قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إسرائيل.. حكومة جديدة أم انتخابات مبكرة؟


نتنياهو، لم يعد في مقدمة المشهد السياسي الإسرائيلي، ها هو اليوم سيقف خلف رئيس أركانه السابق. بيني جانتس رئيس قائمة أزرق أبيض، بعد تكليفه بالمهمة الشاقة لتأليف الحكومة الإسرائيلية. طريق التأليف شديد الوعورة أمام جانتس، لا اليمين المتحالف مع نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، قبل التحالف مع جانتس، وشق الصف اليميني، ولا قسم كبير من فريق جانتس، يمكنه أن يجاريه في حكومة من لون واحد. إذ لا يبدو المشهد الإسرائيلي، قادرا علي احتمال ذلك.

وبالذهاب إلي ما أعلنه جانتس، عن عزمه عن تأليف حكومة وطنية تملك أوسع أرضية سياسية ممكنة، فإن خياراته ضيقة جدا، ولا بد وأن تنفيذ أي منها سيكون عبر التنسيق مع نتنياهو، وإلا ففي الحدود القصوى حكومة مصغرة يقودها جانتس، لعبور أزمة فيروس "كورونا". نجح جانتس، في الحصول علي التفويض بمهمة التأليف، خطوة علي أهميتها لا تلغي حقيقة أن طريقه نحو حكومته لا زالت طويلة.

في مشهد غير مألوف في إسرائيل منذ 10 سنوات، انحسر فيها تفويض تأليف الحكومة بـ شخص واحد هو نتنياهو، أوصت جولة الاستشارات التي أجراها رؤوفين ريفلين الرئيس الإسرائيلي، هذه المرة إلي تكليف رئيس قائمة أزرق أبيض، مهمة التأليف بعد نيله 61 صوتا. جانتس، وفور تكليفه كتاب التأليف دعا إلي تأليف حكومة قومية وطنية موسعة لمواجهة أزمة "الكورونا".

نيل جانتس، 61 صوتا، وإن عد انجازا له فهو لا يعني أن مهمته مضمونة النجاح في تأليف الحكومة، أو أن مفاتيحه باتت في جيبه. الرجل لم يضيع الوقت، وحاول إحداث خرق في معسكر اليمين بزعامة نتنياهو، داعيا رؤساء أحزاب فيما يسمي "بلوك اليمين"، إلي لقاءات تشاورية لكنه قوبل بالرفض. وبعد سقوط خيار حكومة الأقلية علي خلفية المواقف الرافضة لها داخل معسكر جانتس، يبقي أمامه خياران أساسيان، إما حكومة وحدة تتضمن تناوب علي رئاستها مع نتنياهو، وإما حكومة طوارئ لمواجهة "الكورونا" برئاسته.

وعن الجدل الدائر في الأوساط السياسية العربية، عن ماذا سيتغير الآن في إسرائيل؟ ثمة من يري من المراقبين، أن جانتس ونتنياهو، وجهان لعملة واحدة، وهنا نذكر بحرص جانتس، في دعايته الانتخابية علي إبداء بطشه في غزة، ومنافسته نتنياهو، في مسعاه لضم غور الأردن، ووصفه للخطة الأمريكية بعد أن أطلع عليها، بأنها تتماشي مع مبادئ تحالفه، بل وتعهد بتنفيذها حال أصبح رئيسا للحكومة، كما تعهد بتفعيل سياسة استخدام القوة عند الحاجة.

بعد عام من الجمود السياسي، وبأغلبية بسيطة تعكس حالة الانقسام الحاد في إسرائيل، حصل زعيم تحالف أزرق أبيض، علي تكليف بتشكيل حكومة جديدة. ووعد ببذل أقصي الجهد بإنجازها خلال أسابيع. وعد يثير التساؤلات بشأن التنازلات المطلوبة من أجل الوفاء بها، قبل أن تثور عاصفة تساؤلات أخري عن تأثير تولي جانتس، رئاسة الحكومة علي قضايا، من قبيل العلاقة مع الفلسطينيين والموقف من إيران، وخطة السلام الأمريكية، فضلا عن مصير خصمه نتنياهو.