حرصت العديد من الدول على فرض إجراء الحجر الصحي لشعوبها في المنزل، كفترة ينعزل فيها الاشخاص كمحاولة للسيطرة على تفشي فيروس كورونا التاجي (كوفيد-19)، لكن أظهرت دراسة جديدة أن العزلة الاجتماعية التامة (الحياة بمفردك) قد تصيب الشخص بأمراض اكثر خطورة من كورونا.
وفقا لمجلة ساينس أليرت العلمية فإن الدراسة التي أجراها مجموعة من الباحثين تشير إلى الانعزال اجتماعيا يؤثر سلبيا على الصحة، حيث تظهر النتائج أنها قد تزيد مخاطر الأمراض للبعض مثل أمراض القلب، والاوعية الدموية، والخرف، والاكتئاب.
ويقترح بعض الباحثين أن الوحدة والعزلة الاجتماعية تؤدي إلى تدهور الصحة لأنها تزيد الالتهاب، ويحدث الالتهاب عندما يطلب الجسم من الجهاز المناعي إنتاج مواد كيميائية لمحاربة العدوى أو الإصابة، وهذا ما يمكن أن يحدث عندما يعاني الشخص من ضغط نفسي أو اجتماعي.
ويمكن أن يكون الالتهاب الموضعي قصير المدى، كجرح بسيط عن طريق الخطأ، ولكن قد يكون أيضا التهابا طويل الأجل وهذا النوع يكون مرتبط بصحة الشخص المتدهورة، ويقترح الباحثون أن الوحدة والعزلة الاجتماعية مرتبطة بهذا الالتهاب المرتفع على المدى الطويل.
وللتأكيد على هذا الرأى أجرى الباحثون تحليلا إحصائيا عن جميع الدراسات المنشورة التي تناولت العلاقة بين الوحدة وأمراض الالتهاب، ووجدوا 14 دراسة متعلقة بأضرار الوحدة و 16 دراسة عن العزلة الاجتماعية، وكشف التحليل الإحصائي أن الأشخاص الأكثر عزلة اجتماعيا لديهم مستويات أعلى من مادتين كيميائيتين متعلقتين بالالتهاب: وهما بروتين سي التفاعلي والفيبرينوجين، ويستخدم البروتين التفاعلي C بشكل شائع كمؤشر للالتهاب.
ويمكن ربط العزلة الاجتماعية بمستويات أعلى من الالتهاب لعدة أسباب، أبرزها أنها قد تكون متعلقة بالتوتر أو الضغط النفسي والذي يؤثر على الجهاز المناعي ويضعفه بشكل ملحوظ ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.