمام الدعاة رحمه الله، إن الله عز وجل ضرب لنا فى وجودنا المادي أمثالا تقرب لنا ذلك الخلق الخفي من الجن ومن الملائكة، متسائلًا: "كيف ذلك؟".
وأوضح إمام الدعاة، أن "العقل البشرى هداه الله لقوله تعالى {وَالَّذِي قَدَّرَفَهَدَى}، إلى أن اكتشف شيئا يسمى الميكروب، والميكروب هو حي دقيق جدا بحيث لم يكن للعين المجردة أن تراه وتدركه، ولكنه كان موجودا بالفعل، ودخل فى أجسام الناس دون أن يشعروا كيف دخل وعمل فيهم وفى صحتهم ما عمل من الهلاك والموت والطاعون وغيره، ومع ذلك هو موجود من جنس وجودنا وله فعل ونفوذ فى الهيكل الذي يدرك، وهو الإنسان، فشيء خفي لا يدرك يهدد إنسانًا ضخمًا لا يدركه إلى أن اكتشفه".
وتساءل: "فمعنى وجوده هل أننا اكتشفناه؟ لا فوجوده شيء وإدراك وجوده شيء آخر، فنحن أدركنا وجوده".
وأضاف: "إذا حللنا الميكروب قال هو من مادتك ولكنه دقيق جدًا حتى أن العين المجردة لا تراه"، لافتًا إلى أنه "عندما اكتُشف الميكروسكوب وضعنا هذا الميكروب تحته وكبرناه رأيناه، فهذا الميكروب كنت لا تراه بعينك المجردة، فهل عدم رؤيتك له سابقًا يعني أنه غير موجود؟ لا فهو موجود بالفعل ولكن الإنسان لم يدركه، وقد اكتشفت آلة جعلتك تراه".
وتابع: "إذا قال الله عز وجل "لى ملائكة من خلقى ولى جن من خلقي ولكنكم لا ترونهم وهم يرونكم"، نقول له "صدقت يا ربي"، لأنه من جنس مادتنا كان موجودًا ولا نراه والأشياء التى نكتشفها الآن دليل على إيماننا بالله بما أخبر به فى الأمور الغيبية".