عيون تترقب، وأنفاس يحبسها القلق، فالمدينة التي عاشت هادئة مطمئنة تحولت
بين عشية وضحاها تعيش حالة كبيرة من القلق بعد وفاة حالتين مصابتين بفيروس كورونا
في مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، والتي فرض أهلها عزل على أنفسهم خوفا من المرض.
بلقاس بعد وفاة حالتين بفيروس كورونا
المدينة التي راح منها اثنين من أبنائها ضحية لهذا الفيروس –الذي وصفته
منظمة الصحة العالمية بالوباء- كشف "محمد صلاح" أحد أبنائها عن ما يدور
داخل مدينة بلقاس قائلا: "الخوف تسرب للناس والقلق، كتير عزلوا نفسهم وقفلوا
عليهم بيوتهم فترة الليل بقت صعبة جدا، الحياة بعد ما كانت طبيعيه بنسبة ١٠٠% بقى فيها
ركود وقلت الحركة والخروج الطبيعى ووصلنا ل٤٠%، مضيفا، والله إحنا بلد كبيرة جدا عددنا
هيقرب من المليون والعزل ده مأثر فينا ؛ عايزين نرجع للحياة الطبيعية".
طبيعة الحياة داخل قرية بلقاس بعد وفاة حالتين بفيروس كورونا؟
حديث محمد لا يختلف كثيرا عن حديث ابن بلدته "أحمد على"، الذي أكد كلامه قائلا: "فى فترة النهار الحياة ماشية طبيعى والمحلات فاتحة عادى أما بالليل المحلات بتقفل إلا ما رحم ربى للضرورة والصيدليات اللى فاتحة طول اليوم
طبعا بسبب الظروف اللى احنا فيها، بلقاس مركز كبير وصعب علينا اللى بنشوفه ده".
ويضيف تامر محمد من قرية المعصرة: "الوضع صعب إحنا فى
القرية من بعد المغرب مش بتخرج كرجاله نبهنا على السيدات والأطفال مفيش خروج خالص إلا
للضرورة، وفاة حالتين عمل قلق فى البلد إحنا بنفتح محلاتنا الصبح وأى بضاعة بتيجى تتوزع
الصبحـ كله شغال طبيعى بالنهار مع خوف برضه وأنا والرجالة عمالين نطهر فى الشوارع حتى
العربيات اللى بتنقل الناس حماية للجميع".
حالات الوفاة بسبب كورونا في بلقاس
وكان مستشفى بلقاس المركزى قد استقبل أحد المواطنين وتم
نقله لمستشفى العزل بالإسماعيلية والذى ثبت إيجابيته لفيروس كورونا ويعد الحالة الثالثة
بمحافظة الدقهلية بعد السيدة عطيات م ا التى توفيت الخميس الماضى بمستشفى العزل ومقيمة ببلقاس وكذا إصابة زوجة نجلها والتى تعد ثانى حالة إيجابية بالمحافظة ومقيمة بلقاس أيضا
وجرى نقلها إلى مستشفى العزل بالإسماعيلية لتلقى العلاج.
الوضع داخل بلقاس بعد وفاة الحالة الثانية بسبب كورونا
وكانت الأحزان قد تعمقت وازدادت لدى أبناء مدينة
بلقاس وقراها، ممزوجة بخوف وقلق وترقب عقب وفاة الحالة الثانية بفيروس
كورونا حيث رحل أحد أبناء بلقاس أحمد ع ع، أول أمس بسبب
فيروس كورونا.
الحالة الثانية التي توفيت في الدقهلية بسبب
فيروس كورونا كانت لشخص حظى بحب الجميع ليس فقط لعراقة عائلته بل لدماثة خلقه وطيبه قلبه وبشاشة وجهه،
وكيف كان هذا الشخص الذى كان يعمل مأمور ضرائب ويتعامل مع مواطنين كثر خدوما وذا لسان عف.
دفن دون جنازة للحالة الثانية المتوفية بسبب كورونا
الوضع داخل الدقهلية أصبح حرج للغاية، فالكل هناك يشعر بخوف وقلق، فلك أن تتخيل أن مشهد جنازة الحالة الثانية التي توفيت بكورنا كان عبارة عن وداعدون جنازة أو عزاء، وعزاه الجميع بقلوبهم ودموعهم.
تعقيم كفنه حالة بلقاس بـ6 طبقات معقمة
أما عن حيث عن تكفينه فتم من قبل وزارة الصحة، والتي قامت بتعقيم كفنه بـ ٦ طبقات معقمة، ودفن في الفجربمسقط رأسه ببلقاس.
القلق يزداد بين الأهالي خاصة بعد عزل زوجته وأولاده عقب أخذ عينات منهم وتبين إيجابية العينات، وبالتالى تم أخذ عينات مئات الأشخاص الذين زاروه فى بداية مرضه، حيث اعتقد الجميع أنه دور برد عادى ولحب الجميع له فقد قام بزيارته أعداد كبيرة قبل أن يؤخذ منه عينة وينقل للحجر الصحى بالإسماعيلية.
عزل صحي بمسقط رأس الحالة الثانية المتوفاة بسبب كورونا
كما تم أخذ عينات وعزل عدد من المعلمين والطلاب بمدرسة بلقاس حيث يوجد بها الزوجة والابن المتواجدين العزل بالأسماعيلية تجنبا لعدم انتشار الفيروس حيث يعالجون بها وتم شفاء عدة حالات.
وكان مستشفى بلقاس المركزى استقبل أحد المواطنين وتم نقله لمستسفى العزل بالإسماعيلية والذى ثبت ايجابية لفيروس كورونا ويعد الحالة الثالثة بمحافظة الدقهلية بعد السيدة عطيات م ا التى توفيت الخميس الماضى بمستشفى العزل ومقيمة ببلقاس.
سحب٤٠٠ عينة من المخالطين لضحية كرونا الثانية في الدقهلية
وكذا إصابة زوجة نجلها والتى تعد ثانى حالة إيجابية بالمحافظة ومقيمة بلقاس أيضا وجرى نقلها إلى مستشفى العزل بالإسماعيلية لتلقى العلاج.
فيما أكد مصدر بمديرية الصحة بالدقهلية أنه جرى سحب أكثر من ٤٠٠ عينة من المخالطين والمتعاملين معهم طبقا للتعليمات الواردة من الوزارة ومنظمة الصحة العالمية، وجاءت جميعها سلبية للفيروس عدا أربع حالات يتم علاجها ومازال هناك بحث وتقصى لباقى المخالطين لسحب عينات منهم.
كيف استعدت مستشفيات المنصورة لمواجهة كورونا؟
ومن جانبه،أكد الدكتور محمد حجازي المدير التنفيذي للمستشفيات والمراكز الطبية بجامعة المنصورة انه يتم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وبشكل مكثف واتباع تعليمات الطب الوقائي ومكافحة العدوى في خطط التعامل مع فيروس كورونا بالمستشفيات والمراكز الطبية ومتابعة تواجد مستلزمات التعقيم و احتياجات الكشف على المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا ، والتأكيد على أن يكون كافة العاملين بكل قسم و عيادة داخل المستشفيات على دراية كاملة بالإجراءات والخطوات الصحيحة الواجب اتباعها في حالة الاشتباه بإصابة أحد المرضى بفيروس كورونا، و كيفية التواصل مع فرق الترصد و مكافحة العدوى و المتواجدة بكل مستشفى و مركز على مدار أربع و عشرين ساعة والتى تتضمن استخدام الكواشف الطبية للاطمئنان على المرضى المترددين على المستشفى والزائرين، وذلك بتوفير أجهزة قياس الحرارة بجميع مداخل المستشفيات والعيادات الخارجية بالإضافة إلى عمليات التعقيم والتطهير المستمر داخل المستشفيات والمراكز الطبية.
وأضاف انه حرصا على ضمان سلامة المرضى فقد تم التأكيد على سرعة انهاء اجراءات المرضى والحد من تواجد المرضى ومرافقيهم خلال الكشف بالعيادات الخارجية باستخدام الانظمة الالكترونية لحجز مواعيد الكشف بالعيادات، كما تضمنت الإجراءات لزيارة المرضى السماح بزيارة شخص واحد على الأكثر للمريض على مدار اليوم، أو بالتواصل الهاتفي .
وأشار الى انه تم عمل سلسلة من الاجتماعات المتتالية لمديري المستشفيات والمراكز لمتابعة تنفيذ الخطوات الواردة في الخطة المعدة للتعامل مع الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا ، وتم المرور الميداني اليومى المتكرر على عنابر المرضى داخل القسم و العناية المركزة داخل القسم و التأكيد على توفير غرف العزل داخل كل قسم و التأكيد على تدريب العاملين داخل العيادة على تنظيم إجراءات العمل بالطرق الصحيحة بحضور رئيس هيئة التمريض بالمستشفيات و منسقي مكافحة العدوى.
وشدد الدكتور محمد حجازي على انتشار فرق مكافحة العدوى والترصد داخل كل مستشفى لمتابعة الالتزام بتعليمات مكافحة العدوى ولاتخاذ كافة الإجراءات و الاحتياطات اللازمة بمتابعة مشددة من إدارة المستشفى و كذلك التأكيد على وضوح قنوات التواصل بين الأقسام الطبية و العاملين بها من أطباء و تمريض و بين فرق الترصد و مكافحة العدوى بالمستشفى.
كما أشاد بالجهد المبذول من ادارة المستشفيات والمراكز الطبية وفرق مكافحة العدوى والترصد وجميع الأطباء والتمريض والصيادلة و العاملين فى مختلف الأقسام الإدارية والهندسية و حرصهم الشديد على متابعة و تنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة أي إصابة محتملة بفيروس كورونا بمنتهى الاحترافية ضمانا لمنع انتشار العدوى .